في اتصال بين وزيري الدفاع الروسي والاسرائيلي.. موسكو تحمّل إسرائيل مسؤولية إسقاط طائرتها العسكرية       

استدعت الخارجية الروسية اليوم الثلاثاء، بشكل عاجل، السفير الإسرائيلي لدى موسكو على خلفية حادث إسقاط طائرة “إيل-20” الروسية قبالة الساحل السوري، ومصرع طاقمها.

وقالت الوزارة: “على خلفية ما حدث، قررت الخارجية الروسية استدعاء السفير الإسرائيلي لدى موسكو”.

وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قد حمّل في مكالمة هاتفية مع نظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، تل أبيب المسؤولية الكاملة عن إسقاط الطائرة الروسية “إيل 20” قبالة الساحل السوري.

وقال شويغو: “رغم الترتيبات القائمة مع إسرائيل لمنع وقوع الحوادث.. جرى إبلاغ قيادة القوات الروسية قبل دقيقة واحدة فقط من الهجوم الإسرائيلي، ما يحمّل إسرائيل كامل المسؤولية عن إسقاط الطائرة الروسية ومقتل طاقمها”.

وتابع شويغو: “وزارة الدفاع الروسية دعت الجانب الإسرائيلي مرارا إلى الامتناع عن شن الهجمات على الأراضي السورية، مشيرة إلى أنها تهدد أمن الجنود الروس.. ممارسات الجيش الإسرائيلي لا تعكس روح الشراكة الروسية الإسرائيلية ونحتفظ بحقنا في الرد بخطوات مناسبة”.

وفي هذا الصدد، أكد المتحدث باسم الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف، أن وزارة الدفاع ستحتفظ لنفسها بحق الرد المناسب على ممارسات إسرائيل الاستفزازية، التي تسترت مقاتلاتها بطائرة الاستطلاع الروسية، لتسقطها الدفاعات السورية خطأ.

وتابع: “إسرائيل لم تحذر قيادة القوات الروسية في سوريا مسبقا، ولم تبلغنا بعمليتها عبر الخط الساخن، إلا قبل أقل من دقيقة من الضربة، الأمر الذي لم يسمح لنا إبعاد الطائرة الروسية إلى منطقة آمنة”.

وعلى هذا الصعيد أعلن السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، أن الرئيس الروسي يعزي أهالي وأقارب الجنود الضحايا الذين قتلوا في حادث سقوط هذه الطائرة.

وقال بيسكوف للصحفيين: “الرئيس يقدم أحر التعازي لأهالي وأقارب العسكريين من طاقم الطائرة المنكوبة”.

وأضاف: “يشعر الكرملين بقلق بالغ بسبب هذا الوضع، وقد تم تقديم تقييم شامل لما حدث في بيان وزارة الدفاع”.

ومن الواضح ان صبر موسكو على “عربدة” إسرائيل واستفزازاتها المتكررة بسوريا قد نفد، إذ أنها تجاوزت هذه المرة الخط الأحمر الأشد خطورة بتستر مقاتلاتها وراء طائرة إيل–20 الروسية.

ويبدو أن الدبلوماسية والحوار وتكثيف الاتصالات مع تل أبيب، بعد كل عملية إسرائيلية في سوريا منذ أن منحت تل أبيب لنفسها حرية كاملة في الأجواء السورية ومحيطها، لم يعد يجدي في التعامل مع مثل هذه الاستفزازات المتواصلة، والتي تجاوزت مساء أمس كل الحدود.

وزارة الدفاع الروسية، أعلنت بوضوح وحزم، أنها تحتفظ لنفسها بحق الرد المناسب على أعمال إسرائيل الاستفزازية التي تسبب آخرها بإسقاط طائرة إيل-20 الروسية.

ولعل إسرائيل تعي بعد هذا الموقف الحازم، أن اختبار صبر موسكو بتعريض عسكرييها للخطر، أمر لا يغتفر، وأن حصانتها التقليدية التي تعودت عليها بفضل الدعم الغربي المطلق، لا تعمل أمام روسيا في مثل هذه الظروف.

قد تصل هذه الرسالة الروسية الحازمة إلى تل أبيب، فتكف عن العبث في سوريا، حيث تشن حربا من طرف واحد، من خلال عمليات قصف جوي وصاروخي منتظمة بذرائع وحجج مختلفة، لكنها تظل حربا من طرف لم يتعرض لعدوان مباشر، منح نفسه حق انتهاك دولة ذات سيادة ليل نهار وبإفراط تجاوز كل الحدود.

وإذا لم يحدث ذلك، وتواصلت مثل هذه الاستفزازات ضد روسيا، فقد تجد إسرائيل نفسها في غفلة من الزمن في مواجهة غضب روسيا، وربما يتحول الوعيد إلى رد، ما يفتح الباب أمام جميع الاحتمالات في منطقة الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى