بعد وصول التهدئة والمصالحة الى جدار مسدود.. حماس تقرر التصعيد مع اسرائيل والتحشيد ضد  مساعي عباس التخريبية

قالت الإذاعة العبرية، إن حركة حماس في قطاع غزة، بدأت أمس السبت بإقامة مخيم خيام آخر، وهو السادس من حيث العدد، على الحدود مع إسرائيل.

وذكرت الإذاعة العبرية، اليوم الأحد، أن المخيم الجديد سيضاف إلى خمسة مخيمات أقيمت بالقرب من السياج منذ 30 آذار/ مارس الماضي. مبينة أنه طلب من الجمهور الفلسطيني الاحتشاد فيه كل يوم اثنين من كل أسبوع.

وأشارت إلى أن سيتم بناء المخيم الجديد لأول مرة على ساحل غزة في شمال القطاع، وليس بعيدًا عن شاطئ زيكيم، لافتة إلى أنه تم بناء جميع المخيمات الخمس الأخرى على الحدود الشرقية لقطاع غزة.

ونقلت الإذاعة عن مصدر في غزة أن الهدف من بناء المخيم الجديد هو زيادة الضغط على إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، تخطط حماس لإطلاق التظاهرة البحرية السابعة من ميناء غزة نحو الحدود الشمالية يوم الإثنين القادم.

وكانت مصادر أمنية إسرائيلية، أعربت قبيل أيام عن تخوفها من تصاعد المواجهات على حدود قطاع غزة، في ظل عدم إحراز أي تقدم في محادثات التهدئة بين الفصائل الفلسطينية وسلطات الاحتلال، برعاية مصرية وأممية.

ورجحت مصادر أمنية إسرائيلية، بأن تقوم حركة حماس بتصعيد المواجهات، على طول الحدود بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.

ومن جانبها أفادت صحيفة «الحياة» اللندنية، أن «تعطيل» حركة «فتح» المصالحة والتهدئة في قطاع غزة وضع حركة «حماس» في الزاوية وجعلها أمام خيارات صعبة، بل ربما مستحيلة.

وقالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ «الحياة» إن حركة «حماس» شرعت أخيراً في عقد اجتماعات مع الفصائل «لاستمزاج رأيها» في أفضل السبل والخيارات لمواجهة «تعنت» عباس و«رفضه» إنجاز المصالحة بين «فتح» و «حماس» والتهدئة التي سعت إليها الحركة مع إسرائيل، والمشاريع الإنسانية.

وأضافت أن الحركة «توافقت» مع عدد من الفصائل، وأهمها «حركة الجهاد الإسلامي» و «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، على أن «الخيار الأفضل» لكسر الحصار على القطاع هو استمرار الضغط على كل الأطراف، وفي مقدمها إسرائيل التي تفرض حصاراً محكماً على القطاع منذ أكثر من 12 سنة.

وأوضحت أن «حماس» والفصائل مقتنعة بأن إسرائيل تستدعي التدخل الدولي والإقليمي وتهتم بوضع الفلسطينيين، بخاصة في القطاع في حال كانت «تحت الضغط».

وأشارت إلى أن «حماس» والفصائل قررت الاستمرار في تنظيم مسيرات العودة وكسر الحصار، في نشاطات تنظم مركزية كل يوم جمعة، وأخرى ثانوية خلال أيام الأسبوع.

ولفتت إلى أن الحركة والفصائل التي «خففت» إلى حد كبير إطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة، وعمليات «قص السياج» الأمني شرق قطاع غزة، ومحاولات اقتحام الحدود وذلك استجابة للجهود المصرية، قررت عودة الأمور، تدريجاً، إلى سابق عهدها.

واعتبرت إن إطلاق البالونات الحارقة وعمليات قص السياج والاقتحام تُبقي إسرائيل، وجيشها ومؤسستها الأمنية تحت ضغط متواصل «لإرغامها» على رفع الحصار.

وأكدت أن الحركة والفصائل قررت «كسر الحصار أياً يكن الثمن»، ولكن من دون أن يجرها ذلك إلى حرب مع إسرائيل.

وأشارت المصادر إلى أن الحركة والفصائل لا تستبعد خيار الحرب مع إسرائيل، علماً أنها لا تريدها ولا تسعى إليها، وتحاول تجنبها.

ومن جهة أخرى، قالت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط» اللندنية، إن حركة «حماس» تتجه إلى «تصعيد شعبي كبير» مع إسرائيل عبر إعطاء «مسيرات العودة» على حدود قطاع غزة زخماً أكبر، بما في ذلك إمكان استئناف إرسال الطائرات الورقية الحارقة باتجاه الأراضي الخاضعة لسيطرة إسرائيل. وأضافت أن هذا التحرك المرتقب من «حماس» هدفه إعادة لفت النظر إلى الوضع العام السيئ في قطاع غزة، بعد فشل مباحثات التهدئة، كما أنه يمثّل رسالة احتجاج قوية على وقف تلك المباحثات.

وأكدت المصادر أن «حماس»، الغاضبة من وقف هذه المباحثات بعد تهديدات أطلقها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تريد «فرض» استئنافها بهذه الطريقة. وأضافت: «قيادة حماس تؤمن بأن الوسطاء سيتحركون مجدداً إذا كانت إسرائيل تحت ضغط». وتابعت أن «التحركات جاءت على وقع التصعيد وستعود كذلك بالطريقة نفسها».

وقالت مصادر فلسطينية إن الجمعة المقبل سيكون «جمعة مغايراً». ويفترض أن تحمل «مسيرات العودة» يوم الجمعة المقبل عنوان «المقاومة خيارنا» وذلك «رداً على خداع العالم للشعب الفلسطيني»، كما جاء في بيان «الهيئة الوطنية لمسيرات العودة».

وموقف «حماس» الجديد جاء بعد أن أبلغتها مصر بوقف محادثات التهدئة في الوقت الراهن، إلى حين الانتهاء من ملف المصالحة الفلسطينية.

وكان واضحاً أن المصريين أوقفوا هذه المباحثات بسبب الرفض القاطع الذي أبداه عباس، بما في ذلك قطع العلاقات بين السلطة الفلسطينية وميلادينوف لأن الأخير «تجاوز صلاحياته» بالعمل على تشجيع محادثات التهدئة بين «حماس» وإسرائيل، دون التنسيق مع السلطة في رام الله.

ووقف التمويل عن قطاع يستلزم وجود جهة مستعدة لتغطية مبلغ 100 مليون دولار شهرياً، وهو الأمر الذي لم يتحقق.

واتهمت «حماس» الرئيس عباس صراحة بتعطيل التهدئة ورفعت من سقف الهجوم ضده هذه الأيام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى