“الوثيقة السياسية ” الجديدة لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين
في خطوة ناجزة، تولى المجاهد زياد نخالة، نائب الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي قيادة الحركة الى حين شفاء الامين العام الدكتور رمضان شلح الذي يرقد حالياً في احدى المستشفيات البيروتية.
وبالاضافة الى مهماته السياسية والحركية والتنظيمية اليومية، يعكف “ابو طارق نخالة” على وضع اللمسات الاخيرة على ثلاث ادبيات جديدة تستهدف تحصين الوضع الداخلي لحركة الجهاد، وتعزيز قدراتها الفكرية والفعلية، والاستمساك بكامل ثوابتها الوطنية والتزاماتها الاسلامية، دون ادنى نكوص او تهاون او اقتراب من اسواق المساومات والتنازلات واوهام الحلول السياسية لقضية فلسطين التي اثبتت كل الوقائع والتجارب الاخيرة انها ليست قابلة للقسمة والمحاصصات.
“المجد” حصلت على “الوثيقة السياسية” للحركة التي خضعت لسلسلة مناقشات ومداولات داخلية مطولة على مدى الشهور القليلة الماضية ، وباتت شبه جاهزة لطرحها اعلامياً واعتمادها رسمياً.. وهذا نصها ..
الوثيقة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين
(الأسس، المبادئ، والمواقف)
بسم الله الرحمن الرحيم
]لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ & إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ، وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ[.. (الممتحنة ــ 8، 9).
* * *
مقدمة:
فلسطين وطن الشعب الفلسطيني، منذ قدم التاريخ، وهي جزء لا يتجزأ من الوطن العربي والإسلامي. اغتصبها اليهود الصهاينة، بتشجيع وإسناد من القوى الغربية الاستعمارية، وأقاموا عليها الكيان الإسرائيلي، بعد قتل وتهجير معظم أهلها، وإحلال تجمع بشري آخر مكانهم.
ومنذ بداية الصراع، لم يتوان الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه ومقدساته، وقدم، ومازال، آلاف الشهداء والجرحى والأسرى من خيرة أبنائه. وخاضت الأمة العربية المعارك والحروب، وقدمت أجيالاً من الشهداء، من أجل تحرير فلسطين، التي اعتبرتها الأمة القضية المركزية للعرب والمسلمين.
ومع الانعطافة الكبرى في تاريخ العرب، والتحول من الصراع العربي ـ الصهيوني، إلى الرهان على «السلام المستحيل» مع «إسرائيل»، واعتراف «منظمة التحرير»، التي نشأت من أجل تحرير فلسطين، بالكيان الصهيوني، في اتفاق أوسلو المشؤوم، انفتح الجرح الفلسطيني على مفارقة مفجعة، حين رأى العالم الضحية تتحول إلى حارس لجلادها!
وبعد ربع قرن من الارتهان الفلسطيني الرسمي لنهج التسوية، الذي أعطى الكيان الإسرائيلي أكثر مما حلم به، وسلب الفلسطيني ما تبقى من الأرض والحقوق، وأحكم عليه الحصار، تدخل الساحة الفلسطينية مرحلة جديدة من الاضطراب الفكري، والإحباط السياسي، والدوران في حلقة مفرغة، لإعادة إنتاج الرهان على أوهام وسراب التسوية، وتبديد ثمار الصمود والدماء والتضحيات التي كشفت هشاشة الكيان اليهودي، فيما ينشغل بعض العرب، في زمن جنون الدم الذي يجتاح المنطقة، ببحث الأسس التي ستبسط السيادة الإسرائيلية على العالم العربي، لتكتب «إسرائيل» تاريخاً جديداً ومغايراً للمنطقة، وتصبح هي القيمة الثابتة الوحيدة فيها، وكل ما عداها طارئ ومتغير!
أمام هذا الانهيار، في هذه اللحظة الفلسطينية العربية الجارحة، التي يختل فيها كل شيء، وتتشوش الرؤية، ويكثر التواطؤ على الحقيقة، والتغاضي عن الظلم، يزداد يقيننا بالتمسك بالحق المطلق وبـ «التحرير الكامل» لوطننا حتى الاستشهاد.
وتأكيداً لذلك، ومن أجل الحفاظ على وضوح الرؤية، ووحدة المنطلق والهدف، وبعيداً عن الفوضى الفكرية التي تخيم على المشهد الفلسطيني، رأت حركة الجهاد الإسلامي أن تصوغ هذه الوثيقة الداخلية، لبيان وتأكيد المعالم والأسس الفكرية الحاكمة لجهادها ومواقفها، والناظمة لكل علاقاتها، كي تتحرك على أرض صلبة، في هذا الطريق الطويل والمرير إلى فلسطين، كل فلسطين.
أولا: التعريف بالحركة وهويتها
تعريف الحركة:
حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، هي حركة مقاومة فلسطينية، الإسلام مرجعها، وتحرير فلسطين من الكيان الصهيوني هدفها، والجهاد سبيلها.
في الهوية والانتماء:
1 ـ المرجعية الإسلامية لحركة الجهاد تعني الاستقامة على شرعة الإسلام والاعتزاز به كمنهج أقوم للحياة، والعمل على تجسيد معانيه وقيمه وأخلاقه في فكرها وسلوكها وجهادها، وتعظيم شعائر الله، وإعلاء قيمة الانتماء للوطن وللأمة.
2 ـ حركة الجهاد هي حركة مستقلة، نشأت بإرادة فلسطينية واعية، قياماً بالواجب الشرعي، وشعوراً بالمسؤولية الوطنية والعربية والإسلامية والأخلاقية، واستجابة لمتطلبات المواجهة الشاملة مع المشروع الصهيوني على أرض فلسطين.
3 ـ انسجاماً مع منطلقات نشأتها وأهدافها، فإن الأولوية الأولى للحركة ومهمتها الرئيسة، هي القيام بواجب الجهاد والمقاومة من أجل تحرير فلسطين، دون إهمال لباقي مسؤولياتها الوطنية والعربية والإسلامية الأخرى، تجاه شعبها وأمتها.
4 ـ حركة الجهاد، هي حركة تحرير وطنية إسلامية، وهي حلقة من حلقات جهاد الشعب الفلسطيني والأمة، على مدار تاريخنا، ضد الغزاة والمستعمرين، وصولاً إلى الغزو الصهيوني الغاصب لفلسطين، وهي جزء ومكون أصيل من مكونات الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة.
5 ـ ترى الحركة نفسها، ودون أي ارتباط عضوي أو تبعية لأي جماعة، جزءاً من التيار الإسلامي العام في العالم، الذي يرى في الإسلام مصدر قوتنا وعزتنا وسر تميز هويتنا بين الأمم، وتتكامل مع كل القوى الحية في الأمة، وتعبر عن إرادتها وتطلعاتها، بالقيام بواجب الجهاد والمقاومة على ثغر فلسطين.
6 ـ تؤكد الحركة على الترابط بين التزامها الإسلامي، واعتزازها بالهوية العربية والإسلامية، وبين انتمائها الراسخ للوطن واعتزازها بالهوية الوطنية، فالحركة مرتبطة شعورياً بالأمة، وعضوياً بالوطن، والدفاع عن أحدهما ينعكس إيجابا على الآخر، فعدو الأمة وعدو الوطن واحد.
ثانياً: فلسطين
فلسطين الأرض:
1 ـ فلسطين بحدودها التاريخية، المعروفة زمن الاحتلال البريطاني، من نهر الأردن شرقاً إلى البحر المتوسط غرباً، ومن رأس الناقورة شمالاً إلى خليج العقبة جنوباً، وحدة إقليمية واحدة لا تتجزأ، وهي أرض الشعب الفلسطيني ووطنه، ولا يجوز لأحد التنازل عن أي جزء منها، بأي حال من الأحوال.
2 ـ فلسطين أرض عربية إسلامية، وهي جزء من الوطن العربي والإسلامي الكبير، وللأمة العربية والإسلامية فيها حق طبيعي وديني وتاريخي، لا يجوز التفريط فيه أو التنازل، عنه تحت أي ذريعة.
3 ـ لا حق لليهود في أرض فلسطين، واغتصابهم لها، وطرد أهلها منها بالقوة وإقامة كيان لهم عليها، واعتراف البعض من شعبنا وأمتنا بهذا الكيان، لا ينشئ لهم أي حق فيها، ولا يلغي حق الشعب الفلسطيني الشرعي والثابت في كامل أرض فلسطين، ولا سيادته القانونية عليها، والتي لا تزول بفعل الاحتلال العسكري أو السيادة السياسية الإكراهية للكيان الإسرائيلي عليها.
4 ـ أرض فلسطين هي محور الصراع المباشر مع المشروع الصهيوني. وهي بما لها من قداسة في الدين، ومكانة في التاريخ، وتميز في الموقع الجغرافي، تمثل مفتاح الشرق والعالم الإسلامي، وتجسد الصراع بكل أبعاده، والذي لن ينتهي قبل تحرير كل شبر من أرض فلسطين.
فلسطين الشعب:
1 ـ الشعب الفلسطيني، بكل أجياله، وبكل مكوناته العقدية، وتياراته الفكرية، وقواه السياسية والنضالية، وفئاته الاجتماعية، في كل أماكن وجوده في فلسطين وخارجها، هو شعب واحد، وقضيته واحدة، وهو جزء أصيل وحيوي من الأمة العربية والإسلامية.
2 ـ المسيحيون الفلسطينيون هم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، وهم شركاء في الوطن، وقدموا من أجله تضحيات جسام بجانب إخوانهم المسلمين، وبرز منهم القيادات السياسية والكفاحية، والرموز والنخب الثقافية والاقتصادية، فكان لهم أثر بالغ وواضح في مسيرة النضال الفلسطيني.
3 ـ الشعب الفلسطيني لم يخرج من أرضه، فلسطين، بمحض إرادته واختياره، أو بطلب من الدول العربية أو القيادات الفلسطينية، بل تم اقتلاعه وطرده من أرضه بقوة السلاح وبالإرهاب وبالمجازر الصهيونية، ومن ثم الاستيلاء على أرضه وممتلكاته من قبل اليهود.
4 ـ حق الشعب العربي الفلسطيني في كامل أرضه ووطنه، فلسطين، هو حق شامل لا يمكن تجزئته، ويشمل حقه في امتلاك الأرض، وحقه في المقاومة لتحريرها، وحقه في تقرير مصيره على أرضه وبسط سيادته عليها كاملة، وحقه في العودة إلى وطنه والعيش فيه، وتجسيد خياراته السياسية التي يرتضيها، بما يحفظ انتماءه وهويته، ويؤكد موقعه الطبيعي كجزء من الأمة العربية والإسلامية.
5 ـ الشخصية الوطنية للشعب الفلسطيني شخصية عريقة ومتميزة، وهي مستمدة من القيم والمبادئ والمثل النابعة من عقيدة الشعب، وتاريخه وتراثه، وثباته في الأرض المباركة، وكفاحه من أجل تحريرها. وهي شخصية غير معزولة في تكوينها عن الانتماء للأمة العربية والإسلامية، وعن التفاعل مع العالم الذي نحيا فيه، فهي شخصية وهوية متكاملة بمقوماتها الوطنية والعربية والإسلامية والإنسانية.
6 ـ أية مشاريع أو برامج سياسية، تقوم على تجزئة الشعب الفلسطيني أو استبعاد أي جزء منه، أو المساس بمقومات شخصيته وهويته الوطنية، تعد فاقدة للشرعية، ولا تمثل الشعب الفلسطيني ولا تعبر عن إرادته.
فلسطين في تاريخ العرب والإسلام:
1 ـ فلسطين هي المكان الذي سكنه الكنعانيون العرب، الذين جاءوا إليها من الجزيرة العربية، منذ آلاف السنين. والقدس أول من بناها هم أجدادنا من اليبوسيين، قبل أكثر من أربعة آلاف عام. وشعب فلسطين الحالي هم من سلالة الكنعانيين العرب، ومن اختلط بهم من شعوب وقبائل عربية. وقد حافظ أهل فلسطين العرب، منذ أقدم العصور، رغم موجات الغزو العديدة، على ملكيتهم لأرض فلسطين، ووجودهم فيها، حتى الغزو الصهيوني.
2 ـ فلسطين كانت أرض نجاة وغربة للنبي إبراهيم الخليل، عليه السلام. «وما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً، ولكن كان حنيفاً مسلماً»، ومن ذريته، بعث الله النبي العربي، محمداً، صلى الله عليه وسلم، فكان كما أكد القرآن «إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا»، وليس اليهود الذين يزعمون الانتساب إليه، ويفترون على الله الكذب بأنه وعد بتمليك الظالمين المعتدين أرض فلسطين المقدسة.
3 ـ جميع الرسل والأنبياء، بمن فيهم من بعثوا لبني إسرائيل، ومن آمنوا بهم، مسلمون موحدون بالله. وعليه، فأنبياء بني إسرائيل ليسوا يهوداً، ولا يوجد وصف لهم في التوراة بذلك، فدينهم الإسلام، وتاريخهم يعد جزءاً من تاريخ الإسلام، لا التاريخ اليهودي الذي بدأ بعد تشكل الديانة اليهودية في بابل، وقام على الظلم والإفساد ومحاربة الحق وتكذيب الأنبياء وقتلهم، فباء اليهود بذلك بغضب الله، وكتب عليهم الشتات في الأرض.
4 ـ لم تثبت البحوث الأثرية، مزاعم اليهود حول وجود ممالك أقامها الغزاة من بني إسرائيل في فلسطين، وهي أن وجدت، فهي ممالك صغيرة محدودة في الزمان والمكان، لا تثبت، بوجودها العابر والمنقطع تماماً، حقاً لليهود في فلسطين. ولو حق لكل قبيلة أو أمة غزت أرضاً يوما ما، في أي مكان من العالم، أن تعود إليها وتحكمها من جديد، لتغير شكل العالم اليوم وخريطته.
5 ـ حرر العرب المسلمون فلسطين من الاحتلال الروماني، بالفتح الإسلامي لبيت المقدس، في القرن السابع الميلادي. وقد اعتنق أغلب سكان فلسطين الإسلام، واكتملت عروبتهم، وشكَّلوا، منذ ذلك الوقت، شعباً واحداً موحداً، بالأصل، واللغة، والثقافة، والدين، عقيدة للمسلمين، وثقافة للمسيحيين، وأقاموا جميعاً في فلسطين إقامة متواصلة، ولم ينقطع وجودهم فيها، لأكثر من ألف وثلاثمائة وخمسين عاماً، حتى نكبة عام 1948.
6 ـ ارتباط فلسطين بالإسلام هو ارتباط عقيدة، فهي أرض مقدسة ومباركة، وهي قبلة المسلمين الأولى، ومسرى نبيهم محمد، صلى الله عليه وسلم، ومعراجه إلى السماء، وفيها المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله، وربطه في كتابه بالمسجد الحرام، وهي أرض رباط القائمين على الحق، في بيت المقدس وبلاد الشام، إلى يوم القيامة.
7 ـ تعرضت فلسطين في ظل حكم الإسلام لموجات من الغزو الصليبي الأوروبي، وغزو التتار والمغول الكاسح للعالم الإسلامي، فنهض المسلمون وخاضوا بالجهاد والمقاومة معارك التحرير ضدهم، فتمكنوا من هزيمتهم وتحرير فلسطين إلى أن عاد الصليبيون الجدد واحتل الاستعمار البريطاني فلسطين عام 1917، ثم منحها لليهود.
8 ـ يعتز المسلمون من أهل فلسطين بأن أرضهم، فلسطين، هي مهد نبي الله عيسى، عليه السلام، وقد حافظ المسلمون منذ الفتح الإسلامي على الآثار والرموز وأماكن العبادة المسيحية، وعلى رأسها كنيسة القيامة في القدس، وغيرها، وعملوا على صونها وحمايتها، منذ العهدة العمرية.
القدس:
1 ـ مدينة القدس هي قلب فلسطين وعاصمتها ورمز قداستها، ولها مكانة دينية وتاريخية وحضارية في عقل ووجدان كل عربي وكل مسلم. وهي، بجميع مقدساتها الإسلامية والمسيحية، حق ثابت للشعب الفلسطيني، وملك للأمة كلها، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، وكما كل أرض فلسطين، لا يجوز، بأي حال من الأحوال، التنازل عن أي جزء منها، أو المساومة على ذرة من ترابها.
2 ـ كل المخططات والإجراءات والأعمال الصهيونية العدوانية في مدينة القدس، والتي تهدف إلى تغيير المعالم الدينية والتاريخية والحضارية للمدينة، وتغيير نسيجها العمراني، وتكوينها السكاني، بتهجير أهلها الفلسطينيين، وطمس وتزوير هويتها العربية والإسلامية، بالتدمير والتهويد، باطلة وفاقدة للشرعية.
3 ـ المسجد الأقصى المبارك، وقبة الصخرة المشرفة، وحائط البراق الذي هو جزء لا يتجزأ من الحرم القدسي، كلها ملك إسلامي خالص، وحق ثابت لشعبنا وأمتنا، وليس لليهود أي حق فيه، وكل مخططات سلطة الاحتلال وإجراءاتها العدوانية، ومحاولات اليهود الاستيلاء على المسجد الأقصى وتقسيمه زمنياً ومكانياً، أو حرمان المسلمين من الصلاة فيه، باطلة ولا شرعية.
4 ـ كل الحلول التي تختزل حق الشعب الفلسطيني والعرب والمسلمين في القدس، في الجزء الشرقي منها، أو في المدينة القديمة أو ما يعرف بالقدس الشريف، أو تحصر علاقتهم بالقدس، في شكل من أشكال الولاية الدينية، دون التحرر من الاحتلال، وبسط السيادة الكاملة لشعبنا وأمتنا عليها، باطلة ومرفوضة.
5 ـ التعامل مع سلطات الاحتلال الصهيوني، من قبل أي طرف عربي، أو إسلامي، أو دولي، بأي شكل يمكن الاحتجاج به على أنه اعتراف ضمني، أو قبول بالأمر الواقع، الذي فرضه اليهود، بإعلانهم القدس «عاصمة» أبدية وموحدة للكيان الإسرائيلي، باطل ومرفوض.
اللاجئون وحق العودة:
1 ـ اللاجئون الفلسطينيون هم أهل فلسطين الذين أخرجوا من ديارهم واقتلعوا من أرضهم بالقوة ظلماً وعدواناً، إبان نكبتي عام 1948، وعام 1967، وبعدهما، ومنعوا من العودة إلى وطنهم وديارهم وأرضهم وممتلكاتهم، التي استولى عليها الصهاينة، وأسكنوا فيها اليهود المستجلبين إلى فلسطين من مختلف دول العالم.
2 ـ حق عودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه ودياره وممتلكاته، هو حق طبيعي، فردي وجماعي، مشروع، ومتوارث من جيل إلى جيل، ولا يسقط بالتقادم مع الزمن، ولا يجوز التنازل عنه، أو تجزئته، أو المساومة عليه، ولا يحق لأي جهة المساس به أو التصرف فيه.
3 ـ أية قرارات صادرة عن أية دولة، أو هيئة وطنية، أو إقليمية، أو دولية، تمس بحق العودة، أو تطرح التعويض بديلاً عنه، هي قرارات باطلة ومرفوضة. وهذا يسري على كل المشاريع والمحاولات الرامية إلى تصفية قضية اللاجئين، وعلى رأسها مشاريع الوطن البديل، لتوطين الفلسطينيين، في أماكن وجودهم، أو غيرها، خارج وطنهم، فلسطين.
4 ـ قضية فلسطين ليست قضية لاجئين، بل هي قضية وطنية عربية إسلامية إنسانية، من أجل تحرير وطن الشعب الفلسطيني، ليعيش فيه بحرية وكرامة كبقية الشعوب، وحق عودة اللاجئين إلى أرضهم وديارهم التي هجروا منها، هو حق متفرع عن أصل، هو حق الشعب الفلسطيني في كامل وطنه فلسطين.
المشروع الصهيوني:
1 ـ المشروع الصهيوني هو مشروع غزو استعماري استيطاني إحلالي، وهو مشروع عنصري عدواني توسعي، قام على مزاعم وأساطير دينية يهودية، وأكاذيب سياسية، وعلى رأسها «أرض الميعاد»، و«شعب الله المختار»، و«أرض بلا شعب»، وغيرها من الشعارات والرموز، التي تبرز هوية «الكيان الإسرائيلي» وحقيقته، كظاهرة دينية تحريفية، إلى جانب كونه ظاهرة استعمارية استيطانية.
2 ـ المشروع الصهيوني قام على الارتباط العضوي بالقوى الاستعمارية الغربية، التي عملت على التخلص من اليهود، وحل «المشكلة اليهودية» في أوروبا بزرع كيان لليهود في فلسطين، حيث بدأ تهجير اليهود إليها قبل إعلان قيام المشروع الصهيوني عام 1897، ليدفع العرب والمسلمون بذلك ثمن اضطهاد الغرب لليهود، الذين عاشوا أزهى عصورهم بأمن وسلام في ديار وحمى الإسلام والمسلمين.
3 ـ اغتصاب فلسطين، من قبل المشروع الصهيوني، هو جزء من الصدام التاريخي للغرب مع الإسلام، والذي بدأ من العهد النبوي، مروراً بما سمي «بحروب الاسترداد» للأرض التي فتحها المسلمون، والتي بدأت بسقوط طليطلة بالأندلس عام 1085م، ثم الحروب الصليبية، وما تلاها، وصولاً إلى إسقاط دولة الخلافة العثمانية، وتقاسم تركتها، والاحتلال البريطاني لفلسطين، وإعلانها وطنا لليهود، وإقامة الكيان الإسرائيلي على أرضها.
4 ـ الكيان الإسرائيلي، هو كيان استيطاني وظيفي، يرتبط استمراره أساساً بالدور المناط به، فهو أداة مشروع السيطرة والهيمنة الاستعمارية في فلسطين، وقاعدته العدوانية في المنطقة، ومركزه الإقليمي المتطور، الذي يستمد كل أسباب قوته المادية والمعنوية بالأساس، من قوة الغرب وإمكاناته، وخصوصاً الولايات المتحدة الأميركية، في ميزان القوة العالمي. وأي ضعف في هذه القوة سيؤدي تلقائياً إلى ضعف الكيان الإسرائيلي.
5 ـ قيام الكيان الإسرائيلي هو تجسيد لإرادة القوى الاستعمارية الغربية، ورغبتها بإنشاء كيان بشري وجغرافي حاجز، لفصل مشرق الوطن العربي عن مغربه، وعزل مصر عن بلاد الشام، وسلبها مكانتها الإستراتيجية ودورها المركزي في المنطقة، ومنع قيام أي وحدة عربية أو إسلامية، وتكريس التجزئة والتبعية، وخدمة المصالح الاستعمارية الغربية.
6 ـ لم يقتصر دعم إنشاء الكيان الإسرائيلي على الدول الغربية الرأسمالية، فقد كانت الدول الاشتراكية الشيوعية، وعلى رأسها الاتحاد السوفيتي السابق، في مقدمة الدول التي اعترفت بالكيان عند قيامه عام 1948، ووفرت له الدعم السياسي والعسكري، وفتحت أبواب الهجرة اليهودية إلى فلسطين.
7 ـ لا يقف خطر الكيان الإسرائيلي عند حدود فلسطين، بل هو يستهدف الأمة كلها، بكياناتها ودولها وشعوبها، ويعمل، بدعم مطلق من الإدارة الأمريكية والصهيونية العالمية، على تعزيز قوته وترسيخ وجوده، كـ «دولة يهودية عظمى» تهيمن على المنطقة، من خلال تطويع إرادة حكامها، ومعاداة تطلعات شعوبها، واستنزاف طاقاتها وقدراتها، وإجهاض أي محاولة فيها للنهوض والاستقلال.
8 ـ الصراع مع الكيان الإسرائيلي، بكل ما يمثله، ليس صراعاً على الأرض أو الثروات أو الموقع الاستراتيجي فحسب، وهو ليس صراعاً طبقياً يصطف فيه العمال والكادحون من العرب واليهود ضد طبقة برجوازية أو رأسمالية، بل هو صراع حضاري شامل، مركب ومتعدد الدوائر، يحيط بكل المجالات والأبعاد الدينية والتاريخية والجغرافية والسياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والثقافية للحياة.
9 ـ الصراع مع الكيان الإسرائيلي على أرض فلسطين، هو صراع وجود لا صراع حدود، ولا صراع ضد نظام تمييز عنصري “أبارتهايد”. فـ «إسرائيل» موجودة لتغييب فلسطين من الوجود، واليهود الغرباء موجودون حيث هم، لأن الفلسطينيين، أصحاب الأرض الشرعيين، طردوا من أرض أبائهم وأجدادهم بقوة السلاح وبالإرهاب الصهيوني.
10 ـ الكيان الإسرائيلي كيان فريد من نوعه، من حيث أهمية القوة العسكرية في بنيته ودوره. فهو أداة اليهودية الصهيونية، وحصنها العسكري، المدجج بأحدث أنواع الأسلحة وأشدها فتكاً وتدميراً، بما فيها السلاح النووي، ولعب دور حارس مصالح الدول الاستعمارية الراعية له في المنطقة. والحياة العسكرية في الكيان هي الأصل، وسائر قطاعاته الحياتية المختلفة، هي في خدمة البنية والدور العسكريين، وكل فرد في الكيان هو جندي في إجازة مؤقتة. وعليه، فمدخل هزيمة الكيان ودحره، هو استهداف قواته العسكرية وتحطيم هيبتها، فهي مصدر قوته وطغيانه وعلوه.
11 ـ اليهودية ليست قومية، واليهود ليسوا شعباً متجانساً من أصل واحد يجمعهم تاريخ واحد ولغة واحدة، وإنما هم نحلة دينية، جمعتهم الحركة الصهيونية من مختلف الجنسيات والألسن والأعراق في الكيان الإسرائيلي، الذي برغم تناقضاته، امتزج فيه الديني اليهودي بالسياسي الصهيوني، فأصبح هذا الكيان هو محور الهوية والانتماء والولاء لغالبية اليهود في العالم.
12 ـ صراعنا من أجل فلسطين، هو مع الكيان الإسرائيلي، الغاصب لوطننا، والمعادي لشعبنا وأمتنا. وكل يهودي خارج هذا الكيان، وأينما كان وجوده، لا يوالي «إسرائيل»، ولا يساندها في اغتصابها لأرضنا وحقوقنا، ولا يعادينا، لا نعده عدواً لنا، فمعيار موقفنا من الآخرين، هو الموقف من فلسطين، بغض النظر عن المعتقد أو الأصل.
13 ـ الكيان الإسرائيلي، برغم خصوصيته، هو آخر قلاع الاستعمار الاستيطاني في العالم، وسيسقط كما سقطت سائر القلاع. وهو، بكل ما يرمز إليه ويجسده، من اغتصاب واحتلال وظلم وعدوان، كيان باطل وغير شرعي، يحرم الاعتراف به، أو بحقه في الوجود على أي جزء من أرض فلسطين، أو أي بقعة من بلاد العرب والمسلمين.
فلسطين القضية:
1 ـ قضية فلسطين، بما لها من قداسة في الدين، وعمق في التاريخ، وأهمية استراتيجية وحضارية، ليست قضية الشعب الفلسطيني وحده، أو قضية العرب وحدهم، بل هي القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية جمعاء، وهي تهم كل الشعوب والأمم المعنية بإرساء السلم والاستقرار في العالم، على قاعدة الحق والعدالة، لا على أساس القوة العدوانية والإكراه.
2 ـ قضية فلسطين ليست قضية الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، أو جزء منها، بل هي قضية احتلال أرض فلسطين كاملة، من النهر إلى البحر. وهي ليست قضية جيل بعينة من أجيال الفلسطينيين أو العرب والمسلمين، إنما هي قضية كل الأجيال، يسلمها الأجداد والآباء إلى الأبناء، حتى يأذن الله بالنصر والتحرير.
3 ـ ترتبط قضية فلسطين ارتباطاً مصيريا بكل قضايا العرب والمسلمين. ولن يتحرر العرب والمسلمون من واقع التجزئة والتخلف والتبعية، وكل مشاكلهم، ما لم تتحرر فلسطين؛ فتغيير حال الأمة وتحرير فلسطين أمران متكاملان، يهيئ أحدهما تحقيق الآخر، فنهضة الأمة واستقلالها وتوحدها هو طريق تحرير فلسطين، والعمل على تحرير فلسطين هو السبيل إلى النهضة والوحدة.
الجهاد والمقاومة:
1 ـ حق الشعب الفلسطيني والأمة في الجهاد والمقاومة ضد العدو الصهيوني الغاصب لفلسطين، بكل الوسائل والأساليب، وفي مقدمتها الكفاح المسلح، لتحرير الأرض واسترداد الحقوق والكرامة، هو حق مشروع كرّسته كل الشرائع السماوية والأعراف والمواثيق الدولية.
2 ـ الكفاح المسلح ضد العدو الصهيوني، هو الأسلوب الرئيس والاستراتيجي في كفاحنا، وهو واجب ديني تعبدي، وواجب وطني وقومي وأخلاقي، فلا يجوز التخلي عنه قبل دفع العدوان، وتحرير كامل الأرض واسترداد كل الحقوق، والتحلل منه يعد استخفافاً بالدين، وتخلياً عن الوطن، وإخلالاً بأبسط المواثيق والعهود والقيم التي تقوم عليها المجتمعات والدول والأوطان والأمم.
3 ـ أثبتت تجارب كل حركات التحرر في العالم، وتجارب الأمة وخبرتها في صراعها المديد مع العدو الصهيوني، كما مع كل مستعمر، أن نهج الجهاد والمقاومة هو النهج الأكثر واقعية والأجدى من أجل التحرير. وقد تأكد ذلك في تحرير المقاومة اللبنانية لجنوب لبنان من الاحتلال الصهيوني، وفي تحرير المقاومة الفلسطينية لقطاع غزة من جيش الاحتلال ومستوطنيه.
4 ـ اعتبار الجهاد المسلح هو الأسلوب الرئيس للمقاومة، لا يمنع استخدام أساليب وأشكال أخرى للمقاومة، وخصوصا «الانتفاضة الشعبية»، التي يمكن الجمع فيها، على نحو مبدع وخلاق، بين فنون وأدوات مختلفة للمواجهة.
5 ـ العمل الاستشهادي في فلسطين بكل أشكاله، هو أرقى درجات الدفاع المشروع عن النفس، أمام إرهاب عدو صهيوني، يمارس الإبادة العنصرية لشعبنا، من الرجال والشيوخ والنساء والأطفال، في ظل تقاعس العالم عن ردع المحتل الظالم، أو توفير الحماية لشعبنا المظلوم.
6 ـ تشدد حركة الجهاد على الحق المطلق للشعب الفلسطيني وقوى المقاومة، في امتلاك السلاح، والحصول عليه كيفما أمكن، والعمل على تصنيع وتطوير الوسائل القتالية، وترفض التخلي عن سلاح المقاومة، أو أية محاولة، من أي جهة، للمساس به.
8 ـ تؤكد حركة الجهاد أن الهدف الاستراتيجي لجهاد الشعب الفلسطيني ومقاومته هو استرداد كامل الأرض والحقوق، كما ترى أن اندحار قوات الاحتلال الصهيوني عن أي جزء من أرض فلسطين، بفعل المقاومة، ودون قيد أو شرط، هو إنجاز وطني، وخطوة على طريق التحرير الكامل.
9 ـ النهج الثابت للجهاد والمقاومة هو استمرار المواجهة مع العدو الصهيوني، واستنزاف طاقاته وقدراته، وزعزعة أمنه واستقراره، لإجباره على الرحيل عن أرضنا، وصولاً إلى التحرير الكامل لفلسطين، الذي هو مهمة تاريخية وإنسانية كبرى، تحققها أجيال الأمة العربية والإسلامية، وفي طليعتها الشعب الفلسطيني، وتتطلب دعم وتأييد كل أحرار العالم.
نهج التسوية:
1 ـ لا يمكن إقامة سلام مع المشروع الصهيوني، لأنه يتنافى وطبيعته الاستيطانية الإحلالية، وحقيقته العنصرية والعدوانية. والسلام الذي يبتغيه الكيان الإسرائيلي، هو سلام الأمر الواقع المفروض بالقوة، وهو سلام وظيفي، هدفه سلب ما بقي من أرض فلسطين وتهويدها، لإعلان الكيان «دولة يهودية» خالصة لليهود على كامل أرض فلسطين.
2 ـ كل المشاريع والقرارات التي صدرت عن دول، أو عن هيئات دولية، لإقامة وطن أو كيان سياسي لليهود في فلسطين، مثل وعد بلفور، وصك الانتداب البريطاني، وقرار تقسيم فلسطين عام 1947، وغيرها مما ماثلها من قرارات، تعد باطلة ومرفوضة هي وكل ما ترتب عليها، منذ صدورها إلى اليوم.
3 ـ كل اتفاقيات التسوية ومعاهدات السلام، المبرمة بين الكيان الإسرائيلي وبين بعض العرب والفلسطينيين، مثل اتفاقيات «كامب ديفيد»، و«وادي عربة»، و«أوسلو»، وما لحق بها، والتي تعترف بحق «إسرائيل» في الوجود، على حساب فلسطين وشعبها، تعد باطلة ومرفوضة، ولا تعبر عن إرادة الأمة ولا تلزمها بشيء.
4 ـ ترفض الحركة الاعتراف بالكيان الإسرائيلي، أو الصلح، أو التفاوض معه، لأن حقنا في فلسطين ليس حقاً نسبياً، بل هو حق مطلق غير قابل للتجزئة أو المساومة، ولأن الاعتراف بـ «الكيان» يعني إلغاء فلسطين من الوجود؛ والاعتراف بحق اليهود الغرباء في العيش والسيادة على أرض فلسطين، يعني عدم الاعتراف بالشعب الفلسطيني، وبحقه الأصيل في العيش والسيادة على كامل ترابه الوطني في فلسطين.
- ترفض حركة الجهاد الإسلامي الانتقاص من حق شعبنا وأمتنا في فلسطين أو اختزاله في دولة فلسطينية في حدود 1967، كحل لقضية فلسطين، لأنه يعني التفريط بمعظم أرض فلسطين، والإقرار بحق الكيان الصهيوني في الوجود، والتنازل عن حق العودة، وحق تقرير المصير، وحق تحرير فلسطين.
6 ـ الكيان الإسرائيلي كيان دخيل وغريب في بيئة معادية له، فهو إلى زوال مهما طال الزمن. واختلال موازين القوى، وعجز الدول العربية عن المواجهة معه، لا يبرر الاستسلام له والاعتراف بشرعية وجوده على أرض عربية إسلامية، ولا يعفي الدول والأنظمة من مسؤولية إعداد القوة الممكنة، ولا الشعوب والحكومات من واجب إسناد قوى الجهاد والمقاومة، التي تخوض الصراع مع العدو نيابة عن الأمة كلها.
7 ـ ترفض الحركة كل محاولات دمج الكيان الإسرائيلي في المنطقة ككيان طبيعي، لما يترتب على ذلك من إعادة تعريف المنطقة كـ «شرق أوسط جديد»، بهدف تفكيك هويتها العربية والإسلامية، وتفتيت دولها وكياناتها، وتقسيمها على أسس دينية وطائفية وعرقية، بما يبرر وجود «إسرائيل» كـ «دولة يهودية»، ويمكنها من السيطرة والهيمنة على الكيانات الوليدة وجذبها إلى الحضن الصهيوني.
8 ـ مسيرة التسوية، التي بلغت حداً غير مسبوق من العلاقة مع الكيان الإسرائيلي، أدت إلى إنهاء الالتزام العربي الرسمي بالصراع العربي- الصهيوني، وما يمليه من قيم وتوجهات والتزامات، وتحويله إلى صراع خاص بالفلسطينيين، ثم إلى صراع على السلطة داخل الصف الفلسطيني، وصراع طائفي ومذهبي وعرقي بين العرب والمسلمين أنفسهم، واتخاذ هذا الطرف أو ذاك من داخل الأمة عدواً بديلاً لـ «إسرائيل».
9 ـ ترفض الحركة التطبيع مع العدو الإسرائيلي بكل أشكاله، من قبل أي بلد عربي أو مسلم، في أي مستوى، وعلى أي صعيد، وتؤكد على ضرورة إحياء وتنفيذ قرارات المقاطعة العربية للكيان، وعلى وجوب مقاومة كل محاولات الاختراق الصهيوني للعالم العربي والإسلامي، في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية وغيرها.
10 ـ السلام الحقيقي الذي ينشده الشعب الفلسطيني وشعوب الأمة، هو السلام الذي يقوم على إحقاق الحق، وإنهاء الظلم والعدوان والاحتلال، وإعادة فلسطين المحتلة، من نهرها إلى بحرها، إلى أهلها وأصحابها الأصليين، وعودتهم إلي أرضهم وديارهم التي هجروا منها.
الوضع الداخلي الفلسطيني:
أ ـ طبيعة المرحلة:
1 ـ فلسطين كلها ما زالت محتلة، والعدو هو الذي يتصرف بالأرض، ويملك السيادة، ويتحكم بالسكان، والسلطة الفلسطينية المقامة على جزء من الأرض في الضفة الغربية، وفي قطاع غزة، الذي اندحر عنه الاحتلال المباشر، لا تملك أي سيادة حقيقية.
2 ـ المرحلة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، كما تثبت المعطيات الواقعية، مازالت هي مرحلة الكفاح الوطني من أجل تحرير الأرض، واسترداد الحقوق، في إطار ظروف وسمات فريدة ومختلفة عن تجارب حركات التحرر الوطني الأخرى ضد الاستعمار.
3 ـ طبيعة المرحلة، باعتبارها مرحلة كفاح من أجل التحرير، هي التي تحدد طبيعة المشروع الوطني الفلسطيني، وتحدد شكل النضال وأدواته الملائمة، ضد العدو المستمر في نهب الأرض وتهويدها، وتشريد أصحابها وتهجيرهم، وهي التي تنظم العلاقة بين مكونات الحركة الوطنية الفلسطينية. وعليه، فإن المشروع الوطني الفلسطيني الأصيل هو مشروع تحرير كل فلسطين من خلال إستراتيجية الجهاد والمقاومة.
4 ـ في مرحلة الكفاح الوطني من أجل التحرير، لا يجوز التحول عن نهج الجهاد والمقاومة إلى نهج المساومة على الأرض والحقوق، ولا يجوز خلق أولويات بديلة، كالصراع أو التنافس الانتخابي على السلطة والتمثيل تحت حراب الاحتلال، بما يحرف كفاحنا عن وجهته الصحيحة، ويصرف شعبنا عن واجب المقاومة والتحرير.
5 ـ في مرحلة التحرير الوطني، التناقض التاريخي والرئيس لشعبنا وقواه الكفاحية، هو مع العدو الصهيوني، وأي تناقض أو نزاع داخل الصف الفلسطيني، يعالج وفقاً لصلته بالتناقض الرئيس مع العدو.
ب ـ منظمة التحرير الفلسطينية:
1 ـ شرعية أي مؤسسة أو هيئة فلسطينية، وأهليتها لتمثيل الشعب الفلسطيني، إنما تستمد من التزامها الأمين بكامل حقه في وطنه فلسطين، ومن جهادها لاسترداده، ورفضها لأي تسوية تنتقص منه، وتمثيلها للهوية الوطنية بجميع مقوماتها، وتجسيدها وحدة الشعب، بكل مكوناته، في كل أماكن وجوده.
2 ـ منظمة التحرير الفلسطينية تأسست من أجل تحرير فلسطين بالكفاح المسلح، والتخلي عن هذا الهدف، والاعتراف بشرعية الكيان الصهيوني، وتوقيع اتفاق أوسلو، ونبذ المقاومة وتجريمها، يعد انقلابا على المنظمة والثوابت التي نص عليها ميثاقها، وخروجاً على تاريخ النضال الفلسطيني.
3 ـ جزء كبير من الشعب الفلسطيني، ممثلاً بحركتي حماس والجهاد الإسلامي، ومعهما شرائح فلسطينية واسعة، غير منخرط في إطار منظمة التحرير، بما يعني أنها حالياً لا تشكل إطاراً جامعاً لكل أطياف الشعب ومكوناته، وهذا ينتقص من شرعيتها التمثيلية، ويجعلها لا تعبر عن الإرادة التامة للشعب الفلسطيني.
4 ـ استعادة مكانة منظمة التحرير الفلسطينية، كممثل للشعب الفلسطيني، يتطلب إعادة بنائها، على نحو ديمقراطي توافقي، لتصبح إطاراً جامعاً للكل الفلسطيني، وذلك على أسس فكرية وسياسية جديدة، تستند أساساً إلى الميثاقين، القومي والوطني، وعدم التفريط بأي شبر من أرض فلسطين، في إطار برنامج كفاح وطني شامل لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في تحرير كامل فلسطين.
جـ ـ السلطة الفلسطينية:
1 ـ السلطة الفلسطينية هي سلطة حكم ذاتي، نشأت بموجب اتفاقيات أوسلو الباطلة وغير الشرعية، التي وقعت بمعزل عن إرادة الشعب الفلسطيني، وأضفت شرعية على الاحتلال، وهي لا تملك أي سيادة على الأرض، وتنحصر مهامها فلسطينيا في وظائف تنفيذية مدنية وخدمية، في إطار ما يسمح به العدو، مقابل قيامها بالتنسيق الأمني معه حماية للاحتلال والاستيطان.
2 ـ مشروع السلطة الفلسطينية لا يشمل كل الشعب الفلسطيني، بل هو خاص بالفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة فحسب، وأغفل فلسطينيي الشتات، والفلسطينيين داخل الأرض المحتلة عام 1948، ولاحقاً أهل القدس، أي أنه مشروع قام على التفريط بوحدة الأرض ووحدة الشعب، ويهدد وحدة الهوية الفلسطينية، ويجعل قضيتنا الوطنية قضية أقلية سكانية ضمن إطار السيادة الإسرائيلية.
3 ـ تتعامل حركة الجهاد مع السلطة الفلسطينية، كأمر واقع، مع تمسكها بحق الاعتراض على مشروع السلطة، ونهجها القائم على التنازل والتفريط، والتخلي عن الميثاق الوطني، وعن وحدة الأرض ووحدة الشعب، والخضوع للضغوط والإملاءات الأمريكية والصهيونية، والانحياز لمطالب العدو الأمنية، على حساب مطالب شعبنا وأمنه وقضيته الوطنية.
د ـ العلاقات الوطنية:
1 ـ الوحدة الوطنية الفلسطينية، على قاعدة مقاومة الاحتلال، هي الضرورة الأكثر إلحاحاً لمواجهة المخطط الصهيوني، الرامي إلى تحويل الصراع، من صراع بين الشعب الفلسطيني والمحتل الإسرائيلي، ليصبح صراعاً داخلياً بين الفلسطينيين أنفسهم.
2 ـ العمل لتحقيق الوحدة لا يلغي الاختلاف في الرؤى، والتباين في الأهداف والوسائل، فيما بين القوى والفصائل الفلسطينية، بل يهدف إلى إرساء العمل الوطني على اللقاء على القواسم المشتركة، على قاعدة «تعزيز ما اتفقنا عليه، والتحاور حول ما اختلفنا فيه»، من أجل حماية الثوابت، ومواجهه مشاريع تصفية القضية.
3 ـ تؤكد الحركة على ضرورة التعاون والتنسيق بين قوى الجهاد والمقاومة، وتوحيد جهودها، وتوثيق عرى التحالف بينها، وتبادل الخبرات والإمكانات، من أجل الارتقاء بقدرات المقاومة وسبل المواجهة مع الاحتلال، وكل ما من شأنه تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني وطموحاته.
4 ـ ترفض الحركة مبدأ الصدام، أو استخدام العنف، في حل المشاكل الداخلية الفلسطينية، وتعتمد بديلاً لذلك، أسلوب الحوار الهادف والبناء مع الكل الفلسطيني، وتؤكد على ضرورة توجيه كل البنادق الفلسطينية ضد الاحتلال.
5 ـ ترفض الحركة اختزال مبدأ الشراكة الوطنية في المنافسة، أو التوافق، على تقاسم سلطة حكم ذاتي، تعتمد بالكامل على الكيان الإسرائيلي، الذي يمسك بكل مفاصل الحياة، وعلى الدعم الخارجي المشروط بتنفيذ السلطة ما فرضته عليها اتفاقيات أوسلو، من إجراءات وممارسات قمعية ضد شعبنا، تهدد وحدته، وتبدد أهدافه وطموحاته.
6 ـ الشراكة الوطنية الحقيقية، تعني مساهمة جميع الأطر والتنظيمات والفعاليات الفلسطينية في صنع القرار الوطني، النابع من حق شعبنا في كامل وطنه فلسطين، وهذا يتطلب إعادة بناء وتأطير المؤسسات الوطنية الفلسطينية، بما يلائم حركة تحرير وطني، تجسد وحدة الأرض والشعب، وتكافح من أجل استرداد الأرض والحقوق.
7 ـ تؤكد حركة الجهاد على أهمية تحرير الإرادة الفلسطينية، واستقلال القرار الوطني الفلسطيني، بعيداً عن الارتهان لجهات خارجية، أو الانصياع للإملاءات الأمريكية والصهيونية، مع النأي عن تلك الممارسة المشوهة لمفهوم «القرار المستقل»، والتي جعلت منه وسيلة لإخراج قضية فلسطين من عمقها العربي والإسلامي، وذريعة لبعض العرب للتحلل من التزاماتهم إزاء فلسطين.
هـ ـ قضايا ومهام وطنية:
1 ـ المجتمع الأهلي هو الحامل التاريخي لمسيرة النضال الوطني الفلسطيني. والتأكيد على دور مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية، والفعاليات الثقافية والدينية والمهنية والنقابية في النضال، والعناية بجيل الشباب وإتاحة المجال أمامهم للصعود في كل الميادين، هو مطلب وطني لتأمين أوسع مشاركة شعبية، من أجل تحقيق أهدافنا الوطنية.
2 ـ توفير متطلبات صمود شعبنا وتشبثه بأرضه المحتلة في عموم فلسطين، ومجابهة سياسة القمع الصهيوني، التي تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم إلى خارج فلسطين، بحثاً عن لقمة العيش، أو تخلصاً من جحيم العيش في ظل الاحتلال، مهمة وطنية كبرى تتطلب حشد كل الطاقات والإمكانات الوطنية، وتلك الداعمة لفلسطين.
3 ـ قضية الأسرى والمعتقلين وتحريرهم من سجون الاحتلال، هي من القضايا المحورية والمهمة لدى حركة الجهاد. وهذا يقتضي توفير متطلبات واحتياجات أسرانا في السجون، ورعاية أسرهم، والتعاون مع كل قوى شعبنا في العمل على تحريرهم، وفي دعم وإسناد نضالهم من أجل تأمين شروط حياة لائقة بهم، إلى أن ينعم الله عليهم بالحرية.
4 ـ تعزيز الدور النضالي للمرأة، ورفع مستوى مشاركتها في المقاومة، وفي العمل الوطني والإسلامي، والتأكيد على حقوقها وواجباتها، وتحقيق كرامتها ومكانتها في المجتمع، ركيزة أساسية تمد مشروع المقاومة والتحرير بأهم أسباب القوة والاستمرار.
5 ـ الفلسطينيون داخل فلسطين المحتلة عام 1948، هم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني العربي. وهم بثباتهم وصمودهم في الأرض الفلسطينية، ونضالهم من أجل ترسيخ هويتهم الوطنية الفلسطينية وصونها، وحماية ثقافتنا العربية والإسلامية من التهويد، ومقاومة كل المشاريع والمخططات الصهيونية التي تهدف إلى ترحيلهم من أرضهم وتهويدها، والتصدي لكل أشكال الاضطهاد والعنصرية الصهيونية ضدهم، إنما يسهمون في تحقيق كامل الأهداف الوطنية للشعب الفلسطيني.
6 ـ الفلسطينيون خارج فلسطين هم جزء أصيل من الشعب الفلسطيني، ومسيرته الكفاحية، وهم يجسدون وحدة الأرض والشعب، بدعم أهلهم وشعبهم في الداخل، وبالنضال من أجل المحافظة على هويتهم الوطنية والكفاحية، والتمسك بحق العودة ورفض توطين اللاجئين، وتشارك الحركة الكل الفلسطيني مسؤولية الدفاع عن مصالحهم، والمطالبة بضمان حقوقهم المدنية والاجتماعية المشروعة، أينما وجدوا.
ثالثاً: الأمة العربية والإسلامية
1 ـ تؤمن الحركة بأن قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية.
2 ـ تؤمن الحركة بوحدة الأمة بكل مكوناتها المتنوعة، إلا أن مبدأ الوحدة غاب عملياً منذ عقود، وحل محله واقع التجزئة والانقسام، والمحاور، وعلاقات المصالح الضيقة، التي تتميز في الغالب، إما بالعداء، أو بالتوتر، أو بالبرود في أحسن الحالات.
3 ـ هيمنة واقع التجزئة والانقسام في الأمة، وغياب «الجامعة العربية» و«منظمة التعاون الإسلامي» عن نصرة فلسطين وشعبها، لا يلغي مفهوم وحدة الأمة في الوعي العربي والإسلامي، ولا يعفي الحكام والشعوب من مسؤولية وواجب الدفاع عن القضايا المصيرية للأمة، وعلى رأسها قضية فلسطين.
4 ـ عدم تحقق «مركزية قضية فلسطين»، في الواقع العربي الرسمي والشعبي الراهن، وانشغال العرب والمسلمين بشؤونهم الداخلية وصراعاتهم الإقليمية، لا يلغي عروبة فلسطين وإسلاميتها، ولا يسقط أولويتها ومركزيتها، لأن قضية فلسطين هي القضية المركزية التي يتوقف عليها مصير العالم العربي والإسلامي ومستقبله.
5 ـ تحرص الحركة على الانفتاح على مختلف بلدان أمتنا العربية والإسلامية، وإقامة علاقات إيجابية مع الجميع، لنصرة وخدمة قضيتنا وشعبنا، ويتحدد موقف الحركة من هذا الطرف أو ذاك، بناء على موقفه من قضية فلسطين، ومستوى دعمه المادي والمعنوي لها، وأقله دعم وإسناد صمود شعبنا وثباته على أرضه، وحقه في المقاومة للدفاع عن نفسه وأرضه ومقدساته، في مواجهة العدوان الصهيوني المستمر.
6 ـ تؤكد الحركة على أهمية بناء وتوثيق علاقات التعاون، مع كل القوى العربية والإسلامية الحية والفاعلة، الداعمة لقضية فلسطين، وصمود الشعب الفلسطيني، وجهاده ومقاومته، وحقه في تحرير وطنه، والرافضة للاعتراف بالكيان الإسرائيلي، ولكل أشكال الهيمنة الأمريكية الصهيونية على المنطقة.
7 ـ رفع مستوى التفاعل مع الشعب الفلسطيني ومقاومته، من قبل الشعوب العربية والإسلامية، وتقديم كل أشكال الدعم المادي والمعنوي المطلوب، هو مسؤولية كل القوى والأحزاب، والجمعيات، والمنظمات، والأطر الشبابية، والهيئات النسائية، والعلماء والدعاة والمثقفين، وهو واجب الحكومات المطلوب منها تحمل مسؤولياتها بالكف عن كل منع أو تضييق على أية مبادرات شعبية لدعم فلسطين.
8 ـ تشدد الحركة على ضرورة النأي بقضية فلسطين، عن الانخراط في أي اصطفاف أو أية محاور، في إطار الحروب والصراعات الداخلية والإقليمية، بين أبناء الأمة، بما يصرف شعبنا ومقاومته عن قضيته المركزية، ويحرف بوصلة جهاده ونضاله عن الصراع مع العدو الصهيوني.
9 ـ ترى حركة الجهاد ضرورة تعميق ثقافة الحوار والشورى والديمقراطية، واحترام التعددية السياسية، وحقوق الإنسان المادية والمعنوية، وإطلاق الحريات العامة، وصون الهوية، كشرط أساسي لتجاوز الأزمات الداخلية، وتقوية قدرات الأمة، وتحقيق التنمية والتقدم، ومواجهة التحديات الخارجية، ومواكبة روح العصر.
- تشدد الحركة على نبذ الفتن والصراعات العرقية والطائفية والمذهبية، ولا سيما بين السنة والشيعة، التي لا تخدم إلا أعداء الأمة، وتحقق خططهم الماكرة ضدها، وتكرس احتلالهم البغيض لأرضها ومقدساتها، وتدعو إلى التمسك بالوحدة الوطنية لكل شعب عربي ومسلم، في مواجهة محاولات التفتيت والتفكيك، واعتماد الحوار الوطني سبيلاً لحل النزاعات، بعيداً عن العنف، والتدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للأمة.
- تدعو حركة الجهاد إلى مصالحة عربية إسلامية شاملة، تبدأ بمصالحة بين الحكومات وشعوبها، وفيما بين الدول العربية نفسها، وبينها وبين دول وشعوب الأمة الإسلامية، وخصوصاً دول الجوار، إيران وتركيا، واعتماد الحوار الإيجابي لبناء الثقة، والعمل على حل المشكلات والنزاعات بالطرق السلمية، وتحقيق التعاون لتعزيز المصالح المشتركة، ولمواجهة تحدي الخطر الصهيوني.
- تدعو حركة الجهاد إلى رفض الوجود العسكري الأجنبي، على أي أرض عربية أو إسلامية، وأشكال الهيمنة الأجنبية كافة. وتدين الحركة استباحة الإدارة الأميركية، وأداتها الصهيونية، للمنطقة والعالم، بذريعة مكافحة الإرهاب، فأبشع أشكال الإرهاب هو «إرهاب الدولة» الأميركية وتمارسه في عدة أماكن من العالم، وإرهاب الكيان الإسرائيلي الذي يمارسه يومياً على أرض فلسطين بحق شعبها الأعزل.
13 ـ تدعو حركة الجهاد إلى إلغاء معاهدات الصلح والاتفاقات المبرمة، من قبل بعض العرب أو المسلمين، مع العدو الصهيوني، ووقف كل أشكال التطبيع والتعاون الأمني معه، وإلغاء وإغلاق كل السفارات، والقنصليات، والملحقيات التجارية والثقافية، ومكاتب الاتصال، العلنية والسرية، بين الكيان وبعض البلدان العربية والإسلامية، وسحب «المبادرة العربية للسلام».
14 ـ تؤكد الحركة على أهمية دور المثقفين العرب والمسلمين في النهوض برسالتهم، من أجل الدفاع عن المقومات الثقافية للأمة وهويتها، وحماية ذاكرتها التاريخية، وتحصين الأجيال، وقيمها، ومناهج تربيتها وتعليمها وتنشئتها، وتكوينها الروحي والوطني، من ثقافة الاستسلام والانهزامية التي ترمي إلى تشويه مفاهيم الصراع العربي الإسلامي ـ الصهيوني، ومحو فلسطين والجهاد من ثقافة الأمة، وعقلها وضميرها ووجدانها.
15 ـ اختراق جدار الموقف العربي والإسلامي السلبي تجاه فلسطين ومقدساتها، ولجم اندفاع البعض للتطبيع والتحالف مع العدو الصهيوني، يتطلب، بالدرجة الأولى، استعادة الفلسطينيين زمام المبادرة، وذلك بالتحرر من برنامج التسوية واتفاقات أوسلو، ورد الاعتبار للمقاومة وتصعيدها، وتفعيل الانتفاضة، التي أثبتت قدرتها دوماً على إعادة اهتمام العالم بقضية فلسطين.
رابعاً: الوضع الدولي
1 ـ القوى الغربية التي تتحكم في النظام الدولي المعاصر، مازالت مسكونة بعداء الغرب التاريخي للإسلام، وتصنفه العدو الأول للحضارة الغربية، وترى في أي محاولة للنهضة العربية والإسلامية خطراً على الغرب، وتصنف أي شكل من أشكال المقاومة للهيمنة الأمريكية والصهيونية في المنطقة والعالم فعلاً «إرهابياً».
2 ـ الموقف الغربي من قضية فلسطين، ينبع من مركزية الكيان الإسرائيلي في ثقافة الغرب وسياسته، والولايات المتحدة الأمريكية، هي الراعي الأكبر للكيان، والضامن لوجوده وأمنه واستمراره وتفوقه العسكري والأمني والاقتصادي والتكنولوجي، وأوروبا، في هذه الحقبة، لا تتجاوز السياسة الأمريكية، سواء في المشرق العربي والإسلامي، أو في أي مكان آخر من العالم.
3 ـ انحياز الولايات المتحدة الأمريكية المطلق، ودعمها الشامل والمستمر للكيان الإسرائيلي، ولعدوانه المتواصل بحق الشعب الفلسطيني وأرضه وحقوقه ومقدساته، يمثل موقفاً عدائياً ضد العرب والمسلمين عامة، وعدواناً صارخاً ضد شعبنا خاصة، وتنكراً لكل حقوقه الثابتة والمشروعة في وطنه فلسطين.
4 ـ قيام الإدارة الأميركية والدول الأوروبية بإدراج حركات الجهاد والمقاومة ضد الاحتلال الصهيوني، وبعض قادتها ورموزها، على ما يسمى «قائمة الإرهاب»، إنما هو تورط مباشر في الاعتداء على شعبنا وأمتنا وحقنا في المقاومة لتحرير أرضنا، وإجازة صريحة للكيان الإسرائيلي في الاستمرار في عدوانه وإرهابه لسفك دم شعبنا، ونهب أرضنا، وتهويد مقدساتنا.
5 ـ أدى اعتراف منظمة التحرير وبعض الدول العربية بالكيان الإسرائيلي، إلى توسيع علاقات الكيان في العالم وتطويرها في كل المجالات، وتعزيز تغلغله في أفريقيا ودول حوض النيل، وفي آسيا وخصوصا الصين والهند، وترسيخ علاقته بروسيا، كي لا يبقى اعتماده في تحالفات القوة الدولية، الحالية والمستقبلية، محصوراً في الولايات المتحدة الأمريكية.
6 ـ لا يمكن الركون أو الاحتكام إلى ما يسمى بـ «الشرعية الدولية»، لتقرير مصير شعبنا وقضيته. فهذه الشرعية المزعومة، هي التي مهدت لقيام «إسرائيل»، واعترفت بها كـ «دولة محبة للسلام!»، وما زالت تحميها وترعاها، وتتجاهل رفضها المستمر تنفيذ أية قرارات تدين جرائمها وحروبها ضد شعبنا، وتتنكر لأبسط حقوقنا الوطنية والإنسانية.
7 ـ تؤمن الحركة بأهمية التواصل والتعاون مع كل القوى والتيارات المتعاطفة مع عدالة قضية فلسطين في العالم، وتنتقد عنصرية الكيان الصهيوني وسياساته، من أجل حشد الرأي العالمي الدولي لصالح دعم الشعب الفلسطيني، وتأييد شرعية المقاومة ضد الاحتلال، وإدانة جرائم الكيان الصهيوني وإرهابه، والتصدي لمخططاته المناقضة للحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة.
(انتهى)