هل يتم اختيار رامي الحمد الله مرشحاً توافقياً ..ومؤقتاً لخلافة عباس ؟

افاد تقرير في موقع “كان” الإسرائيلي ان ضغوطات كثيفة من داخل حركة فتح تمارس على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس “أبو مازن”، للإطاحة برئيس الوزراء رامي الحمد الله ، وذلك بعد ترشيح الأخير لخليفة محتمل لابو مازن.

مسؤولون في حركة فتح يدّعون امام أبو مازن بان الحمد الله “ارتفعت مكانته” و”ازدادت قوته أكثر من اللازم”.

حتى الان لم يتخذ الرئيس الفلسطيني أي قرار حول الموضوع، لكن مسؤولين فلسطينيين ابلغوا موقع “كان” انهم ينتظرون خروج الرئيس الفلسطيني من المستشفى، حتى يستمروا بالتشاور معه بشأن اقالة رئيس الحكومة الفلسطيني.

وقال المصدر الفلسطيني لموقع “كان” ان ثلاثة مرشحين محتملين سيشغلون منصب الحمد الله في حال اقالته، وهم وزير المالية الفلسطيني شكري بشارة، أو أحد مستشاري أبو مازن: محمد مصطفى، وزياد عمر.

بداية الشهر نقلت وسائل إعلامية عربية بأن أبو مازن يفحص الامكانية لتعيين الحمد الله كخليفة مؤقت له.

الى جانب الضغوطات لاقالة رئيس الحكومة الفلسطيني، لكن هناك زيادة بتأييد الحمد الله بين عدد من المسؤولين في حركة فتح، والذين قالوا في محادثات مغلقة بان الحمد الله ينظر اليه بانه نظيف الكفة، رسمي وبعيد عن الانقسامات الداخلية-يمكن ان يكون خيارا آمنا أمام المعارك المتوقعه على ارث أبو مازن بعد رحيله، ويمكن ان يكون زعيما مؤقتا لفترة انتقالية حتى اجراء الانتخابات في السلطة الفلسطينية.

ومن جهة اخرى قالت القناة الثانية الإسرائيلية إن الرئيس عباس، الذي يمكث للعلاج في مستشفىً بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، قام “بتقسيم سلطاته وتفويض صلاحياته لستة من شركائه (داخل السلطة وحركة فتح)”.

وذكرت القناة أن عباس الذي “يرفض تعيين وريث معين له، اعتنى بقدر استطاعته بترتيب الأمور، بحيث إنه بدلا من النزاع حول الميراث، سيكون هناك ترتيب متعاقب في القيادة الفلسطينية”.

وقالت إن عباس “قام بتقسيم صلاحياته المختلفة بين أربعة وستة أشخاص، بحيث لا يكون أي منهم، على الأقل في المرحلة الأولى، مالك المنزل”.

وأشارت إلى أن الورثة الستة في مقدمتهم نائبه في قيادية حركة “فتح”، محمود العالول، وهو القيادي الذي سبق له قيادة جهاز عسكري فلسطيني في القطاع الغربي ببيروت.

أما الرجل الثاني، فهو جبريل الرجوب، صاحب النفوذ والتأثير الكبيرين في مدينة الخليل، إضافة إلى أن لديه القدرة على التواصل مع حركة “حماس”.

والشخصية الثالثة، هي رئيس الوزراء الفلسطيني الحالي، رامي الحمدالله ، وهو الذي يريد البقاء في منصبه بعد عباس وربما يتركه، بحسب القناة التي لفتت إلى أن الشخص الرابع هو ابن أخت الراحل ياسر عرفات، القيادي ناصر القدوة.

ووفق تعبير القناة الإسرائيلية، فإن رئيس جهاز المخابرات ماجد فرج، بـ”الطبع سيكون في الصورة”، مرجحة أنه في “المرحلة الأولى من تنفيذ ترتيب الخلافة، سيمتنع كل المنافسين عن مواجهة مباشرة، ويختارون إظهار مظهر الوحدة”.

وأضافت: “من المرجح أن يقوض مروان البرغوثي (قيادي بارز في فتح وأسير لدى الاحتلال الإسرائيلي) هذا الترتيب من داخل سجنه، لكن قوته السياسية الحقيقية ليست كبيرة”، وفق القناة التي ذكرت أن “لوبي البرغوثي مني بهزيمة واضحة في الانتخابات الأخيرة داخل حركة فتح”.

ورأت القناة أن القيادي المفصول من حركة “فتح”، المتواجد حاليا في الإمارات، محمد دحلان، “قد يحاول الدخول إلى الساحة، لكن فرصته ليست عالية، على الرغم من دعم دول الخليج ومصر له، إضافة لامتلاكه موارد مالية كبيرة”.

ونبهت إلى أن “استقالة أبو مازن لن تغير المصلحة الأساسية لكل المتنافسين، وهي الحفاظ على الأبقار الحلوبة للسلطة الفلسطينية التي تكسب أكثر من بليوني دولار سنويا من مصادر أجنبية”، مضيفة: ” لذلك فإن تفكك السلطة الفلسطينية ليس معقولا، وسوف يفعلون كل شيء لحمايتها حتى في أوقات الأزمات”.

وبحسب هذا الواقع، “من المرجح أن نرى شخصا واحدا رئيسا للسلطة الفلسطينية، وآخر على رأس حركة فتح..”، منوهة بأن الأمر “ربما يستغرق بعض الوقت كي يرث أحد الشركاء لينمو إلى مرتبة أعلى” .

ونفياً للشائعات المتداولة عن وفاته، نشرت الرئاسة الفلسطينية، مساء الإثنين الماضي، مقطع فيديو، للرئيس محمود عباس، من داخل المستشفى الاستشاري بمدينة رام الله، حيث يتواجد منذ يومين، بعد إصابته بالتهاب رئويّ.

وأظهر الفيديو الرئيس عباس يتجوّل برفقة ابنيه طارق وياسر، وطبيبه، فيما اظهرته صورٌ أخرى وهو في غرفته بالمستشفى يقرأ صحيفة محلية.

وقال المدير الطبي للمستشفى الاستشاري في رام الله الدكتور سعيد سراحنة: “الرئيس عباس يستجيب للعلاج بشكل سريع وصحته شهدت تحسنا كبيرا وأعطي العلاجات اللازمة بعد أن تبين اصابته بالتهاب رئوي على الجهة اليمنى”.

وقال أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء جبريل الرجوب، أنه لا خطر اطلاقا على صحة الرئيس محمود عباس، وذلك بإجماع الأطباء المختصين بالمستشفى الاستشاري في رام الله حيث يرقد للعلاج.

وأوضح اللواء الرجوب، في تصريحات ادلى بها لتلفزيون فلسطين، أن الرئيس أدخل الى المستشفى الاستشاري وأجريت له فحوصات أظهرت وجود التهاب رئوي في الجهة اليمنى، وأنه يتلقى العلاجات الطبية اللازمة، وأن استجابته للعلاج كانت سريعة جدا ويتماثل للشفاء، وقد يحتاج ليومين آخرين لاستكمال العلاج.

وأشار الرجوب، الى أن الرئيس يتابع مهامه ويستمع الى التقارير وسير العمل أولا بأول، سيما التحرك الديبلوماسي الفلسطيني في مؤسسات الامم المتحدة ومجلس حقوق الانسان، وأنه تناول وجبة الافطار مع نجليه طارق وياسر، وقال “أطمئن أبناء الشعب الفلسطيني كافة على صحة سيادته”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى