علاقات كوشنر مع شركات إسرائيلية تنزع عنه صفة الوسيط النزيه والمحايد

قالت صحيفة “واشنطن بوست” إن العلاقات المالية لكبير مساعدي الرئيس الأميركي جاريد كوشنر بالبنوك والشركات الإسرائيلية تثير قلق المسؤولين الفلسطينيين حول قدرته على التوسط بشكل محايد لاتفاق يدعو إلى دبلوماسية دقيقة.

وأضافت في تقرير لها “استفاد كوشنر وعائلته من استثمارات كبيرة على مر السنين مع بنوك وشركات تتخذ من إسرائيل مقراً لها، وتوسعت مصالحه المالية خلال العام الماضي، وفقاً لتقرير نشر الأسبوع الماضي أظهر أنه ووالده زادا من رصيدهما الائتماني مع بنك إسرائيلي إلى ما يصل إلى 25 مليون دولار، بزيادة من مبلغ 5 ملايين دولار كحد أقصى عن تقرير سابق”.

وتابعت “كانت الرهانات الدبلوماسية لكوشنر عالية بشكل غير عادي، حيث التقى الجمعة مع مسؤولين إسرائيليين، سعياً إلى تحقيق تحدٍ قدمه حماه، الرئيس ترامب، الذي قال العام الماضي إنه إذا لم يتمكن كوشنر من إحلال السلام في الشرق الأوسط فلن يكون بإمكان أحد تحقيقه”. ومنذ أن أدلى ترامب بهذا التصريح، قام بمضايقة القادة الفلسطينيين بقراره بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، وهو حدث حضره كوشنر نيابة عن الإدارة الشهر الماضي”.

وقال آرون ديفيد ميلر، وهو مفاوض في الشرق الأوسط للإدارات الجمهورية والديمقراطية، إن روابط كوشنر الإسرائيلية تجعل مهمته للسلام أكثر تحدياً بسبب تصورات مسبقة له بالتحيز” وأضاف “في الماضي تم اتهامه هو وآخرون في فريق المفاوضين الأميركيين بتفضيل موقف إسرائيل لأنهم يهود، لكن هذا “لا يضاهي الانحياز الموالي لإسرائيل” بالنسبة لكوشنر”.

وتابع ميلر “بدون “قبول” من القادة الفلسطينيين، فإن فرص النجاح هي”ضئيلة إلى لا شيء”.

ومن جهتها قالت د.حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، للصحيفة إنها ومسؤولين فلسطينيين آخرين يعتقدون أن اتصالات كوشنر المالية والشخصية للمصالح الإسرائيلية، وكذلك دعم مؤسسة عائلته للمستوطنات غير الشرعية في الضفة الغربية، يجب أن لا تؤهله ( لمهمة الوساطة).

وأضافت: “الجميع يعرف أنه يتعامل مع البنوك وشركات التأمين الإسرائيلية”.

وأشارت الصحيفة إلى أنه “على الرغم من أن كوشنر قد تخلى عن سيطرته على أعمال عائلته في كانون الثاني 2017، عندما أصبح مستشاراً كبيراً لترامب، فإن التقرير يظهر أنه احتفظ بمصالح مالية في محفظة واسعة من الممتلكات العقارية، ولا يزال مسؤولاً جزئياً على الأقل عن القروض التي تتراوح قيمتها بين 40 مليوناً و 200 مليون دولار، بما في ذلك خط الائتمان الذي حصل عليه من بنك ديسكونت الإسرائيلي”.

ولفتت الصحيفة إلى أن كوشنر امتنع عن التعقيب، فيما احالت المتحدثة بلسان شركات كوشنر الأسئلة إلى محامي كوشنر، ابي لويل.

ورفض بيتر ميريجانان، وهو متحدث باسم لويل، الحديث عن خصوصيات خط ائتمان كوشنر أو أي أمور أخرى تتعلق بإسرائيل، وقال “أخرج كوشنر نفسه من عمليات شركاته ومعرفته باستثماراتها قبل الدخول إلى الخدمة الحكومية لتجنب تضارب المصالح”. وأضاف “تمت مراجعة هذا الترتيب والموافقة عليه من قبل مكتب الأخلاقيات الحكومية في البيت الأبيض”.

وبحسب الصحيفة فإنه “زار كوشنر، وهو يهودي أرثوذكسي، إسرائيل بشكل متكرر، وكان والده صديقاً لنتنياهو منذ فترة طويلة”.

واضافت “أجداد كوشنر كانوا من الناجين من المحرقة الذين هاجروا إلى الولايات المتحدة في عام 1949، وقال كوشنر في خطاب ألقاه في افتتاح السفارة في أيار إنه يحتفظ بصورهم في مكتبه في البيت الأبيض “لتذكيرني بمدى المخاطر العالية عندما تفشل الأمم الاعتراف بالحق من الخطأ”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى