مواجهة التضليل الاعلامي .. مهمة رئيسية للمؤتمر القومي العربي
مذكرة من اعداد : احمد السعدي
المؤتمر القومي العربي ليس حزبا سياسيا يتطلع للوصول الى السلطة وللحصول على اصوات الناخبين ، والمؤتمر القومي ليس منتدى فكري للحوار بدون ضوابط وبدون حدود… فالمؤتمر القومي العربي كما ورد في خطة التطوير الاعلامي (يستهدف تزويد الجمهور العربي بمجمل الحقائق الوحدوية والاخبار القومية والمعلومات السليمة عن القضايا والموضوعات ومجريات الامور العاجلة في اطار المشروع الحضاري العربي)وكما يذكر ايضا في هذه الخطة (ومعلوم انه في ظل ثورة الاتصال في عالمنا اضحى الاعلام في التجربة المعاصرة من خلال قنواته المتعددة من مطبوعات منشورة وتلفزة مرئية واذاعة مسموعة وانتر نت ولذلك الاثر الكبير في القدرة على التاثير في الرأي العام للجمهور ، بل وتصحيح المعلومات المتداولة تجاه قضايانا العربية وفي مقدمتها قضية تحرير فلسطين)وفي هذا المجال تجدر الاشارة الى دور الاعلام التضليلي الخطير في هذه القضية ، قضيتين عبث بهما التضليل الاعلامي .
1– التضليل الاعلامي بالنسبة لمجريات قضية الصراع العربي-الاسرائيلي والعبث بقضية التحرير لتصبح مسألة مطالب من العدو الصهيوني بهذه المسألة او تلك الناشئة عن الاحتلال الاسرائيلي ، وهو في حقيقته الاحتلال الاستعماري الصهيوني.
2– العدوان الدولي العربي على سوريا دولة وشعبا والذي جند له اعلاميون قوميون ويساريون !!!! ورجال دين وحركات اسلامية كما تم في نفس الوقت تمويل وتدريب وتسليح عشرات الالاف ليقاتلوا الحكومة السورية وجيشها وقواتها الامنية .
1- فبالنسبة للصراع العربي – الاسرائيلي تركز التضليل الاعلامي باعتباره شأنا فلسطينيا كما اصبح يبث اعلاميا صباح مساء من مسؤولين من حكومات عربية ومن منظمات فلسطينية ومن شخصيات وطنية ان هذا الصراع اصبح شأنا فلسطينيا،والمهمة اصبحت تستهدف اقامة دولة فلسطينية وليس هدفها التحرير .
لم يتم هذا بين عشية وضحاها وبدايته المعروفة كانت في الشهور الاولى التي تلت حرب عام 1967 التي احتل الكيان الصهيوني فيها اراض في مصر وسوريا والاردن ليشمل الاحتلال بقية فلسطين : الضفة الغربية التي تشمل القدس كجزء من المملكة الاردنية الهاشمية، وقطاع غزة الذي كان يدار من الحكومة المصرية وتحت اشرافها ومسؤولياتها .
بعد العدوان الصهيوني عام 1967 قدمت السلطات الصهيونية المحتلة عرضا على شخصيات وطنية في الضفة الغربية اقامة حكومة فلسطينية ، وفي نفس الوقت عرضت قيادة حركة فتح على اجتماع موسع لكوادرها تبني هدف اقامة دولة فلسطينية في الضفة والقطاع . ويقرأ ذلك في مراجع عديدة نذكر منها كتاب القيادي في حركة فتح ،صلاح خلف(فلسطيني بلا هوية) يذكر فيه انه تم رفض الفكرة فتم تأجيل ذلك لظروف مناسبة ، وكذلك يذكر ماهر الشريف في كتابه (البحث عن كيان) ، كيف ان الشخصيات الوطنية ووجهاء في الضفة الغربية اصدروا بيانا في مطله تشرين اول 1967 برفض فكرة الدولة الفلسطينية في الضفة والقطاع واعتبروا ذلك مؤامرة (فيراد من هذه لدولة ان تكون منطقة عازلة بين العرب واسرائيل مرتبطة بالوجود الصهيوني الدخيل وهي كما يذكر البيان وسيلة لاخراج القضية الفلسطينية من محيطها العربي وتجريدها من مفهومها القومي وعزل الشعب العربي الفسطيني عن امته العربية وان اقامة هذه الدولة من شأنه تصفية القضية الفلسطينية) (ماهر الشريف ص182-183 )وصدر بعد ذلك بيانات عديدة تشجب فكرة هدف الدولة الفلسطينية وذلك الشجب تم تقريبا من جميع فصائل المقاومة بما فيها حركة فتح ولكن السير نحو الفلسطنة استمر خطوة خطوة ففي اول اجتماع للمجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية بعد هزيمة حزيران 1967 اصرت حركة فتح على تعديل الميثاق القومي الفلسطيني بداية بتغيير الاسم الى الميثاق الوطني الفلسطيني والغت مادة فيه تنص على رفض فكرة اقامة الدولة في الضفة والقطاع وليس هنا مجال لسرد خطوات الفلسطنة ولكنا نشير الى ان عام 1974 كان عام اعلان فلسطنة العربي الاسرائيلي ففي هذا العام وفي 16/شباط ناقش المجلس المركزي الفلسطيني ورقة عمل تتضمن اقامة دولة فلسطينية ورفض عودة الضفة الغربية الى ما سمي السيطرة الاردنية وفي مطلع حزيران من هذا العام اقرت منظمة التحرير الفلسطينية برنامجها المرحلي الذي يتضمن اقامة سلطة الشعب الوطنية المستقلة على اي جزء من الارض الفلسطينية التي يتم تحريرها وتلا ذلك مؤتمر القمة العربي في الرباط المنعقد بين 26-29 تشرين اول 1974 وهو القرار الذي ينص على ان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وقبل اسبوعين من مؤتمر الرباط هذا تم دعوة الرئيس ياسر عرفات ليلقي كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة في 12/11/1974. ففي هذا العام تم فلسطنة الصراع فلسطينيا وعربيا ودوليا.
واستمرت سياسات الفلسطنة ففي عام 1982 تبنى( مؤتمر القمة العربية في فاس بتبني مبادرة الامير فهد ، ولي العهد السعودي بالمصالحة مع (اسرائيل) مقابل دولة فلسطينية في الضفة والقطاع، وتتابعت امور الفلسطنة ليعلن الملك حسين ملك الاردن فك الارتباط مع الضفة الغربية في 31/7/1988 ليتبع ذلك بعد اقل من اربعة شهور، في 15/11/1988، مهرجان احتفالي استمر طيلة ليلة كاملة باعلان قيام دولة فلسطينية ؟؟ طبعا على الورق في الاراضي المحتلة عام 1967 ،ويعني ذلك ان الضفة الغربية لم تعد ارضا اردنية محتلة بل اصبحت اراض متنازع عليها بين الكيان الصهيوني ومنظمة التحرير الفلسطينية وكانت ذروة الفلسطنة فلسطينيا وعربيا ودوليا اتفاقية اوسلو في 13/9/1993 وهي الاتفاقية التي اجهضت الانتفاضة الفلسطينية في الضفة والقطاع حصل ذلك ومن ضمنه اعتراف الرئيس عرفات بحق الكيان الصهيوني بالوجود بسلام وامان وذلك في رسالته لرئيس وزراء الكيان الصهيوني رابين في 9/8/1993 التي تتضمن حق الكيان الصهيوني بالوجود بسلام وامن وان فقرات الميثاق الفلسطيني التي لاتتلائم مع هذه الالتزامات ستصبح ملغاه وغير سارية المفعول وان المنظمة وفق هذه الراسلة تضمن اذعان عناصر منظمة التحرير الفلسطينية ومعاقبة المخالفين.
وكان اجابة رابين في رسالته لعرفات انه يعترف بمنظمة التحرير ممثلا للشعب الفلسطيني وبدء المفاوضات فلم يذكر في رسالته الانسحاب من الضفة المحتلة بل عوملت كأرض متنازع ليها.
رسالة عرفات هذه التي هي جزء من اتفاقية اوسلو تدرس في الكتب المدرسة في الضفة الغربية (التي تتضمن حق الكيان الصهيوني في الوجود) كل ذلك مقابل التفاوض.
هل هنالك عاقل او وطني يوقع اتفاقية قبل التفاوض والاتفاق على القضايا موضع الخلاف؟! هذه القضايا تشمل:
القدس الشرقية، فهي ليست جزءا من الضفة الغربية المحتلة ولاتصر قيادة اوسلو الفلسطينية على اعتبارها بل هي موضع تفاوض .
الاستيطان لم تصر قيادة المنظمة على ايقافه وفق اتفاقية اوسلو بل هو موضوع تفاوض.
حدود الدولة الفلسطينية فوفق الاتفاقية الارض المحتلة عام 1967 ليست هي ارض الدولة الفلسطينية فالحدود قابلة للتفاوض.
موضوع اللاجئين ليس متفقا عليه بل هو موضوع للتفاوض
مياه الضفة الغربية ايضا موضوع للتفاوض؟؟!!
فما هي الثوابت التي يدعي عرفات وعباس ومن يرى تأيدهما بانهما حافظا على الحقوق الفلسطينية ؟؟!!! بل ويعتبر عرفات رمزا وطنيا مقاوما كعبد الناصر وجيفارا وكاسترو والعياذ بالله.
ان اعتبار عرفات رمزا وطنيا يصب لصالح تأييد اتفاقية اوسلو والاعتراف بحق (الكيان الصهيوني) بالوجود ويشجع ذلك السير على هذا النهج المتصالح مع العدو الصهيوني !!! اليس اعتبار عرفات رمزا وطنيا فيه استهانة وتجاهل لعروبة فلسطين والتمسك بتحريرها ؟؟ بل فيه تجاهل لكون هذا الكيسان الصهيوني تهديدا للامن العربي بل وللوجود العربي.
هل الحفاظ على سمعة عرفات ورمزيته تعلو على مصير القضية الفلسطيبنية وحذف التحرير؟! هل التنازل عن الوطن كما فعل عرفات باتفاقية اوسلو، ولكل مجتهد نصيب!!
هنالك من يقول بان عرفات حمل السلاح وسهر الليالي ، فهل كل من يحمل السلاح يحمل البراءة من اي فعل ؟ الا يستحق بذلك بشير الجميل ولحد الصفة الرمزية لحملهم السلاح بحماية الكيان الصهيوني والتعاون معه فقد حمل بشير الجميل وانطون لحد السلاح بدعوى حماية استقلال لبنان، وبشعار لبنان اولا.
اين موقف المؤتمر القومي من مواجهة هذا التضليل الاعلامي الذي جند له اعلام غربي استعماري واموال بلا حدود من دول عربية .اعلام الدول الاستعمارية جعل من عرفات رمزا يستقبل كرئيس دولة في نيويورك عام 1974 وهو ما زال يتحدث حين ذاك عن التحرير !! مع انه وفي عام 1988وعند اعلانه بالقبول بحل سلمي يمنع من زيارة نيويورك لكونه ارهابيا فتنقل الجمعية اجتماعها لجنيف للاستماع لعرفات وبحضور امريكي. وتم حراسة عرفات عام 1982 باساطيل دول غربية وهو خارج من بيروت وكذلك وهو خارج من طرابلس بعد عام من ذلك اثر صراعه مع معارضين ومعارضي سياسته من قبل قيادات فتحاوية لا يشك احد في اخلاصهم ومعهم ومنظمات اخرى وعرفات الذي استعمل لرفع الحصار والمقاطعة عن النظام المصري المتصالح مع الكيان الصهيوني وذلك في زيارة مفاجئة قام بها عرفات للرئيس المصري حسني مبارك اثر خروجه من طرابلس .
اين عرفات من الميثاق القومي الفلسطيني وهو الميثاق الذي كان موضع شبه اجماع فلسطيني وبتأييد القمة العربية فالميثاق يشمل المواد التالية :
– مادة 4 شعب فلسطين يقرر مصيره بعد ان يتم تحرير وطنه .
– مادة 12 الوجدة العربية تحرير فلسطين هدفان متكاملان.
– مادة 13 ان مصير الامة العربية بل الوجود العربي بذاته رهن بمصير القضية الفلسطينية
– مادة 14 ان تحرير فلسطين من ناحية عربية هو واجب قومي تقع مسؤوليته كاملة على الامة العربية باسرها…. وفي طليعتها الشعب العربي الفلسطيني ولا تهدف منظمة التحرير الفلسطينية الى اقامة دولة في الضفة والقطاع.
ان قيادة حركة فتح برئاسة عرفات ومعها الاعلام المضلل قامت بتغييب حقائق القضية الفلسطينية وتجاوز ميثاقها.. وذلك تجاوزا لبديهيات اي وطن محتل او ارض محتلة لانها لاتتم الا بالتحرير. كما تجاوزت هذه القيادة حقيقة عروبة الصراع مع العدو الصهيوني، والغت هدف التحرير ليحل محله هدف الدولة الفلسطينية وهو هدف مضلل ونموذجه السلطة الفلسطينية في رام الله التي تعمل حت اشراف الاحتلال وسلطته بل تنسق امنيا معه ، وكلمة التنسيق هنا كلمة مجازية فالكيان الصهيوني لا يتعاون مع السلطة الفلسطينية ويعطيها معلومات عن تحرك قواته ومواطنيه، فالحقيقة لا يوجد تنسيق بل هو تقديم خدمات امنية للعدو الصهيوني
هدف اقامة الدولة الفلسطينية المعلن وهدف مقدس اعلاميا هو كيان ما وفق اهداف العدو الصهيوني وهو الذي يضع حدوده ومواصفاته .
ويجدر الذكر هنا ان التنسيق تم لعنه من قبل قيادات المنظمة كافراد وهيئات وحتى محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس حركة فتح ورئيس منظمة التحرير… ذكر 58 مرة انه سيوقف التنسيق الامني وفي تصريحات اخرى له يذكر عكس ذلك، فيقول ان التنسيق امر مقدس ويذكر الوزير الاسرائيلي ليبرمان ان ضباط التنسيق الامني الفلسطيني يستحقون كل الشكر جيروزيلم بوست 13/2/2018 (هذه الفقرة الاخيرة حول التنسيق مقتبسة من مذكرة للباحث العربي الفلسطيني المتميز بجدية ابحاثه وتنوع مواضيعها الدكتور وليد عبد الحي).
ان المتابع لتطورات القضية الفلسطينية وسياسة المراحل التي سارت عليها منظمة التحرير بقيادة عرفات ونهجه سيلاحظ بوضوح ان شعار وهدف اقامة دولة فلسطينية كبديل لشعار هدف التحرير، وفلسطنة الصراع انها كانت هدف عرفات منذ بداية قيادته لحركة فتح مدعوما من قبل دول عربية ماليا وسياسيا واعلاميا وامنيا وهي الدول التي تسير بالركب الاستعماري
وختاما هناك مسألة يجب التوقف عندها وهي مسالة الخلافات الفلسطينية والانقسام الفلسطيني والذي يتمثل بشكل رئيسي بخلاف السلطة الفلسطينية وخلاف قيادة اوسلو مع قيادة حركة حماس:
1- هل من المنطق والصواب ان تعتبر معارضة من وقع اتفاقية اوسلو ونسق امنيا مع الكيان الصهيوني بمحاربة المقاومة والمقاومين انها معارضة في غير موضعها ام هل هي الواجب
2- الداعين للمصالحة مع قيادة السلطة الفلسطينية وهي قيادة حركة فتح هم حكومات معترفة بالكيان الصهيوني ولها علاقة ايجابية معه ؟؟!! ومع الولايات المتحدة وكل ما تريده من المصالحة عمليا ايقاف المقاومة والانضمام للمصالحة والعمل في ظل اتفاقية اوسلو …. هل هذه مصالحة ام تواطوء؟؟!!
