حلف ” ميسا ” أو ” الناتو ” العربي الأمريكي الإسرائيلي الجديد
بقلم : د. كاظم ناصر
بعد أن وصلت الدول العربية إلى هذه الحالة من الضعف والتفكّك وفقدت مصداقيتها وهيبتها عربيّا ودوليّا، أصبح بإمكان الولايات المتحدة أن تخطّط لمستقبل المنطقة كما تشاء، وأن تتجاهل إرادة وطموحات ومشاعر 400 مليون عربي؛ وتقود آخر مؤامراتها المدعومة إسرائيليا، وتفرضها على بعض القادة العرب في حلف جديد كشف النقاب عنه … صديق القادة العرب الودود وعدو الشعب العربي اللدود … الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء الموافق 25 – 9 – 2018.
أمريكا وإسرائيل تريدان إقامة حلف يضمّ السعودية والإمارات العربيّة المتّحدة وقطر والبحرين والكويت وعمان ومصر والأردن، لكن اسم إسرائيل لم يذكر لتجنّب الاحراج والانتقادات واستمرار التآمر والعمل ” على السكيت ” حتى يحين وقت إعلان مشاركتها وتحالفها مع بعض قادة العرب الأشاوس الذين يبذلون ” حفظهم الله وأطال في أعمارهم ” كل جهد ممكن لإذلال وتدمير الوطن العربي مقابل بقائهم في كراسي الحكم!
الموضوع جدّي والتخطيط لإقامة هذا الحلف الذي سيطلق عليه اسم ” تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي ” وسيعرف اختصارا ب -ميساThe Middle East Strategic Alliance – MESA ” جار على قدم وساق، وسيعلن عن قيامه رسميّا في اجتماع قمّة سيعقد في بداية شهر كانون الثاني من عام 2019، أي بعد ثلاثة أشهر من الآن؛ ولهذا عقد ممثّلون عن الدول العربية التي ستشارك فيه اجتماعا في نيويورك يوم الجمعة الموافق 28 – 9 – 2019 حضره وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، وتناولوا خلاله البحث في علاقات التعاون والتنسيق بين دولهم واطر تعزيزها وتنميتها في مختلف المجالات السياسيّة والاقتصاديّة والاستثماريّة والأمنيّة، وتبادلوا وجهات النظر بشأن عدد من الموضوعات الهامّة الإقليميّة والدوليّة، ودعا بومبيو خلال هذا الاجتماع إلى ” وقف النشاط الإيراني الخبيث في المنطقة ” مؤكدا على ” أهمية هزيمة “داعش ” وغيره من التنظيمات الإرهابية وتحقيق السلام والاستقرار في سوريا واليمن ” … وتجاهل بومبيو خلال هذا الاجتماع القضية الفلسطينية وجرائم إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني التي تتبنّاها وتدعمها بلاده بقوة ووقاحة غير مسبوقة في تاريخ السياسة الأمريكيّة في المنطقة…. وتوافق عليها دول المشاركين ومعظم الدول العربية.
هذا الحلف هو وليد التخطيط والتنسيق الأمريكي الإسرائيلي المشترك الذي يهدف إلى دفع بعض العرب إلى مواجهة مسلّحة مع إيران يقتل فيها أبناءهم، ويدمّر وطنهم، وتستنزف ثرواتهم خدمة لإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية! لكن الذي نأمله هو أن مشروع هذا الحلف سيفشل كما فشل غيره من الأحلاف المصطنعة المسمومة التي لم ولن تنطلي أهدافها المسمومة على أحد.
أمريكا تقتلنا، وتمزّق أوطاننا، وتتحالف مع أعدائنا، وتبتزّنا، وتستهتر بنا وبحكّامنا وبكرامتنا، وتشوّه سمعة ديننا، وتمارس العنصريّة ضدّنا، ومعظم الحكام العرب ينبطحون لها، ويطلبون ودّها، ويكوّنون لها … أحلافا جديدة … لحماية أنظمتهم الهيكليّة المترنّحة التي أثقلت الأمة بالنكبات والهزائم والجراح … إنّهم لا يدركون أنهم في النهاية سيحصلون منها على جزاء ” سنمّار!” … وكما يقول المثل ” شر البليّة ما يضحك “؛ هذه أمّة ابتلاها الله بحكّامها، وضحكت منها ومنهم الأمم!
كاتب فلسطيني