اسرائيل تفضح نفاق اردوغان : يهاجمنا علناً ويضاعف تعامله التجاري معنا سراً

في ظلّ التصعيد الكلاميّ بين الرئيس التركيّ، رجب طيّب أوردوغان، ورئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، والذي اشتدّ كثيرًا بعد ارتكاب الاحتلال مجزرة غزّة يوم الجمعة الماضي، قررت تل أبيب الردّ هذه المرّة على تصريحات الرئيس التركيّ عبر إطلاق تصريحاتٍ عنتريّة من قبل نتنياهو، وبمُساعدة عددٍ من الوزراء والخبراء والمُختّصين بالشأن التركيّ في الإعلام العبريّ.

من ناحيته رأى المُستشرق الإسرائيليّ، البروفيسور إيال زيسر، من جامعة تل أبيب، أنّه لا جديد تحت الشمس في الاتهامات التي يسوقها أردوغان ضدّ الدولة العبريّة، لافتًا إلى أنّ هذه  هي طريقته منذ أنْ وصل إلى سُدّة الحكم في تركيّا.

وتابع المُستشرق في مقالٍ نشره اليوم الاثنين في صحيفة (يسرائيل هايوم)، تابع قائلاً إنّ كره أردوغان لإسرائيل نابعٌ من مصالح سياسيّة، مُوضحًا أنّ الهجوم على الدولة العبريّة يعتمد على المبدأ: هاجِم اليهود، حتى تزداد شعبيتك ويرتفع تأييدك في العالم الإسلاميّ .

وشدّدّ البروفيسور زيسر على أنّه حتى اليوم امتنعت إسرائيل عن الردّ على أردوغان ومُحاسبته، لافتًا إلى أنّ المبدأ الإسرائيليّ يؤكّد أنّ أردوغان يتكلّم كثيرًا ولكنّه لا يفعل شيئًا، وللتدليل على ذلك، أشار المُستشرق الإسرائيليّ إلى أنّه على الرغم من الاتهامات التي يُطلقها الرئيس التركيّ ضدّ دولة الاحتلال، فإنّ حجم التبادل التجاريّ بين أنقرة وتل أبيب يُسجّل ارتفعًا كبيرًا وازدهارًا أكبر.

ومن الجدير بالذكر أنّ وزير  الاستخبارات الإسرائيليّ يسرائيل كاتس، كان قد صرحّ في مقابلة مع موقع (إيلاف) السعوديّ، في شهر تموز من العام الماضي إنّ أردوغان يُهاجمنا كثيرًا، ونحن نعي ذلك ولا يعني أننّا لا نرد عليه، ولكنّ هجومه علينا لا يمنعه من جعل حجم التجارة عبر حيفا نحو 25 في المائة من تجارة تركيّا إلى الخليج .

وساق الوزير الإسرائيليّ قائلاً: نحن نتعايش معه بالرغم من ذلك، ونعرف أنّه يعتبر نفسه قائد الإخوان المسلمين بالعالم ويحاول أنْ يقود العالم الإسلاميّ، ولكن التجارة التركية معنا بمبالغ كبيرةٍ وخياليّةٍ، لم تتأثر بذلك، بل على العكس، تابع الوزير كاتس، وشركات الطيران التركية أكبر شركات النقل الجويّ من وإلى إسرائيل، وحجم التبادل التجاريّ ونقل البضائع عبر حيفا ازداد كثيرًا حتى قبل عودة العلاقات بعد أزمة مرمرة، في شهر أيّار (مايو) من العام 2010، على حدّ قوله.

من ناحيته قال مدير معهد “ميتافيم”، وهو معهد إسرائيليّ لدراسة السياسة الخارجيّة الإقليميّة والمُحاضر في كلية العلوم السياسيّة في الجامعة العبريّة في القدس، د. نيمرود غورن، قال في حديثٍ مع صحيفة (يديعوت أحرونوت)، إنّه على الرغم من التصعيد التركيّ وتبادل الاتهامات بين تل أبيب وأنقرة، على خلفية الأحداث الأخيرة على الحدود مع قطاع غزّة، فإنّ العلاقات ما زالت كما كانت، لافتًا إلى أنّه لو أراد أردوغان قطع العلاقة مع إسرائيل لفعل ذلك، على حدّ تعبيره.

وتابع قائلاً في معرض ردّه على سؤالٍ إنّه لو أراد أردوغان تحويل التصعيد الكلاميّ إلى أفعالٍ، لكان على الأقّل أمر بإعادة السفير التركيّ في إسرائيل لمُشاورات، مُوضحًا أنّ عدم تقدّم وتطوّر العلاقات بين تل أبيب وأنقرة نابعة فيما هي نابعة من القضيّة الفلسطينيّة. وكشف النقاب عن اجتماع شارك فيه بأنقرة مع مختصّين أتراك وسمع منهم، على حدّ قوله، أقوالاً أخرى، وتحديدًا عن قلقهم من زيادة التأثير الإيرانيّ في سوريّة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى