كيف تجرأ الصهاينة على المصريين ؟

لماذا يتمادى السيسى فى الاستخفاف بمشاعرنا الوطنية، بسياساته التى تعتدى يوميا وتتناقض جذريا مع ثوابتنا الوطنية والقومية ومع كل مبادئ ومشروعات التحرر والتغيير التى تبنتها ثورة يناير وكل الثورات المصرية؟

  • وكيف يسمح للعدو الصهيونى أن يحتفل علنا فى وسط القاهرة وبالقرب من ميدان التحرير فى فندق ريتز كارلتون، بالذكرى السبعين لاغتصاب فلسطين، ويعيدنا الى الوراء لاكثر من ثلاثين عاما، حين تمكن الشعب المصرى من قطع أرجل (اسرائيل) من المشاركة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، مما أدى الى القضاء تماما على اى محاولات للتطبيع الشعبى منذ ذلك الحين.
  • وكيف تجرأ الصهاينة على الظهور والتواجد علانية وسط أكثر المناطق المصرية ازدحاما، وهم الذين كانوا يتحركون دائما فى الخفاء وتحت الحراسة فى حماية جحافل من العناصر الامنية؟
  • وكيف تجرأ ضيوفهم والمطبعون معهم من الشخصيات ورجال الأعمال المصريين، على ممارسة التطبيع الفاضح فى الطريق العام؟
  • ومن أين يستمد عبد الفتاح السيسى ونظامه ومؤسساته كل هذه الجرأة وكل هذا الجبروت على تحدى وايذاء مشاعر الملايين من المصريين؟

***

لا يمكن ان يكمن السر فقط فى الرضا الامريكى والدعم الاسرائيلى والكفالة السعودية والخليجية، ولا فى قوة بطش اجهزة الامن وقبضتها الحديدية.

وإنما جزء كبير من المسئولية يقع علينا نحن أيضا، حين صمتنا عن توجهاته المنحازة لاسرائيل التى ظهرت للعيان بوضوح منذ عام ٢٠١٤، وحين قمنا منذ سنوات طويلة بتهميش قضية الصراع العربى الصهيونى والنضال ضد كامب ديفيد ونظامها، وتجاهلنا إعادة إنتاجها، التى تجرى اليوم على قدم وساق، تحت الشعارات الوطنية الزائفة التى خدعوا بها قطاعات واسعة من المصريين.

***

  • ان تدنيس العدو الصهيونى، لقلب القاهرة بالاحتفال بالذكرى السبعين لاغتصاب فلسطين، ليس سوى نتيجة طبيعية ومتوقعة وامتدادا لسياسات كثيرة ومتلاحقة كانت تحدث امام اعيننا وتحت أبصارنا منذ بضعة سنوات، ولكننا صمتنا عنها، فازدادوا جرأة وتوغلا فى تأسيس علاقات وصفقات جديدة من التطبيع والتنسيق بل والتحالف:ـ
  • صمتنا على الانحياز المصرى الرسمى لاسرائيل فى عدوانها على غزة عام 2014 والذى أوقع ما يزيد عن ألفى شهيد.
  • وصمتنا عن مطالبته عام 2015 بتوسيع السلام مع (اسرائيل) من أجل مواجهة المخاطر المشتركة.
  • وصمتنا عن اخلاء الحدود الدولية لإقامة المنطقة العازلة التى هى بالأساس مطلبا اسرائيليا قديما رفضه مبارك مرارا وتكرارا.
  • وصمتنا عن اعادة فتح السفارة فى الذكرى الرابعة لإغلاقها على أيدي شباب الثورة.
  • وصمتنا عن لقاءات السيسى ونتنياهو السرية فى الاردن وفى القاهرة، التى أعلنت عنها الصحف العبرية ولم تنفها او تكذبها رئاسة الجمهورية
  • وصمتنا عن قرار السيسى بسحب قرار ادانة المستوطنات الاسرائيلية من مجلس الامن بناء على طلب ترامب.
  • وصمتنا عن الحملات الاعلامية المصرية الدائمة لتشويه وشيطنة كل ما هو فلسطينى.
  • وصمتنا عن خطاباته المتكررة عن روعة السلام مع (اسرائيل) وعن عبقرية السادات وعن الاشادة بنتنياهو ومطالبة الشعب الاسرائيلى بالالتفاف حوله، وعن شيطنته للفلسطينيين واتهامهم بأنهم العقبة امام السلام فى خطابه الاخير بالأمم المتحدة.
  • وصمتنا عن صفقة استيراد الغاز من (اسرائيل).

***

حين صمتنا عن كل ذلك وغيره الكثير، من العلامات والاشارات والسياسات والتصريحات والمواقف التى ظهرت منذ اللحظات الاولى، فاننا إنما كنّا نساعد من حيث لا ندرى على تدعيم وتثبيت وتقوية اختراقهم وتواجدهم ونفوذهم فى مصر.

فلا تلوموا السيسى وحده، فلقد كان واضحا منذ البداية، وإنما علينا ان نلوم أنفسنا ايضا، حين تركناه يفعل ما يريد حتى استفحل الامر وفاق كل الحدود.

ليس هذا تأنيبا او توبيخا لأحد لا سمح الله، وإنما هى دعوة للعودة الى برنامج “العمل الوطنى الأصلى” ولإحياء كل حركات النضال المصرية العريقة ضد الصهيونية واسرائيل وكامب ديفيد، والعمل على التصدى العاجل والمستمر للمد الصهيونى فى مصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى