هل تنوب مصر والسعودية واطراف عربية اخرى عن سلطة عباس في قبول صفقة القرن؟؟

ناقش وفد أمريكي رفيع الوضع في الشرق الأوسط مع أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ما يمكن أن يعني أن واشنطن تحاول نيل مباركة المنظمة الدولية على “صفقة القرن” قبل طرحها رسميا.

وكشف البيت الأبيض عن أن مستشار الرئيس الأمريكي وصهره، جاريد كوشنر، والممثل الخاص للمفاوضات الدولية، جيسون غرينبلات، والسفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، بحثوا أمس الجمعة  مع غوتيريش، الوضع في الشرق الأوسط والإجراءات الأمريكية الأخيرة في مجال التعاون مع الأمم المتحدة.

وقال البيت الأبيض في بيان عقب الاجتماع: إن “كبير المستشارين جاريد كوشنر والممثل الخاص للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات، اجتمعا اليوم في نيويورك مع السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش”.

وأضاف البيان: إنهم أجروا مناقشات مثمرة حول الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لتعزيز السلام في الشرق الأوسط وضمان الاحتياجات الإنسانية في غزة وناقشوا أيضا الإجراءات الأخيرة للولايات المتحدة مع الأمم المتحدة”.

ويعتبر هؤلاء المسؤولون الأمريكيون الثلاثة من أشد المؤيدين لإسرائيل، وهم مكلفون من قبل إدارة الرئيس دونالد ترامب ليس فقط بوضع اللمسات الأخيرة على ما يسمى “صفقة القرن”، بل وتسويقها ونيل موافقة أكبر عدد ممكن من الدول والمنظمات الدولية عليها.

ومن الجدير بالذكر ان الإدارة الأمريكية تسعى إلى تحقيق وعود  قطعها الرئيس يرامب أثناء الحملة الانتخابية بتحقيق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين ، ولهذا سيزور كوشنير وغرينبلات إسرائيل، السعودية ومصر، وسيجريان محادثات أخيرة بهدف معرفة هل من المجدي أصلا عرض أي برنامج، وإذا كانت الإجابة إيجابية، ماذا يجب عرضه.

غير ان المراقبين السياسيين لفتوا الانظار الى عدد من الملاحظات والمعلومات التالبة..

1. يمكن أن يلاحظ المدققون أنه لم يُحدد لقاء مع “أبو مازن”، أو مع أي فلسطيني آخر. ولم يحدث ذلك لأنه لم تتم المحاولة بكل الطرق، بل لأن أبو مازن متمسك بآرائه ويرفض التساهل في مقاطعته للإدارة الأمريكية. فقد أعلن أبو مازن، يوم أمس، بواسطة الناطق باسمه أن الصفقة “ولدت ميتة”، وحتى أنه أرسل مؤيديه من حركة فتح للتظاهر ضدها.

2. كما حاول الأمريكيون التوصل إلى تسوية مع أبو مازن بطرق مختلفة منها عبر ابنه طارق (كان يمكن لإدارة خبيرة ومنظمة أكثر أن تفحص ما قصة الابن، عندها كانت ستكتشف بسهولة أنه يعارض أصلا حل الدولتَين ويدعم حل الدولة الواحدة).

3. هناك طرق أخرى تسعى فيها الإدارة الأمريكية إلى التأثير على أبو مازن: اولها طرح برنامج متوازن أكثر لانصاف الفلسطينيين، يستند إلى تجارب سابقة، وتعهد الإدارة ألا تسعى إلى التوصل إلى زعيم فلسطيني آخر لعقد الصفقة معه. ولكن ما زال أبو مازن غارقا في شؤونه، ولا يكترث. نقل السفارة إلى القدس طبعا زاد من تمسك الرئيس الفلسطيني بآرائه أكثر فأكثر إزاء ترامب وإدارته.

4. بسبب اليأس من الفلسطينيين، يعلق كوشنير وغرينبلات آمالهما على العرب، لا سيما على السعودية. الهدف: ألا يعارض العرب الصيغة التي ستُعرض. إن التحدي الذي يقف أمام السعودية ليس سهلا في ظل الضجة التي يثيرها الفلسطينيون بمساعدة قطر وإيران. هناك اتهامات أيضا موجهة للسعودية التي تمارس ضغطا اقتصاديا على الأردن لدعم برنامج ترامب.

5. بما أنه لا يمكن اتخاذ أية خطوات مع أبو مازن، أي مع الضفة الغربية، أصبحت الأنظار موجهة نحو غزة، إذ تدور حولها معظم النقاشات. حيث يعتقد غرينبلات المقرب جدا من القيادة الأمنية الإسرائيلية، أن التخفيف من الضائقة الإنسانية لمواطني غزة هو حاجة ضرورية ومصلحة إسرائيلية. هل سيتجند الجميع لإعادة تأهيل غزة حتى ولو بدون لرئيس الفلسطيني .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى