مبادرة “مرجوحة وضحكة” تحقق أمل الأطفال ذوي الإعاقة في السعادة والمرح 

 

“من حقي أن امارس نشاطاتي الترفيهية دون مساعدة الاخرين، وأن استمتع بوقتي باللعب والمرح، فعندما ألعب أشعر أنني احلق في السماء”، بهذه العبارات تحدث الطفل محمد بركات من ذوي الاعاقات الحركية عندما كان يستمتع بأرجوحته في احدى الحدائق.

يقول بركات البالغ من العمر 14 عاما، إن الارجوحة الخاصة بذوي الاعاقة الحركية ازالت أمامه كافة المعوقات التي كانت تحرمه من ممارسة اللعب واللهو والمرح، أسوة بالأطفال الآخرين حيث اصبح بإمكانه الصعود إليها بكل سهولة ويسر.

والأرجوحة الجديدة التي يتم تطبيقها في لبنان وصمم فكرتها مهندس اردني هي عبارة عن صندوق حديدي مزود بكل وسائل الحماية الخاصة بذوي الإعاقات يتم إدخال الطفل اليه لممارسة هوايته في التأرجح.

ووفق الطفل بركات، فإن هذه المبادرات والانشطة لذوي الاعاقة، تسهم في تخفيف الاثار العلاجية التي يخضع لها الاطفال من ذوي الاعاقة الحركية، معتبرا ان هذه الانشطة تشكل متنفسا للأطفال للترويح عن انفسهم وتخفيف ضغوطاتهم.

صاحبة “مجموعة بهجة” لمى جمجوم، التي قامت بنقل فكرة مبادرة “مرجوحة وضحكة” المطبقة في احدى الدول العربية إلى الاردن، تؤكد أن تصميم هذه الارجوحة للأطفال من ذوي الإعاقات الحركية الذين يستعملون الكراسي المتحركة في حديقة الايمان بمنطقة الرابية، جاءت بهدف ايجاد مكان للعب لهم ليستمتعوا بالوقت مثل اي طفل من حقه ان يلعب.

وتقول إن الفكرة جاءت عن طريق مجموعة “مؤازرة أهالي ذوي طيف التوحد والتحديات الذهنية والتعليمية”، لتطبيقها على أرض الواقع ليتمكن هؤلاء الاطفال من ممارسة نشاطاتهم الترفيهية كغيرهم من الاطفال العاديين، خاصة ان اطفالنا يعيشون تحت ضغوطات كثيرة منها العلاج، ويحتاجون للخروج من هذا الوضع عن طريق برامج ترفيهية تجعلهم يستمتعون بوقتهم وحياتهم كبقية الناس.

وتوضح انها ومن خلال تجربتها الشخصية مع طفلها، الذي يعاني من إعاقة، شعرت أن الاطفال بحاجة الى الجلوس مع اصحابهم ومع غيرهم من الاطفال، والتعبير عما بداخلهم من احتياجات بطريقتهم الخاصة ودون مساعدة الاخرين.

وتشير الى ان هناك تجاوبا من الاهالي واطفالهم، اضافة الى وجود متطوعين يساعدونهم، داعية الى تعميم الفكرة على باقي الحدائق من خلال التنسيق والتعاون مع امانة عمان الكبرى.

وتقول جمجوم وهي صاحبة “مجموعة بهجة”، ان هذه المجموعة تهدف الى التوعية بضرورة احترام ودمج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع عن طريق نشاطات شهرية في أماكن متعددة وتعريض اطفالنا لخبرات متعددة بما يضمن احترامهم وإسعادهم، إلى جانب العمل على نشر التوعية للأشخاص من ذوي التحديات والعمل على إعطاء الطاقة الإيجابية للأمهات في أجواء صحية، مشيرة الى انه سيتم التعاون مع جهات متخصصة لعمل عدد من المراجيح في عمان والمحافظات وتطويرها وإيجاد ألعاب اخرى مناسبة للأشخاص من ذوي التحديات الحركية المختلفة. تقول تسنيم ابو رمان والدة أحد الاطفال، ان هذه المبادرة سهّلت عليها الكثير وشكلت نقطة تحول لطفلها من خلال ممارسته الالعاب والتأرجح مع أقرانه مثل بقية الاطفال العاديين في الحديقة، حيث بدأت حالة ابنها النفسية بالتحسن وبدأ يشعر بالفرح وقت الذهاب هناك.

مديرة وحدة ذوي الاعاقات في أمانة عمان الكبرى خديجة النسور تقول ان الامانة تحرص ومن خلال الوحدة على القيام بدورها المجتمعي الذي يعتبر انعكاساً لرؤيتها ورسالتها في التفاعل الاجتماعي، مضيفة ان الامانة تحتضن وترعى مختلف الانشطة التي تعمل على دمج الاطفال من ذوي الاعاقة في المجتمع ومساعدتهم عبر مختلف الانشطة من خلال حدائقها المنتشرة في مناطق عمان المختلفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى