روبرت فيسك يفند اكاذيب “الخوذ البيضاء” حول استخدام الغاز في دوما ويؤكد ان اهاليها تعرضوا لنقص حادٍّ في الأوكسجين

أكد الكاتب الصحفي البريطاني روبرت فيسك أن حملة الأكاذيب التي أثارتها عدد من الدول الغربية بشأن هجوم كيميائي مزعوم في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، “لم تجد من يدعمها في المدينة مع تأكيد طبيب من سكان المدينة نفسها أن الضحايا المزعومين للهجوم كانوا يعانون نقصًا حادًّا في الأوكسجين نتيجة عاصفة غبارية وليس التسمم بالغاز الكيميائي”.

وقال فيسك في مقالة نشرتها صحيفة “الاندبندنت” البريطانية تحت عنوان “البحث عن الحقيقة بين أنقاض دوما” إنه خلال لقاء أجراه مع طبيب يدعى عاصم رحيباني من سكان دوما كشف الأخير أن الأشخاص الذين ظهروا كمرضى في أشرطة الفيديو التي صورت الهجوم المزعوم وتم الترويج من خلالها لإصابتهم بأعراض التسمم بغاز كيميائي، كانوا في حقيقة الأمر يعانون من نقص الأوكسجين نتيجة عاصفة غبارية.

وينقل فيسك عن الطبيب رحيباني قوله في تلك الليلة: “لقد كنت مع عائلتي في المنزل على بعد 300 متر من المشفى لكن كل الأطباء يعلمون ما جرى.. في تلك الليلة كانت هناك اشتباكات وهبت رياح قوية مصحوبة بغيوم ضخمة من الغبار بدأت تتسلل إلى الأقبية والسراديب حيث يقطن الناس، وبدأ الناس يصلون إلى المشفى وهم يعانون من نقص الأوكسجين وفجأة صرخ رجل في باب المشفى وهو من “الخوذ البيضاء”.. غاز!.. وحصل هلع بين الناس وبدأ الناس يرشون الماء على بعضهم البعض.. نعم لقد حصل تسجيل الفيديو هنا ولكن الناس كانوا يعانون من نقص في الأوكسجين وليس من التسمم (بالغاز)”.

وتابع فيسك إنه “ينبغي على القراء أن يدركوا أن رواية الطبيب ليست الوحيدة بهذا المضمون، إذ أكد الكثير من الأشخاص الذين التقيتهم في دوما أنهم لا يثقون بروايات الغاز” التي روج لها الإرهابيون.

ولفت فيسك إلى أن ما يسمى “الخوذ البيضاء” التي تتلقى الدعم والتمويل من وزارة الخارجية البريطانية كان لها دور كبير في عمليات المجموعات الإرهابية، لافتا إلى أنه أطلع على مكاتب هذه المجموعة في دوما ورأى داخلها اقنعة للغاز ولباسا عسكريا إضافة إلى كبسولات ومعدات طبية مكسورة وملفات.

بدوره، انضم بيرسون شارب مراسل قناة “أون أميركا نيوز نيويورك” الأميركية إلى فيسك في تفنيده لرواية الهجوم الكيميائي المزعوم في دوما، مؤكدا أنه لم يعثر على أي آثار لمثل هذا الهجوم، وقال إن “السكان المحليين الذين التقاهم هناك لم يروا أو يسمعوا شيئا عن هذا الحادث”.

وأشار شارب إلى أن أحد الأطباء الذي وجد في مستشفى المدينة في يوم الهجوم المزعوم، أخبره أن مجموعة من الأشخاص المجهولين اقتحمت المستشفى في 7 نيسان الماضي زاعمة وقوع هجوم كيميائي وعمد هؤلاء إلى صب الماء على أشخاص أحضروهم إلى المستشفى مصورين كل شيء بواسطة آلة التصوير ثم غادروا المستشفى.

وكانت العديد من الوثائق التي عثر عليها الجيش السوري في المناطق التي حررها من الإرهاب، حيث تعمل جماعة “الخوذ البيضاء”، كشفت ارتباطها العضوي بالتنظيمات الإرهابية ودعمها لها وخصوصا “جبهة النصرة” بالترويج لاستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، وهذا ما حدث في الغوطة الشرقية بريف دمشق عدة مرات وفي مناطق بحلب لاتهام الجيش السوري.

بينما أكد الكاتب الأميركي كارتا لوتشي أن جماعة “الخوذ البيضاء” ليست إلا “واحدة من المسرحيات الأميركية المضللة للرأي العام وهي منظمة مشبوهة”.

وعلى صعيد متصل، أعلن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية والمغتربين السورية أن بعثة استطلاع من لجنة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية دخلت أمس إلى مدينة دوما بالغوطة الشرقية.

وقال المصدر في تصريح لـوكالة “سانا” اليوم دخلت بعد ظهر أمس بعثة استطلاع تابعة للجنة تقصي الحقائق بشأن استخدام الكيميائي المزعوم في دوما وذلك بناء على طلب اللجنة لتقييم الوضع الأمني وذلك كإجراء معمول به تمهيداً لدخول اللجنة إلى دوما.

ووجهت وزارة الخارجية والمغتربين في العاشر من الشهر الجاري دعوة رسمية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية لإرسال فريق من بعثة تقصي الحقائق لزيارة دوما والتحقيق في الادعاءات المتعلقة بحادثة الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية فيها.

وأكد الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين رئيس اللجنة الوطنية لتنفيذ التزامات سورية بموجب اتفاق حظر الاسلحة الكيميائية في تصريح له أمس الاول أنه وبعد وصول الوفد إلى دمشق تم عقد عدة اجتماعات مع الوفد الاممى لمناقشة التعاون بين الجانبين لتنفيذ المهمة المطلوبة بدقة وشفافية وحيادية.

وأوضح مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة الدكتور بشار الجعفرى خلال جلسة لمجلس الامن الدولي أمس أن الحكومة السورية سهلت كل الاجراءات اللازمة لوصول بعثة تقصي الحقائق إلى سورية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى