الحرية واستقلالية الاعلام
بقلم : د. زيد احمد المحيسن

يقول المنفلوطي”الحرية شمس يجب ان تشرق في كل نفس” ويقول ابراهام لنكولن ” لا أحد يحب قيوده ولو كانت من ذهب”.
الحرية هي اساس الفعل الانساني المبدع فلا قيمة للانسان بدون الحرية فالعبد المقيد بالسلاسل والاغلال لايشعر بقيمة الحياة الا بانفراج اسره والصحفي والمثقف لايمكن له ان يبدع وهو سجين القيود حتى ولو كانت هذه القيود غير مادية .
كيف يمكن للصحفي المقيد ان يعبر عن ذاته وعن ذوات الاخرين اذا كان القلم الذي يكتب فيه لايستطيع تحريكه بالاتجاه الذي يراه صواب وكيف يمكن لهذا القلم ان ينافح ويدافع عن الوطن الذي يحبه وينتمي اليه وقلمه مفطوع .
الدولة الديمقراطية هي دولة الحريه فالقمع للصحافة لايخلق مناخا للابداع الصحفي انه يكتم الانفاس ويملاء حناجرهم بالطين فلا يقدرون على الكلام او الصراخ .
هذا عصر العلم وثورة المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات وغزو الفضاء وتخليق الكائنات باستخدام الجينات الوراثيه وقبل هذا وذاك هذا عصر الديمقراطيه والربيع العربي وكرامة الانسان فلا يمكن لنا ان نكون خارج السياق او متخلفين عن الركب .
المطلوب من حكوماتنا ومؤسساتنا توسيع مساحة افقها واستيعاب مجريات الامور بعمق واحتواء تطلعات الشعوب وعدم المساس بالخطوط الحمراء للصحافة والعاملين عليها- فهولاء ضمير الامة ونبض الشارع، وهم الاس والمقام في معادلة النهوض الفكري والحضاري والتغيير الايجابي، وهم المكسب الحقيقي للوطن وهم قادة الجيش الثاني الذي يحمل الكلمة الصادقة الجريئة، فالكلمة هذه الايام اخطر مضمونا وفعلا من الرصاصة والدولة الواثقة من نفسها هي التي تعمل على مد جسور الثقه مع الصحافه فنماء الصحافة وتطورها هو المكسب الحقيقي للاوطان خاصة، هذا اذا ما اخذنا بالحسبان بالقيمة والاثر المهم من وجود هامش كبير للصحافة وللحصول على المعلومات.
فالصحافة تشكل الرأي العام وتثقف المواطن وتعمق الانتماء للوطن وتكشف مواطن الفساد وتحافظ على المنجز العام من عبث العابثين ، واذا قيض للصحافة هامش اكبر من الحرية اعطت عطاء لا ينضب وبلا حدود – عطاء يعمل على بناء دعائم الحياة للدولة الديمقراطية من نشر لقيم التسامح والتعاون والاخاء والمساواه والحوار وقبول الراي والراي الاخر، وقبل هذا وذاك تؤسس الصحافة لنهضة شامله للاوطان يتلمس نتائجها ومخرجاتها كل فرد من افراد هذا الوطن المعطاء.. امناً واستقراراً وتنمية .