الجوانب الانسانية في حياة اربعة من شهداء فعاليات يوم الارض بغزة

لم يفلح رصاص الاحتلال في دفن قصص شهداء مسيرة العودة ال (17)، ولم يلفّ الكفن الأبيض حكايات الفقر والحرمان والفقدّ، التي ووري اصحابها الثرى، دون أن تدفن معهم معاني الوجع والبطولة.

لكل شهيد حكاية تنطوي على الكثير من الوقائع والمشاعر والاسرار التي لن يسدل الستار على تفاصيلها قط.

والشهداء هم: محمد كمال النجار وعمر وحيد ابو سمور من خانيونس وامين منصور ابو معمر وإبراهيم صلاح أبو شعر من رفح، ومحمد نعيم ابو عمرو وأحمد ابراهيم عاشور عودة، وجهاد احمد فرينة ومحمود سعدي رحمي وعبد الفتاح عبد النبي وعبد القادر مرضي الحواجري ساري وليد ابو عودة،  حمدان اسماعيل ابو عمشة وجهاد زهير ابو جاموس وبادر فائق الصباغ، وناجي أبو حجير.

الشهيد محمود رحمي من سكان شرق غزة، كان  أحد الشهداء مجهولي الهوية، قبل أن تتصل الطواقم الطبية بآخر رقم في هاتفه الشخصي المحمول، لترد فتاة عليهم “نعم هذا موبايل خطيبي!”، وفق رواية أحد شهود العيان.

وعلى ذمة الراوي، “تجمد المتصل لحظة سماعه صوت خطيبة الشهيد، وطلب منها رقم لوالده، إلّا أنها ايقنت أن ثمة مكروهًا أصاب محمود، وهنا ومع اصوات المشيعين في المكان المخصص لثلاجة الموتى، علمت أن خطيبها قد استشهد، اغلق الاتصال ولم تنته القصة”.

مباشرة علمت عائلة الشهيد بارتقائه ووصلت عائلته الى مستشفى الشفاء بمدينة غزة، ومع صبيحة يوم التشييع جاءت والدته إلى المكان فورًا لالقاء النظرة الاخيرة على جثمانه، وبدأت تبكي بصوت مرتفع “عرسه كمان شهر يا عالم”.

تقول والدة الشهيد رحمي إن نجلها خطب منذ ثلاثة سنوات، وكان موعد حفل زفافه مطلع الشهر المقبل، لكنّه رحل قبل موعد الزفاف، ليزف لها شهيدًا.

الفنان محمد أبو عمرو من سكان حي الشجاعية في غزة، قصة أخرى لشهيد احترف الرسم على الرمال، ولم يدخر جهدًا لتوثيق المواسم الوطنية على رمال بحر غزة الا واقتنصها بشكل احترافي.

قبل استشهاده بيوم، خطّ على رمال البحر “أنا راجع”، معلنًا مشاركته في مسيرات العودة، ليعلن عن استشهاده مساء امس الاول الجمعة.

 

يقول والد الشهيد، إن نجله اخبره قبل استشهاده، “انا رايح ومش راجع، فقلت له اسكت قال والله حاسس اني مش راجع”.

قصة أخرى لشهيد ارتقى في المواجهات، وهو الشهيد جهاد ابو جاموس، الشخص الوحيد المبصر في عائلة ابتليت بالكفاف، فوالده واشقاءه لا يبصرون، وكان هو المعيل لهذه العائلة، كما يروي أحد أقربائه.

وفي شمال غزة وفي مستشفى الأندونيسي شمال قطاع غزة، ودعت والدة الشهيد محمد النجار فلذة كبدها إلى مثواه الأخير مساء امس الاول الجمعة، تردد عبارات تحمد الله فيها أن اصطفى ابنها شهيدا.

وبعبارات حزينة ومليئة بالألم، احتضنت والدة محمد نجلها، وهي تردد عبارة: “طلعوه من الثلاجة، الدنيا برد كثير عليه”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى