مؤرخ بريطاني ينسف صورة ” الموساد ” الزائفة ويضعه في حجمه الحقيقي

حطم المؤرخ البريطاني روجر هوارد، صورة جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية، «الموساد»، كجهاز لا يقهر، ليثير الجدل في إسرائيل، بحديثه عن إحدى عمليات المخابرات الإسرائيلية «الموساد»، التي أرادت من خلالها تخريب العلاقات بين مصر والدول الغربية.

ويكشف «هوارد» في كتابه الجديد «عملية ديموكليس» جوانب مما عرف إعلاميا باسم «فضيحة لافون» في خمسينيات القرن الماضي، عندما حاول «الموساد» عبر مجموعة من عملائه تنفيذ تفجيرات ضد أهداف بريطانية وأمريكية في ذلك الوقت، وما أعقبها من محاولة لاغتيال العلماء الألمان الذين استعان بهم الرئيس الأسبق «جمال عبدالناصر»، لكن الفشل الإسرائيلي كان فاضحا.

وقال «هوارد» إنه «في عام 1954 أدارت إسرائيل عملية سرية لتخريب العلاقات بين القاهرة ودول الغرب بواسطة عمليات إرهابية من خلال عملية (سوزانا) والتي فشلت وعرفت باسم «فضيحة لافون»؛ وكانت تقوم على تفجير مكاتب المصالح الأمريكية والبريطانية بمصر».

واستدرك قائلا: «إلا أن كثيرين لم يعرفوا أن إسرائيل استمرت في إدارة معركة سرية أخرى في مصر؛ وكان الهدف هو العلماء النازيين الذي صنعوا أدوات الحرب للرئيس الأسبق جمال عبدالناصر».

وتابع أنه على مدار 13 عامًا عقب «فضيحة لافون»، حاول «الموساد» اغتيال العلماء الألمان دون جدوى، و«كل الوسائل كانت مشروعة من أجل تحقيق هذه الغاية»، كما يكشف الصحفي والمؤرخ البريطاني في كتابه الجديد «عملية ديموكليس»، الذي يتحدث عن تفاصيل العملية التي تبناها «الموساد» عشية حرب 1967.

وقال موقع «واللاه» الإخباري العبري في تقريره المعنون: «الجانب المظلم من الموساد»، إن «إحدى النقاط الهامة في هذا الكتاب هو هوية المؤلف، فهو ليس إسرائيليًا أو مصريًا وإنما بريطاني، ويمكننا القول إن سرده للعملية غير منحاز لـ(إسرائيل)، بل هناك تعاطف بقصد أو بدون قصد مع المصريين، حيث يعرض الكتاب وبشكل يحرج إسرائيل، نشاط الموساد ويظهره بشكل مختلف عن الصورة البطولية التي يتم دائما رسمها لهذا الجهاز، بواسطة كتب من هذا النوع».

واستكمل: «في عام 1960، اختطف الموساد الزعيم النازي أدولف إيخمان من الأرجنتين، وأعد الصحفي الأمريكي نيل بسكوماف كتابًا عن هذه العملية السرية صور فيها الجهاز الاستخباراتي بأنه لا يقهر، لكن كتاب «عملية ديموكليس» الجديد يزعزع هذه الصورة للبطل الذي لا يمكن هزيمته».

وأوضح التقرير: «الكاتب لا يميط اللثام فقط عن العيوب والأخطاء في نشاط الجهاز بل يظهر شكوك ديفيد بن جوريون وإيسار هرئيل، رئيس الوزراء ورئيس «الموساد» السابقين، حول جدوى عملية من هذا النوع في مصر، وهذه المعلومات تختلف عن كل ما قرأه الإسرائيليون عن استخباراتهم قبل ذلك».

وأضاف أن «نصف محتوى كتاب هوارد لا يتحدث عن إسرائيل، وإنما يركز على مصر وألمانيا والرابط الذي جمع بين عبدالناصر والعلماء، وهو جانب لم يقرأه الإسرائيليون في كتب الجاسوسية التي صدرت من قبل، ومن خلال صفحاته يتحدث الصحفي والمؤرخ البريطاني عن الانتهازية التي دفعت العلماء إلى التواجد بمصر، وكانت الهدف هو الحصول على الكثير من الأموال من المصريين وأن يعيشوا ويتمتعوا بحياتهم، بشكل لم يكن يحلموا به من قبل».

وتابع: «الكاتب البريطاني تغافل عن ذكر تفاصيل كثيرة وهامة عن النشاط التجسسي الإسرائيلي في مصر؛ فهو لم يتحدث بإسهاب عن نشاط ولفانج لوتس، جاسوس إسرائيل، الذي كان يقوم بمهمة استخباراتية في مصر، كما لم يخصص إلا قسمًا صغيرًا من مؤلفه للحديث عن أوتو سكورتسيني، ضابط الكوماندوز الألماني الذي تعاون مع الموساد وإسرائيل من أجل اغتيال العلماء الألمان في مصر».

وأشار إلى أن «الكتاب يدحض وينفد إستراتيجة إسرائيل في ضرورة القيام بعمليات استباقية ضد دول أخرى، وهو الأمر الذي تفعله إسرائيل الآن فيما يتعلق ببرنامج إيران النووي».

وانتقد عملية «الموساد» ضد علماء الصواريخ الألمان في عهد عبدالناصر، وأظهر ما وصف الموقع بـ «التعاطف» مع المصريين بشكل مبالغ فيه، بقوله إن «تل أبيب كانت ترى في القاهرة تهديدًا حتى لو لم تفتح الأخيرة النيران عليها أو تقصف إسرائيل بالصواريخ المصنعة من قبل الألمان».

وأوضح أن «هذا الكتاب ينتقد نشاطات وكالات الاستخبارات الإسرائيلية، ويكشف عن الثقوب الموجودة بها، بشكل لم يكن له مثيل في الكتب والمؤلفات الإسرائيلية عن عمليات إسرائيل السرية».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى