ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية يعتبر ان الحكومة لم ترق شكلاً ومضموناً لمستوى المطالب الشعبية
صرح فؤاد دبور، الناطق باسم ائتلاف الاحزاب القومية واليسارية انها قد عقدت اجتماعا دوريا مساء يوم الأربعاء الماضي في مقر حزب البعث العربي التقدمي ، حيث كان على جدول أعمال الاجتماع قضايا متعددة من أبرزها الملتقى الوطني الذي عقدته من اجل مناقشة قضايا وطنية حيث تناولت الأحزاب النقاشات التي تناولها المجتمعون للإسهام في إخراج الوطن من أزماته وبخاصة الاقتصادية والاجتماعية، إلى جانب القضايا الأخرى. وتوصلت إلى ضرورة وأهمية متابعة هذه القضايا وصولا إلى ما يخدم مصالح الشعب في كل مناحي الحياة.
وفي السياق الوطني ، قال دبور، ان هذه الأحزاب قد توقفت عند مدرجات البيان الوزاري الذي قدمته حكومة الدكتور عمر الرزاز إلى البرلمان من اجل الثقة ، ورأت وبدون الدخول في مجمل التفاصيل ان الحكومة بمجملها وتشكيلها وبرنامج عملها لم ترق إلى مستوى المطالب الشعبية التي وقفت امام برامج الحكومة التي سبقتها. ولم يتضمن البيان، من وجهة نظر الأحزاب سوى نوايا وسياسات ومساقات وتوجهات قد تكون منفتحة على الرأي الأخر في الحدود الضيقة ورأت ان القوى التي من مصلحتها استمرار الأوضاع التي كانت سائدة في المراحل السابقة ستواجه أي توجه نحو التغيير الذي يشكل خطورة على امتيازاتها ومصالحها وان كان ذلك على حساب الشعب ومصالحه وتطوره.
ورأت الأحزاب ان الضرورة تقتضي ان تقدم الحكومة على اتخاذ إجراءات لها تأثير مباشر على حياة المواطنين المعيشية ومن أبرزها تخفيض أسعار مادة الخبز الضرورية لحياة الإنسان. وأسعار المحروقات والسلع التي يعتمد عليها المواطن بشكل يومي انسجاما مع مطالب جماهير الشعب المتمثلة في تحسين المستوى المعيشي عبر تغيير النهج الاقتصادي إلى الأفضل. مثلما رأت الأحزاب ان البيان قد ابتعد عن قصد عن التطرق إلى صندوق النقد الدولي واشتراطاته وماهية العلاقة معه.
اما فيما يتعلق بالمسار السياسي للحكومة فقد لامس البيان وبشكل إنشائي فقط الحديث عن دولة المؤسسات وسيادة القانون والحكومات البرلمانية وإعلام الدولة واحترام الرأي الأخر ومنظومة القوانين الناظمة للحياة الديمقراطية وفي المقدمة منها قانون الأحزاب الذي يخدم الحياة الحزبية ويسهم في تطوير عملها. وكذلك قانون الانتخابات النيابية الذي يعتمد النسبية كونه يمثل محور عملية الإصلاح الديمقراطي والسياسي. هذا وقد لحظت الأحزاب ان البيان لم يتطرق لأي جديد على صعيد سياسات الدولة الخارجية وشكل وطبيعة العلاقة مع الدول العربية بشكل عام والمجاورة بشكل خاص.
وانتقلت الأحزاب إلى الشأن الفلسطيني حيث توقفت امام قضية شعبنا العربي الفلسطيني وما تواجهه هذه القضية من مؤامرات تستهدف تصفيتها لصالح العدو الصهيوني وفي المقدمة من هذه المؤامرات ما يسمى “بصفقة القرن” الامريكية وتؤكد على مقاطعة ومواجهة هذه المؤامرات فلسطينيا وأردنيا وعربيا. مثلما تتقدم الأحزاب بالتحية والتقدير إلى شعبنا المناضل الذي يتصدى للعدو الصهيوني المحتل بدماء الشهداء والألم والدموع، والاعتقال تضحيات يقدمها هذا الشعب من اجل استعادة حقوقه المغتصبة في الأرض وحق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم. هذا الحق المشروع الذي كفلته الهيئات الدولية وحقوق الإنسان.
وتؤكد الأحزاب على استمرار المواجهة وعلى بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية المعمدة بالدم الفلسطيني والمستندة إلى مقاومة العدو الصهيوني الغاصب وتحرير الأرض وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على ارض فلسطين وعاصمتها القدس العربية.
وفي هذا السياق فإن الأحزاب تطالب الجهات التي تقيم علاقات تطبيعية مع العدو الصهيوني على وقف هذه العلاقات وكل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني وفي المقدمة منها إغلاق سفارات العدو وسحب الاعتراف بحق الوجود للصهاينة على ارض فلسطين العربية.
عربياً توقفت الأحزاب امام معركة الجنوب السوري وتحريره والذي يعتبر الأكثر إيلاما لمحور الشر المعادي للأمة الصهاينة والأمريكان والعصابات الإرهابية. وجاء هذا التحرير ليصب في خدمة الأردن وسورية عبر تحرير معبر نصيب الاستراتيجي. وهي خطوة مهمة على طريق استعادة كل الأرض في سورية وكذلك يمثل خطوة هامة في مصلحة الاقتصاد الأردني بعامة والمزارعين بشكل خاص.
وتؤكد الأحزاب على إستراتيجية العلاقة بين الشعب العربي في الأردن وسورية وتؤكد على ضرورة تعزيز وتطوير هذه العلاقة لما فيها من خير للشعب العربي اقتصاديا اجتماعيا وامنيا. وفي هذا السياق توجه الأحزاب التحية للجيش العربي الذي حقق هذا الانجاز الكبير.
اما على الصعيد الدولي، فإن الأحزاب تؤكد على إقامة علاقات ايجابية متطورة مع الاتحاد الروسي وجمهورية الصين الشعبية بما يخدم مصالح الأردن والعرب.