3- محمود عباس لا يحترم المجلي المركزي لمنظمة التحرير مع ان معظم اعضاءه من حركة سفتح التي يرأسها او شركاء لحركة فتح في قيادة المنظمة هؤلاء طالبوا مرارا ليس ابطال اتفاقية اوسلو بل ايقاف التنسيق الامني، ويتجاهل عباس ذلك ويعتبر قرار المجلس المركزي توصية هذا مع العلم ان الذي صادق على اتفاقية اوسلو ليس المجلس الوطني الفلسطيني بل المجلس المركزي، فهل امر مقبول ان ينضم لحركة محمود عباس حركة مقاومة معارضة لاتفاقية اوسلو؟
4- الذي ورط حركة حماس في الانتخابات التشريعية للسلطة الفلسطينية هي الولايات المتحدة وذكر رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم ان قطر وبناء على طلب الولايات المتحدة اقنعت حركة حماس بهذه المشاركة فوافقت حركة حماس وحصلت على الاغلبية وتورطت في حكم قطاع غزة ومسؤولية ادارة القطاع وما يجري حاليا هي محاولة التضييق اقتصاديا على قطاع غزة باشكال مختلفة منهااغلاق المعابر وخفض الرواتب وقطعها عن البعض وعدم تزويد القطاع بالكهرباء بشكل دائم بالاضافة لمحاصرة مصر للقطاع كل هذا يحصل لجعل موافقة حماس على التصالح مع عباس مبررا وهذه سياسة استعملها عرفات قبل توقيع اتفاقية اوسلو فاعلن عن عجز المنظمة دفع الرواتب لتبدو اتفاقية اوسلو انقاذا انسانيا
5- المصالحة كلمة حق يراد بها باطل المصالحة مطلوبة بين المقاومين ورافضي الاعتراف بالكيان الصهيوني وشرعيته وهل يريد هؤلاء مصالحة مع اوسلو ؟
الدكتور زياد الحافظ الامين العام للمؤتمر القومي كعادته المقدرة والمشكور عليها في متابعة الاحداث الخاصة بالاوضاع العربية والقضية الفلسطينية بشكل خاص وابداء الراي والموقف حولها، فالنسبة للقانون العنصري الذي اقره الكنيست بعث د.حافظ برسالة للرئيس المصري ،عبد الفتاح السيسي ، وللملك الاردني عبدالله بن الحسين داعيا اياهما لمراجعة اتفاقيتي كامب ديفيد ووادي عربة واضبف هنا بتوجيه رسالة لرئيس السلطة محمود عباس قبل ذلك ليس لمراجعة اتفاقية اوسلو بل لالغائها وطلب العفو والمغفرة لتوقيعه هذه الاتفاقية المأساة التي فتحت الباب للاعتراف بحق (الكيان الصهيوني) بالوجود بسلام وامن!! وهي السبب الرئيسي في الخلافات الفلسطينية – الفلسطينية
2- التضليل الاعلامي المصاحب للعدوان الدولي – العربي على سوريا.
العدوان الهمجي الوحشي على سوريا كان اكبر عدوان واكثره همجية ووحشية وضحايا وتهجير اكثر من اي حرب وعدوان بعد الحرب العالمية الثانية وضحاياه اكبر نسبيا من ضحايا دول عديدة شاركت في الحرب العالمية .
العدوان على سوريا لم يسبقه عدوان بمستوى تزوير اسباب الحرب وخلق صراعات مذهبية داخل الشعب الواحد سواء في سوريا او دول عربية اخرى… وتم اعلاميا جذب انتباه المواطنين الى صراع مذهبي مفتعل والى ايران الشيعية الداعمة للمقاومة واعتبرت اعلاميا عدوا للسنة، وهكذا صنف الصراع سنيا –شيعيا وتم بذلك تجاهل الاسلام ليحل محله المذهب وتم تجاهل الخطر الاسرائيلي ليحل محله خطر مزعوم وهو الخطر الايراني.فهو خطر لدعمه المقاومة التي تسمى امريكيا وتوابعها ارهابا بالمناسبة سواء في العراق وفي سوريا وفي اطار الحرب الاعلامية ، لم يذكر اي صراع مذهبي في مدن سورية او عراقية واقتصر ذلك على تصرفات مجموعات مسلحة وممولة من دول العدوان .
التضليل الاعلامي المرافق للحرب في سوريا يحتاج الى مؤسسة تتابع هذه الحرب المضللة يوما بيوم مصادرها واطرافها وتأثيراتها ليعرفها كل مواطن عربي بالدرجة الاولى وعالميا بالدرجة الثانية
عدوان وصف من البداية من قبل صحفيين غربيين وبانه حرب الاكاذيب والنفاق والوحشية .
حرب لعب فيها رجال دين وحركات اسلامية دور المحرض واثارة الفتنة .
حرب شوهت الاسلام من خلال تصرفات ما يسمى المجاهدين في سوريا وجرائمهم الوحشية والتي كانت تصور وتوزع في انحاء العالم ومنها حرق احياء وتقطيع ايادي وارجل.
للمؤتمر القومي مسؤولية في الاهتمام بهذا الموضوع باقامة ندوات او تشجيع ابحاث واقتناء مكتبة حول ما كتب عن ذلك. وهذه بعض الملاحظات حول هذه الحرب واطرافها :
1- مقال للصحفي الامريكي، سيمور هيرش، ذائع الصيت حول السياسة الصهيونية الجديدة لمحاربة المقاومة والمقال عام 2007 في مجلة نيويوركر ومما يذكر فيه انه بعد عدوان عام 2006 ومقاومة حزب الله الباسلة وشعبيته، فكان هنالك لقاء بين مسؤولين امريكان واسرائيليين وسعوديين لمناقشة الموقف المطلوب تجاه ذلك فتوصلوا بان يجعلوا الحرب المقبلة لمواجهة المقاومة وداعمها الرئيس سوريا، ليجعلوها فتنة مذهبية سنية – شيعية
2- طلب من السعودية ان تضغط على حماس للتصالح مع السلطة الفلسطينية وتجاوبت حماس وشكلت حكومة وحدة وطنية اعلنت في مكة
3- يجدر الذكر بانه في محاضرة لنائب الرئيس الامريكي بايدن في جامعة هارفارد عام 2004 تحدث فيها عن دور تركيا والسعودية والامارات ودول اخرى في تسليح وتدريب اي جهة تريد محاربة النظام السوري فجاءت نتيجة لذلك الدولة الاسلامية وجبهة النصرة المنبثقتين عن القاعدة.
اما رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم فيتحدث عن هذه الحرب وعن دور قطر والسعودية وغيرها بدعم المعارضة فان ذلك كان يتم من خلال قيادات امريكية في غرفة عمليات في الاردن واخرى في تركيا منذ بداية هذا العدوان
3- يستحق تقرير الشخصية السوادنية الفريق الدابي الذي ترأس مجموعة مراقبين عينتهم الجامعة العربية للتوجه الى سوريا والتعرف على الاوضاع فيها ومعظم اعضاء المراقبين من دول معادية للحكم في سوريا وبعد حوالي شهر من عمل هؤلاء المراقبين كتب الدابي تقريره عن الاوضاع في سوريا (كانون ثاني 2012)
– كذب فيه سلمية المعارضة في بداياتها فشاهد الفريق معارضين ومسلحين واشتباكات مع مسلحين مع قوى الامن.
– كذب في تقريره منع صحفيين اجانب من دخول سوريا وذكر عن مقابلاته لكثير من هؤلاء الصحفيين
– ذكر في تقريره تجاوب الحكومة السورية واطلاق معتقلين سياسيين سوريين.
– طالب بدعم فريق المراقبة حيث وجد تأييدا لمهمته وتجاوبا من الحكومة السورية و بعض المجموعات المعارضة ووجد التقرير معارضة وتجاهلا من مؤيدي استمرار الحرب العدوانية على سوريا
لم يعجب هذا التقرير السعودية فسحبت عناصرها من هيئة المراقبين وتبعتها دول الخليج وانتهت مهمة الفريق الذي عمل من 20/12/2011- 20/1/2012
واخيرا يجدر الذكر والتأكيد على ان العدوان على سوريا وحملة الاضاليل التي رافقت ومهدت وجندت لهذا العدوان تستحق من المؤتمر القومي الجهود المتواصلة بمجابهة هذا التضليل ولنتذكر ان سببا رئيسيا واساسيا للعدوان على سوريا هو تمسكها ودعمها للمقاومة سواء اللبنانية او الفلسطينية واعني المقاومة المسلحة بهدف التحرير