بعد ٤٠ يوماً فقط من نكسة حزيران وجه الطيران المصري ضربة موجعة لاسرائيل

كشف أحد ضباط القوات الجوية المصرية اللواء وصفي بشارة، عن بعض أسرار حرب 5 يونيو/حزيران 1967، والتي مر عليها أكثر من 50 عاما، وكانت بمثابة نكسة لمصر.

وقال اللواء بشارة إنه: “قبل 5 يونيو/حزيران بأيام كانت هناك معارك سياسية بين الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والإسرائيليين، وأغلق مضيق تيران لأن عبد الناصر لم ينس يوما ثأره وثأر العرب باحتلال الصهاينة لفلسطين”.

وأضاف بشارة أن عبد الناصر كان يريد جر رجلهم لسحقهم داخل مصر، لكن خانته التقديرات الاستراتيجية والتحضير لهزيمة إسرائيل، أما الطيارون فظلموا ولم يحاربوا لأن الطبيعي أن تلتقط الرادارات الأهداف المعادية، ويبلغ بها برج المراقبة الذي يقوم بدوره بوضع إحداثيات للأهداف وعددها وموقعها ويقوم بإطلاق جرس الإنذار، وهذا لم يحدث يومها لأن الرادارات لم تلتقط الأهداف المعادية، ووجدنا الطائرات فوقنا وضربت الممرات حتى الطائرات التي لم تضرب لا يمكنها الطيران؛ لأنها ستحترق على الأرض قبل صعودها لعدم وجود ممر صالح.

وأوضح اللواء المصري أنه: “رغم ذلك كانت هناك بطولات فردية حاول فيها عدد من الطيارين عمل المستحيل وأسقطوا طائرات إسرائيلية مثل الطيار البطل نبيل شكري، الذي استطاع أن يحصل على طائرة كان يتم تصليحها، وقام ببطولة خارقة كادت أن تودي بحياته وصعد على ممر طوله أقل من 800 متر، وهذا في تقديرات الطيران مستحيل لأن الطائرة ممكن أن تحترق باحتكاكها على الأرض، ورغم ذلك حالفه الحظ واستطاع ملاحقة إحدى طائرات العدو وضربها.”

وأوضح بشارة أن “ما حدث في 5 يونيو/حزيران 1967 جعله ومعه كل جنود الجيش المصري لديهم رغبة بالانتقام من العدو الذي باغت القوات في غفلة من الزمن، واحتل جزءا غاليا من أرض مصر، مشيرا إلى أنه رغم تدميره للطائرات أو المطارات فإن العدو لم يتمكن من تحقيق هدفه بالنصر على القوات الجوية، فيومها ضرب الطائرات ولم يضرب الطيارين الذين سرعان ما استعدوا للثأر وحققوا النصر في أكتوبر/تشرين اول 73”.

وتحدث بشارة عن الأيام التالية للنكسة قائلا: “في اليوم الثاني للهزيمة ذهبنا بناء على اتصال من عبد الناصر إلى أبو مدين في الجزائر الذي مدنا بأسطول من طائرات الميج 21، بالإضافة إلى الجسر الجوي الذي فتحه لنا الاتحاد السوفيتي وأرسل لنا طائرات مفككة قمنا بتجميعها في مصانعنا”.

وأشار إلى أنهم كانوا نحو 60 طيارا فقط والباقي أصيب أو استشهد، مؤكدا:” قمنا بتكوين مجموعتين في أنشاص والمنصورة وبعد 40 يوما فقط من الهزيمة خططنا للقيام بعملية موجعة، وقمنا بهجوم يومي 14-15 يوليو /تموز داخل سيناء، وقصفنا احتياطات العدو من الذخيرة والجنود والمعدات، وذلك صدم العدو لأن القوات الجوية المصرية التي ادعوا القضاء عليها ضربتهم في العمق، وتسببت في خسائر كبيرة لم تكن في الحسبان”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى