٣ مواقف للدول العربية من العدوان الثلاثي على سوريا : خيانية .. وسطية .. اعتراضية

لم تلق الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا  امس الاول السبت على سوريا، إجماعا من قبل الدول العربية. وفي حين أيدت بعض الدول، لا سيما الخليجية، العملية بشدة، آثرت عدة دول التحفظ، وقوبلت العملية بالتنديد من قبل دول أخرى.

تباينت ردود فعل الدول العربية إزاء الضربات الأمريكية الفرنسية البريطانية التي استهدفت مواقع محددة في سوريا أمس السبت، بين مؤيد ومعارض ومتحفظ.

وكانت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا قد أعلنت فجر السبت عن ضربات جوية استهدفت عدة مواقع للنظام السوري، ردا على اتهامه باستخدام سلاح كيميائي في دوما، مهددين بضربات جديدة إذا تجاوز “الخط الأحمر”.

دول الخليج تؤيد عدا الكويت

كما هو متوقع، أعربت السعودية وقطر السبت عن تأييدهما للضربات التي نفذتها بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة ضد أهداف في سوريا، واعتبرتا أنها جاءت ردا على هجمات النظام السوري ضد المدنيين.

وحمل مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية النظام “مسؤولية تعرض سوريا لهذه العمليات العسكرية”، متهما المجتمع الدولي بالتقاعس عن اتخاذ “الإجراءات الصارمة” ضد هذا النظام.

وأعرب المصدر عن “التأييد الكامل “للضربات، معتبرة أنها جاءت ردا على “جرائم “النظام السوري.

في الدوحة، رأت وزارة الخارجية أن “استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية والعشوائية ضد المدنيين”يتطلب قيام المجتمع الدولي “باتخاذ إجراءات فورية لحماية الشعب السوري وتجريد النظام من الأسلحة المحرمة دوليا”.

وكتب وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في تغريدة “أسرف النظام في جرائمه، (..) ولا بد أن يحاسب ويُردع”.

ورأت البحرين من جهتها، أن العملية العسكرية كانت “ضرورية لحماية المدنيين في جميع الأراضي السورية ومنع استخدام أي أسلحة محظورة”، بحسب بيان لوزارة الخارجية.

وأيدت كذلك سلطنة عمان العملية، وقالت في بيان لوزارة الخارجية “تعرب السلطنة عن تأييدها للأسباب التي أدت بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا للقيام بالإجراءات العسكرية ضد المنشآت العسكرية السورية”.

تونس ومصر والأردن “تتحفظ”

وبخلاف مواقف الدول الخليجية المؤيدة للضربات الغربية، اتخذت دول عربية أخرى مواقف أكثر تحفظا.

وأعربت مصر امس الاول السبت عن “قلقها البالغ”حيال الوضع في سوريا وجاء في بيان لوزارة الخارجية المصرية نشرته على صفحتها الرسمية على فيسبوك “تعرب مصرعن قلقها البالغ نتيجة التصعيد العسكري الراهن على الساحة السورية لما ينطوي عليه من آثار على سلامة الشعب السوري الشقيق، ويهدد ما تم التوصل إليه من تفاهمات حول تحديد مناطق خفض التوتر”.

وأكدت القاهرة “رفضها القاطع لاستخدام أي أسلحة محرمة دوليا على الأراضي السورية، مطالبة بإجراء تحقيق دولي شفاف في هذا الشأن وفقا للآليات والمرجعيات الدولية”.

وأصدرت وزارة الخارجية التونسية بيانا جاء فيه “إثر الضربات العسكرية التي طالت فجر هذا اليوم عددا من المنشآت السورية، تعبر تونس عن قلقها الشديد وانشغالها العميق لما آلت إليه الأوضاع على الساحة السورية، وتدعو إلى تضافر جهود كل الأطراف الدولية لتفادي المزيد من التصعيد الذي من شأنه رفع منسوب التوتر والعنف وزيادة تعقيد الأوضاع في سوريا وفي المنطقة عموما وتعميق المعاناة الإنسانية للشعب السوري الشقيق.

وإذ تجدد تونس تأكيد رفضها القطعي لاستعمال كل أنواع الأسلحة المحظورة دوليا من أي جهة كانت، فإنها تشدد على موقفها الثابت والمبدئي الداعي إلى التسريع بإيجاد حل سياسي وشامل للأزمة السورية، بما يساعد هذا البلد الشقيق على استرجاع وحدته وأمنه واستقراره.”

من جهته، أكد الأردن أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لضمان أمن ووحدة سوريا وذلك عقب غارات جوية نفذتها ثلاث دول غربية بقيادة الولايات المتحدة على مواقع للنظام السوري.

وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني إن “هذه الأزمة وإذ تدخل عامها الثامن، فإن الحل السياسي لها هو السبيل والمخرج الوحيد وبما يضمن استقرار سوريا ووحدة أراضيها وأمن شعبها”.وجدد المومني التأكيد على “موقف الأردن الثابت والداعي والداعم لحل الأزمة السورية سياسيا”.

الكويت والجزائر والمغرب تأسف والعراق يندد

واتخذت الكويت موقفا أكثر تحفظا من شقيقاتها الخليجية،وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية بحسب بيان رسمي إن الكويت تتابع “التطورات الخطيرة في سوريا والمتمثلة في العمليات العسكرية الأخيرة نتيجة استخدام السلطات السورية للأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا”. وأضاف أن الكويت “تأسف لهذا التصعيد الخطير”.

من جانبها، شددت وزارة الخارجية المغربية السبت على وجوب إيجاد حل سياسي للنزاع السوري بعيدا عن الخيارات العسكرية.

وقالت الخارجية المغربية في بيان إن “تجارب الماضي علمتنا أن الخيارات العسكرية، بما فيها الضربات الجوية، سواء المبررة أو المحدودة، لا تعمل إلا على تعقيد الحلول السياسية، وتعميق معاناة الضحايا المدنيين وزيادة تفاقم مشاعرهم تجاه الغرب”.

وأكدت إدانة المغرب “اللجوء إلى الأسلحة الكيماوية، وخاصة ضد سكان مدنيين أبرياء”، معربة عن الأمل في “أن يتغلب المنطق من أجل إيجاد مخرج للأزمة بما يمكن من الحفاظ على الوحدة الوطنية لهذا البلد، وكرامة سكانه، والمحاربة الفعالة ضد اللاتسامح والتطرف والإرهاب”.

ونبهت إلى أن “التوقيت الذي تم اختياره لهذا التصعيد عشية استحقاقات عربية مهمة، وغياب مشاورات ملائمة معتادة، قد يثير تساؤلات وسوء فهم وامتعاضا لدى الرأي العام.”

من جانبها، أعربت الجزائر عن أسفها للضربات، وقال رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى إن بلاده انتقدت الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ضد سوريا .وأبلغ أويحيى الصحافيين قائلا إن الجزائر ليس بوسعها سوى أن تأسف للضربات. وأضاف أن من الضروري انتظار نتائج تحقيق في الهجوم الكيماوي المزعوم قبل اتخاذ أي خطوات.

ونددت وزارة الخارجية العراقية قي بيان بالضربات، معتبرة أنها قد تمنح الإرهاب “فرصة للتمدد “في المنطقة. ووصفت هذه الضربات بأنها “أمر خطير جدا”.

وقال البيان “عملا كهذا من شأنه أن يجر المنطقة إلى تداعيات خطيرة تهدد أمنها واستقرارها وتمنح الإرهاب فرصة جديدة للتمدد بعد أن تم دحره في العراق وتراجع كثيرا في سوريا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى