وسط مطالبات شعبية بالمصالحة ..الجيش السوري يوسع سيطرته في ريف درعا ويقترب من تحرير معبر نصيب مع الاردن

 

ذكرت مراسلة فضائية “روسيا اليوم RT” بأن الجيش السوري بسط سيطرته على بلدات المليحة الشرقية والمليحة الغربية والرخم في ريف درعا.

ذلك قالت وكالة “سانا” إن وحدات من الجيش نفذت مساء امس الأربعاء، سلسلة رمايات نارية مركزة ضد محاور وتحركات مسلحي “جبهة النصرة” وخطوط إمدادها في السهول المحيطة بالجمرك القديم في القطاع الجنوبي الشرقي من مدينة درعا.

وذكرت “سانا” أن الجيش يسعى إلى قطع طرق وخطوط إمداد المسلحين في درعا البلد القادمة من الريف الشرقي والحدود الأردنية.

وبينما باشر أهالي بعض البلدات تحركات تطالب بدخول القوات الحكومية وإجراء «مصالحات» من دون قتال، تابع الجيش السوري التقدم في الريف الشرقي، وصولاً إلى أطراف الحراك والكرك.

ولم يتوقف تقدم الجيش السوري عقب السيطرة على منطقة اللجاة وبلدة بصر الحرير، اللتين كانتا خط دفاع عوّلت عليه الفصائل المسلحة لإنهاك قوات الجيش، بل استكمل السيطرة على بلدات ناحتة والمليحتين الشرقية والغربية، ليصبح خط التماس مع الفصائل المسلحة، على أطراف بلدات الحراك ورخم والكرك وأم ولد.

هذا التقدم السريع للجيش على المحور الشرقي، ترافق مع تكثيف القصف المدفعي والجوي، على مواقع ونقاط المسلحين جنوب درعا المدينة، وصولاً إلى محيط الجمرك القديم على الحدود الأردنية.

ويراهن الجيش على إنهاك المسلحين وتدمير تحصيناتهم هناك، تمهيداً لعزل المدينة عن ريفها الشرقي وقطع خطوط إمداد المسلحين داخلها، وكذلك عزل الريفين الغربي والشرقي، إلى جانب الوصول إلى معبر نصيب الحدودي. ولم تصمد خطوط دفاعات المسلحين في الريف الشرقي، على عكس رهانات قادة الفصائل وتصريحاتهم التي سبقت تحرك الجيش.

وأظهرت تلك التطورات، حجم وتأثير الخلافات السابقة بين تلك الفصائل، التي اكتفت بمحاولات صد الجيش، من دون أن تحاول (تستطيع) فتح جبهات أخرى، وبخاصة في الريف الغربي.

هذا التخبط والضعف في مواقف قادة الفصائل وعملها الميداني، دفع أهالي عدد من بلدات درعا إلى إطلاق تحركات شعبية تطالب بإجراء اتفاقات تسوية تتيح دخول القوات الحكومية وانسحاب المسلحين من دون قتال، على غرار ما جرى في بعض مناطق الغوطة الشرقية، حيث تظاهر عدد من أهالي بلدات إبطع وداعل والغارية الشرقية، حاملين العلم السوري، على رغم الضغط الممارس ضدهم من قبل المسلحين.

وقد شهدت نقاط الجيش شرق بلدة داعل، وصول عدد من أهالي البلدة، الراغبين في الخروج وتجنّب تبعات المواجهة العسكرية التي تصر عليها الفصائل المسلحة، حتى الآن.

واللافت أن البلدات التي خرج أهلها في تحركات شعبية، كانت قد شهدت اغتيال المسلحين لمسؤولي المصالحة فيها قبل وقت قصير، وآخر عملية في داعل نفسها تمت قبل ثلاثة ايام، حيث جرت تصفية عضو لجنة المصالحة جمال الشحادات بعد اختطافه لعدة أيام، غير أن ذلك لم يمنع المطالبات بدخول القوات الحكومية.

ومع بقاء قنوات التواصل والتفاوض بين ممثلي «مركز المصالحة» الروسي وعدد من الفعاليات الشعبية ولجان «المصالحة»، فإن من المحتمل أن يتم التوصل إلى اتفاقات محلية على غرار ما جرى في بعض بلدات اللجاة حيث سلّم عدد كبير من المسلحين، أسلحتهم إلى الجيش، وبدأ نحو 1000 منهم أمس «تسوية أوضاعهم»، في قرى شعارة وكريم الجنوبي وإيب وجدل والرويسات والشرائع.

فقد نقلت وكالة “سانا” عن مصادر محلية في درعا أن الجهات الرسمية المختصة بالتعاون مع لجان المصالحة المحلية في درعا قد سوت في قرية شعارة أوضاع 450 مواطنا بينهم 250 مسلحا قاموا بتسليم أنفسهم وأسلحتهم، فيما كان الباقون من المطلوبين والمتخلفين عن الخدمة العسكرية الاحتياطية والإلزامية.

وأضافت الوكالة أنه تمت تسوية أوضاع 400 شخص في بلدات كريم الجنوبي وايب وجدل والرويسات بينهم 31 مسلحا سلموا أنفسهم وأسلحتهم، و100 من المتخلفين عن الخدمة العسكرية ونحو 150 شخصا بينهم عدد من المسلحين في قرية الشرائع.

ولفتت “سانا” إلى أن المجموعات الإرهابية تحاول التأثير في سير المصالحات وعرقلتها عبر استهدافها أعضاء لجان المصالحات، حيث اغتالت في الأشهر القليلة الماضية 18 عضوا من مخاتير ورؤساء بلديات ووجهاء، لهم هيبتهم بين الأهالي في مناطق انتشار الإرهابيين في درعا كان آخرها اغتيال جمال الشحادات بعد اختطافه لعدة أيام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى