اسرائيل تقرع طبول الحرب في شهر ايار المقبل

تجتمع في شهر أيار المقبل أحداث سياسية من العيار الثقيل، تتسم بقابليتها للانفجار، وهذا ما دعا الصحف الإسرائيلية إلى تسمية الشهر المقبل بأنه “مايو/ايار الخطير”، حيث تشير هذه الصحف، في تبرير مخاوفها من حدوث انفجار كبير بالمنطقة، إلى مجموعة أحداث قد تتخذ منحى خطرا يهدد الاستقرار في المنطقة، على رأسها قرار ترامب المنتظر بالتنصل من الاتفاق النووي مع إيران، ثم إحياء ذكرى النكبة في مسيرات شعبية واسعة.

وتتجه الأنظار في الوقت الراهن إلى قرار الرئيس الأمريكي المرتقب بشأن الاتفاق النووي من إيران، ففي ال12 من أيار، من المتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكي إن كانت بلاده ستنسحب من الاتفاق إيران الذي توصل إليه سابقه، أم لا. وقبل هذه النقطة الزمنية الحاسمة بالنسبة لمستقبل المنطقة، تتجه لبنان في ال6 من ايار إلى انتخابات تتسم بالتوتر.

حالياً يقوم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بزيارة واشنطن، وسوف تليه المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، لإجراء لقاءات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حول ملف النووي الإيراني، ومحاولة ثني ترامب عن الانسحاب من هذا الاتفاق الذي توصلت إليه هذه الدول مع إيران بشأن المشروع النووي.

ومن المتوقع أن يحذر الزعيمان ترامب من عواقب الانسحاب من الاتفاق، والتلويح بإمكانية نشوب حرب إقليمية جرّاء الخطوة الأمريكية في الاتجاه المعاكس للاتفاق.

وإلى جانب المعارضة الأوروبية لنية ترامب الانسحاب في الاتفاق النووي أو إلغائه، يواجه ترامب معارضة من جانب روسيا والصين بنفس الشأن، فقد أعلنت الدولتان العظيمتان أنهما تؤيدان إبقاء الاتفاق والالتزام به.

ويتوقع مراقبون إسرائيليون أن لا يأبه ترامب لهذه التهديدات الأوروبية، وأن يتجه إلى تنفيذ وعده الانتخابي وهو الانسحاب من الاتفاق الذي سماه من قبل بأنه “الأسوأ في التاريخ”، مشيرين إلى أن ترامب فعل نفس الشيء بالنسبة لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ضاربا بالتحذيرات عرض الحائط.

وفي 13 أيار تحتفل إسرائيل بـ “يوم القدس”، وبعدها بيوم من المتوقع أن تحتفل الولايات المتحدة بفتح سفارتها في القدس تنفيذا لقرار الرئيس الأمريكي بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، وفي ال15 من ايار يحيي الفلسطينيون ذكرى النكبة، حيث ستصل مسيرة العودة الكبرى إلى محطتها الأخيرة بالقرب من السياج الأمني في قطاع غزة.

وقد وصف رئيس معهد دراسات الأمن القومي، الجنرال السابق عموس يدلين، شهر أيار بأنه “الأخطر منذ عام 1967 و 1973” موضحا أن مجموعة الأحداث التي يتخللها شهر ايار تحمل تحديات أمنية كبرى.

وإضافة إلى هذه الأحداث ذات الطابع المشتعل، تأتي التهديدات الإيرانية بالرد على القصف المنسوب إلى إسرائيل في سوريا منذ أسابيع والذي أدى إلى مقتل عساكرها، ما زال موجودا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى