العدوان الثلاثي على سوريا ..التاريخ يكرر نفسه
بقلم : عبد الهادي الراجح

لا أعلم ماذا سيكتب التاريخ في صفحاته عن الخونة الأقزام من بني قومنا سواء من دعم العدوان ماديا ودفع كل ثمن صاروخ أطلق على الشقيقة سوريا، أو القطعان من الدهماء الذين أسعدهم العدوان الامبريالي الانجلو فرنسي أمريكي على سوريا العروبة.
والملفت أن هذا العدوان يأتي بعد تحرير الغوطة الشرقية من الإرهابيين وعودتها لحضن الوطن حيث وصف المراقبون تحريرها بالانتصار الكبير للدولة السورية وحلفائها .
لقد حذرت سوريا وروسيا معا منذ أشهر وقبل التحرير بأن الإرهابيين سيقومون في حال هزيمتهم بضرب المدنيين بأسلحة كيماوية واتهام الجيش العربي السوري بتلك الجريمة ، والفبركة للصور جاهزة والأعداء ينتظروا الفرصة في ظروف ومستجدات مأساوية .
ودول العدوان وعلى رأسها أمريكا التي يحكمها رجل نصفه مجنون والنصف الآخر تاجر اسمه ترامب وليس العملاق ايزنهاور ، والاستعمار القديم يبحث عن مكان ودور له وهو يرى التخبط الأمريكي نحو الهاوية رغم كل مظاهر القوة والعنتريات التي تذكرنا بالثور الهائج في الحلبة عندما تكثر الحراب في جسده حتى ينخ أخيرا .
هذا العدوان الإجرامي على سوريا العروبة ليس جديدا وأمريكا وعملاؤها هم رأس الإرهاب الذي تحارب أدواته الدولة السورية ، ولكن ما يؤسف له أن تصل أمتنا العربية لهذا الدرك من الانحطاط وانعدام الشعور بالمسئولية، فالعدوان تم بعد جولة بن سلمان وابن زايد وابن حمد ودعمهم الكامل لضرب سوريا ودفع التكاليف من أموال الحج والعمره وما تبقى من أموال النفط والغاز.
المأساة هنا أن الإعراب الخونة أوجدوا لهم أبواقاً في كل مكان لإسكات كل صوت يفضح عمالتهم وخيانتهم ، ناهيك عن شراء معظم وسائل الإعلام التي رأينا لدى بعضها حالة واسعة من الشماتة والفرحة بضرب سوريا.
ولكن هذا العدوان أفسدته القيادة السورية وجيشها المغوار بحيث تمكنت مضاداته الجوية بإسقاط 71 صاروخا قبل أن يصلوا لأهدافهم والباقي أصابوا أهدافاً وأماكن تم إخلاؤها مسبقا ، وان دمروا مواقع حيوية للأسف .
هذا العدوان الغاشم يمثل رسائل لروسيا وإيران والصين ، وللأسف على حساب دماء السوريين وبأموال خونة الأمة من الإعراب ، والملفت أن المصفقين من بني قومنا لم يشاركهم فرحتهم إلا الكيان الصهيوني وقيادته في الوقت الذي نجد العالم كله بما في ذلك دول العدوان يقولون ولو كذبا بأنهم يدعون لحل سياسي بعد يقينهم أن الدولة السورية أقوى مما يظنون ، وأن هذا العدوان يعيد إلى أذهاننا العدوان الثلاثي على مصر جمال عبد الناصر نفس الدول ونفس الأدوات وكأن التاريخ يعيد نفسه .
الغريب ان الجالسين على قارعة الطريق الذين صفقوا للعدوان يعلمون أنه استنزاف لأموال الخونة ورسالة لروسيا التي قرأتها جيدا ، لذلك كان موقفها ممتازا في مجلس الأمن وغيره وتعبيرا عن عالم جديد متعدد الأقطاب.
لقد فشل العدوان بعد هزيمة أدواته من الإرهابيين المتأسلمين وغيرهم ، ومن هنا فاننا نقدم تحية محبة وتقدير للدولة السورية والأصدقاء الروس والإيرانيين وكل من وقف ضد هذا العدوان الهمجي البربري الذي هو ليس الأول فهو موجود بأدواته منذ بدء الأعمال الإرهابية في سوريا ولكنه سيهزم على يد أبطال الجيش العربي السوري وحلفائهم ، ولا أعلم أي مزبلة في التاريخ ستنتظر من موّل وصفق لهذا العدوان الهمجي من الإعراب الرعاديد ، وأن أمريكا سيدتهم ستكون أول من يدق المسمار في نعوشهم العفنة ، وان الغد لناظره قريب . عاشت سوريا وقيادتها ، وعاش الجيش العربي السوري وحلفاؤه .. ولا عزاء للصامتين .