هل تتنازل تركيا في إدلب لضمان دعم روسيا لها في مواجهتها مع واشنطن ؟؟

اكتسبت زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى أنقرة امس الاول الاثنين أهمية استثنائية بالنظر إلى توقيتها الذي يأتي في ذروة التوتر بين تركيا والولايات المتحدة.

وترى دوائر سياسية أن أنقرة مضطرة إلى تقديم تنازلات لموسكو في الملف السوري وخاصة في مسألة إدلب لضمان دعم روسيا في مواجهتها مع واشنطن التي اتهمها الرئيس رجب طيب أردوغان بطعنه في الظهر على خلفية الانهيار غير المسبوق لليرة التركية.

ولا تستبعد هذه الدوائر أن يكون لافروف قد نجح في التوصل إلى تفاهمات في أنقرة بشأن تسوية ملف إدلب حيث تصر روسيا على ضرورة القضاء على جبهة فتح الشام (النصرة) التي تبسط نفوذها على أكثر من 60 بالمئة من المحافظة.

وسبق أن أعطت روسيا تركيا مهلة لإيجاد تسوية لمعضلة جبهة فتح الشام، وقد عرضت تركيا بالفعل على قيادات الجبهة حل نفسها واندماج مقاتليها في فصائل المعارضة الأخرى بيد أن هذه القيادات رفضت التعاطي مع  الأمر بالمطلق.

وأكد سيرجي لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في أنقرة، امس الثلاثاء، أن روسيا وتركيا تتحاوران بشأن تنفيذ الاتفاقات الخاصة بمناطق خفض التصعيد في سوريا، بما في ذلك إدلب، مشيرا إلى أن الوضع في المحافظة يعد اليوم أصعب بكثير من الأوضاع في مناطق خفض التصعيد الأخرى، بسبب جبهة النصرة.

وشدد على أن روسيا تشاهد في الآونة الأخيرة الأعمال العدوانية من جانب هذه المنظمة الإرهابية في إدلب، بما في ذلك حوادث إطلاق النار على قاعدة حميميم.

وأضاف أن موسكو تقدم مساعدة للجيش السوري في مكافحة الإرهاب في هذه المنطقة، وفي الفصل بين المعارضة المعتدلة والإرهابيين. وذكر أن لدى الجيش السوري الحق الكامل في قمع استفزازات النصرة ومكافحة الإرهابيين في إدلب.

وتظهر تصريحات سيرجي لافروف جدية بلاده في دعم الرئيس السوري بشار الأسد في استعادة السيطرة على إدلب وأن على أنقرة التعاطي مع هذه المسألة باعتبارها أمرا واقعا.

ولا يستبعد متابعون أن يكون الطرفان قد ناقشا خطة مشتركة للقضاء على جبهة فتح الشام (النصرة) في المحافظة التي تعد المعقل الوحيد المتبقي للمعارضة في سوريا.

وعملت تركيا في الأشهر الأخيرة على تجميع فصائل المعارضة ضمن تحالف أطلقت عليه “جبهة التحرير الوطني” للضغط على النظام وروسيا، بيد أنه مع تصاعد حدة التوتر مع الولايات المتحدة لا يستبعد أن تقدم أنقرة على الزج بهذا التحالف الوليد في قتال مع جبهة النصرة التي تشكل أبرز ذريعة لموسكو ودمشق لشن عملية عسكرية واسعة في إدلب.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إنه يأمل أن تتمكن بلاده وروسيا من إيجاد حل جذري بشأن منطقة إدلب.

ولجأ العديد من المدنيين ومقاتلي فصائل المعارضة الذين نزحوا من مناطق أخرى من سوريا فضلا عن فصائل إسلامية قـوية إلى منطقة إدلب التي تعرضت لغارات جوية وقصف الأسبوع الماضي فيما قد يكون مقدمة لهجوم شامل تشنه القوات الحكومية.

وأسقط الجيش السوري منشورات على إدلب يوم الخميس الماضي تحث الناس على قبول العودة إلى حكم الدولة وتبلغهم أن الحرب المستمرة منذ سبع سنوات في سوريا أوشكت على نهايتها.

وأقامت تركيا، التي دعمت بعض جماعات المعارضة المسلحة في المنطقة، 12 موقعا للمراقبة العسكرية وتحاول تجنب الهجوم المرتقب الذي قد تشنه القوات الحكومية السورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى