حماس تؤشر الى تورط مسؤولين في السلطة بمحاولة اغتيال الحمد الله

تدريجياً بدأت خيوط قضية محاولة اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني، رامي الحمد الله، في قطاع غزة، في الـ 13 من الشهر الجاري، تتكشّف وتتّضح، خاصة بعد مقتل أنس أبو خوصة، المتّهم الأول في الحادثة، خلال اشتباك مسلّح من قوات الشرطة بغزة.

طوال الأيام الـ 10 الماضية، شغلت القضية الفلسطينيين كثيراً وما زالت، وأخذت رياح الاتهامات والتحليلات تهبّ من كل جانب، في محاولة لتفسير لغز حادثة تفجير موكب الحمد الله والجهة التي تقف خلفها، خاصة أنها جاءت في توقيت حسّاس، وترتّب عليها خطوات تصعيدية ضد سكان غزة من قبل الرئيس محمود عباس.

حركة “حماس” وفور انتهاء العملية العسكرية وسط القطاع، والتي أدّت إلى مقتل 4 أشخاص، بينهم أبو خوصة، واثنان من عناصرها، أمس الخميس، عقدت اجتماعاً طارئاً مع قادة الفصائل بغزة وأبلغتهم ببعض تفاصيل العملية ومعلومات تخصّ المجموعة التي تقف وراءها، والتي لا تزال طيّ الكتمان والسرية بأمر من الحركة.

وقال القيادي في الحركة، صلاح البردويل، عقب اجتماع الفصائل، إن الأجهزة الأمنية في قطاع غزة توصّلت إلى تفاصيل “مذهلة” في محاولة اغتيال رامي الحمد الله، مضيفاً: “هناك تفاصيل مذهلة حرصنا على ألا نظهرها للإعلام ورجونا من الفصائل ألا تكشفها ريثما تُستكمل التحقيقات”.

مصدر فلسطيني مطلع كشف عن أسباب رفض حركة “حماس” اعلان تفاصيل عملية اغتيال الحمد الله حتى هذه اللحظة، خاصة بعد مقتل المسؤول الرئيسي أبو خوصة، وإلقاء القبض على المشاركين معه.

وأكّد أن حركة “حماس” حصلت على معلومات حساسة ودقيقة للغاية من تعقّب المجموعة التي نفّذت عملية الاغتيال، بعد حصولها على الخيط الأول من محاولة تفجير موكب الحمد الله، مشيراً إلى أن أجهزة “حماس” الأمنية لا تزال تُجري التحقيقات وتلاحق ثلاثة أشخاص آخرين لهم علاقة أيضاً.

وأوضح أن الخيوط التي توصّلت إليها أجهزة “حماس” الأمنية “خطيرة”، وتؤكّد تورّط شخصيات فلسطينية “كبيرة ومرموقة” بالضفة الغربية المحتلة في حادثة التفجير، وأن ما نفّذه أبو خوصة كان بتوجيه وأمر مباشر منهم؛ وذلك بهدف خلط الأوراق السياسية والضغط على “حماس” والعودة إلى مربّع الاقتتال الداخلي.

وأضاف المسؤول ذاته أن “حماس” قد تكون توصّلت إلى أن مسؤولين سابقين وحاليين في جهاز أمني فلسطيني برام الله يقفون خلف محاولة اغتيال الحمد الله، لكنها ترفض الإعلان عن الأسماء التي حصلت عليها من خلال التحقيق مع المشتبهين الذين ألقت القبض عليهم خلال الساعات الأخيرة حتى اكتمال الحلقة المفقودة.

وكشف أن حركة “حماس” حصلت على معلومات هامة ودقيقة للغاية، وأنها أبلغت الفصائل بأسماء تلك الشخصيات المتورّطة، لكنها اشترطت عليهم عدم كشفها عبر وسائل الإعلام، مشيراً إلى أن الحركة لا تريد أن تتسرّع بفضح خيوط المؤامرة، وأنها ستستخدم ما حصلت عليه من معلومات “كورقة للضغط على الرئيس عباس للتراجع عن اتهاماته الأخيرة، واستئناف المصالحة، وإلا فسيتم كشف المستور وبالأسماء”.

وذكر أن “حماس لن تنتظر طويلاً، وقد تمهل الرئيس عباس وحركة فتح مهلة قصيرة للاتفاق حول الخروج من قضية اغتيال الحمد الله بأقلّ الأضرار، ومحاولة العودة لسكّة المصالحة، ورفع العقوبات التي فرضها الرئيس الفلسطيني مؤخّراً على القطاع، وهدّد باتخاذ عقوبات جديدة خلال الفترة المقبلة”.

اما طلال أبو ظريفة، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، (الذي حضر اجتماع الفصائل مع حركة حماس) قد أكّد في تصريحات صحفية أن “حماس” أطلعت الفصائل على العملية الأمنية المتعلّقة بقضية محاولة اغتيال الحمد الله.

وقال: “حماس أبلغتنا ببعض تفاصيل العملية الأمنيّة التي جرت بغزة، وأن أبو خوصة هو المدبّر الرئيسي للعملية، إضافة لآخرين متورّطين تم القبض عليهم على خلفيّة الحادثة، وأن التحقيقات لا تزال مستمرّة”.

أبو ظريفة رفض بشكل قاطع الإفصاح عن تفاصيل إضافية حول اجتماع الفصائل بحماس والكشف عن الجهة المتورّطة بالحادثة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى