لتجاوز ازمة الديموقراطية الالمانية.. اطلاق حركة يسارية جديدة رداً على المد اليميني

بعد مخاض دام أسابيع عديدة، رأت حركة يسارية جديدة عابرة للأحزاب النور يوم امس الثلاثاء بعد أن اعلنت مؤسستها سارة فاغنكنيشت عن تأسيسها مشيرة إلى ان أكثر من 100 ألف شخص قد انضموا إلى الحركة عبر الانترنت لحد الآن.

فبعد اعلان عزمها تشكيل حركة يسارية عابرة للأحزاب التقليدية الألمانية، شهدت العاصمة الألمانية برلين امس الثلاثاء ولادة حركة يسارية جديدة تحت اسم “أنهضوا”، حسب ما صرحت به مؤسسة الحركة ورئيسة كتلة حزب اليسار في البرلمان الألماني سارة فاغنكنيشت.

وقالت فاغنكنيشت إن الحركة الجديدة ليست حزبا سياسيا بهيكلية حزب تقليدي، وانما حركة عابرة للأحزاب تهدف إلى تحقيق أجندات يسارية مختلفة منها تقليص الفوارق الاجتماعية بين الاغنياء والفقراء ومنها مواجهة الحركات اليمينية المتطرفة التي باتت تشكل خطرا على النظام الديمقراطي من خلال تهديدها لدولة القانون ومعاداة الأجانب.

وأضافت فاغنكنيشت أن الحركة تحظى بدعم أكثر من 100 ألف شخص منذ إطلاق دعوتها لتأسيسها قبل شهر الذي عبروا عن وقوفهم مع أهداف الحركة عبر الانترنت. وحسب فاغنكنيشت، فإن الحركة الجديدة تشكل منبرا للقوى السياسية اليسارية بهدف الوصول إلى أغلبية يسارية قادرة على تشكيل حكومة اتحادية في البلاد.

وقالت رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب “اليسار” الألماني وصاحبة المبادرة، سارا فاغنكنيشت، اليوم الثلاثاء خلال الإطلاق الرسمي للحركة أن 101741 شخصا سجلوا انضمامهم للحركة على الإنترنت منذ مطلع آب / أغسطس الماضي. وأضافت فاغنكنيشت أن هذا العدد يفوق التوقعات، وقالت: “أنا منبهرة حقا من عدد الأشخاص الذين سجلوا أنفسهم في الحركة”.

وذكرت فاغنكنيشت أن السبب الرئيسي لتأسيس الحركة هو وجود “أزمة ملموسة في الديمقراطية” بألمانيا، مضيفة أنه إذا لم يتم مواجهة ذلك، “لن يكون بالإمكان التعرف على هذه الدولة مجددا في غضون خمسة أو عشرة أعوام”.

وتسعى فاغنكنيشت وزوجها، زعيم الحزب السابق أوسكار لافونتينه، عبر هذه الحركة إلى الوصول للناخبين اليساريين، الذين عزفوا عن الأحزاب التقليدية. ويشارك في تأسيس الحركة عمدة مدينة فلينزبورغ، زيمونه لانغه المنتمية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، والرئيس الأسبق لحزب الخضر، لودغر فولمر، إلى جانب الكاتب الألماني بيرند شتيغمان.

وينظر قادة أحزاب “اليسار” والاشتراكي الديمقراطي والخضر، وهي الأحزاب اليسارية التقليدية، بتشكك إزاء الحركة الجديدة، حيث يخشون من أن تؤدي إلى انقسام اليسار السياسي أكثر مما هو عليه الآن.

وتخاطب هذه الحركة الجديدة أنصار اليسار والحزب الاشتراكي الديموقراطي والخضر، وجيعهم من الذين خابت آمالهم بعد 13 عاما من حكم المستشارة أنغيلا ميركل، فاتجهوا إلى اليمين المتطرف أو باتوا يقاطعون الانتخابات. والهدف النهائي هو تشكيل “غالبية سياسية جديدة وحكومة جديدة ذات جدول أعمال اجتماعي”، على ما أوضحت فاغنكنيشت، وهي شخصية معروفة ومثيرة للجدل على غرار زوجها أوسكار لافونتين الوزير السابق من الحزب الاشتراكي الديموقراطي والذي ساهم في تأسيس “دي لينكه”.

وتبدو الظروف مؤاتية لمثل هذا التحرك، إذ بات الألمان يضعون المواضيع الاجتماعية في طليعة مطالبهم إلى جانب سياسة الهجرة، بحسب ما كشف استطلاع للرأي أجرته مؤخرا شبكة “آ أر دي” التلفزيونية. كما كتبت مجلة شبيغل المرموقة تقول إنه بات ضروريا وجود حركة يسارية قوية لمواجهة صعود اليمين المتطرف المتمثل بحزب البديل من أجل ألمانيا المعادي للأجانب والمسلمين والمنتقد بشدة للاتحاد الأوروبي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى