بدأ الإسرائيليون يشعرون، بأن الأزمة مع روسيا ليست بالأزمة العابرة، مع تنامي العداء الروسي الشعبي لإسرائيل واليهود، والذي برز في تحليلاتهم بعد حادثة الطائرة الروسية.
وساق الكاتب الإسرائيلي في صحيفة هآرتس، ديمتري شومسكي، إلى تفسيرات من محللين روس لأزمة الطائرة، على أنه بسبب التحدي اللئيم والتحايل من سلاح الجو الإسرائيلي، أسقطت الطائرة الروسية، وأدى ذلك لمقتل 15 جنديا كانوا على متنها.
ونقل، أن إسرائيل استغلت التعاطف الروسي معها، مجيبا على تساؤل: كيف تمكن الإسرائيليون من الطيران في المنطقة الجوية التي حظرته روسيا أمام الطائرات الأجنبية؟!، بأن القادة الإسرائيليين يذهبون إلى روسيا يبكون وينحون دائما، وفي النهاية توافق روسيا على منحهم أمور خارج النص.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يذهب إلى روسيا يعانق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويتفق معه رجل أمام رجل، مضيفا: “ولكننا نعرف جميعا كيف يفي الرجال اليهود بوعودهم اليهودية هي النتيجة القاسية أمامنا”.
ولفت إلى أن ماسبق هو تفسيرات لمحللين روس، في قناة “روسيا البربوسلافية”، القومية المتطرفة الدينية، أحدهما كستانتين دوشنوف والذي يعد نفسه أحد اللا ساميين، وحكم عليه في الماضي بالسجن بسبب التحريض، والآخر لأندريه بافلوف، وهو أيضا أحد الصحفيين اللاساميين البارزين.
ونوه إلى أنه قبل أسبوع من نشر نتائج التحقيق الروسي الرسمي بخصوص إسقاط الطائرة، كتبت القناة الروسية الأولى عنوانها الرئيسي في نشرتها بأن الطائرات الإسرائيلية اختبأت خلف الطائرة الروسية، ما تسبب لكشفها أمام الدفاعات الجوية السورية.
وأضاف، بأن كلمة “كشفتها”، لها دلالاتها بالعبرية بأنها لا تتضمن نية خبيثة، إلا أن مرادفها الروسي والذي استخدمته وسائل الإعلام الروسية، تعني “وضع الغير في خطر بصورة تآمرية ومقصودة”.
ونوه إلى أنه لا يمكن تجاهل الأساس اللاسامي العميق في الخطاب الروسي القومي المتطرف، ومغزى مفهوم “الخيانة الإسرائيلية”، والذي كان مختفيا في الرد الروسي منذ البداية.
وأشار إلى مقابلة أجرتها صحيفة إيطالية، مع الممثلة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية، ماريا زخاروفا، والتي برزت فيها نغمات لاسامية واضحة، من خلال وصف نشاطات إسرائيل بأنها “غير مهنية”، و “جبانة”.
وأضاف، أن معظم الإسرائيليين، وحتى نتنياهو، بدأوا يفهمون أن الأزمة مع روسيا والتي تزداد حدة ليست أزمة عابرة، إلا أنهم يجدون صعوبة في تفسير وتبرير ما حدث، ويدركون العمق المتواصل للتوجهات اللاسامية المتزايدة، في الخطاب القومي المتطرف الديني الروسي، والذي يتنامى ويتعزز في الفيدرالية الروسية، كغيرها من المشاعر القومية المتطرفة المتزايدة في شرق أوروبا والولايات المتحدة، وفي إسرائيل.
وزاد بأن الإسرائيليين غير مدركين من عدم الارتياح العام الروسي، والتي ظهرت في أكثر من مناسبة في شبكات التواصل الاجتماعية في روسيا على ضوء التقارب ما بين بوتين ونتنياهو في السنوات الماضية، حيث يعتبروا أن ذلك التقارب أساسه “تملق يهودي”، يهدف لحصد المزيد من المكاسب من روسيا، والآن بعد حادثة الطائرة، فإن السخط والاحتقار انفجر دفعة واحدة نحو اليهود في الخارج.