أمريكا تعاقب العالم دفاعاً عن إسرائيل

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكثر ولاء لإسرائيل من نتنياهو! فمنذ وصوله إلى البيت الأبيض وهو ينفّذ ما تطلبه منه تل ابيب بإخلاص وعنجهية وتحدّ سافر للعرب والمسلمين ودول وشعوب العالم المحبة للسلام التي ترفض الاحتلال والممارسات العنصرية الاسرائيلية ضدّ الشعب الفلسطيني.

ترامب وإدارته وصلوا إلى حدّ من الصفاقة الغير مسبوقة في تعاملهم مع دول العالم، وفي تحيّزهم ضدّ كل ما هو فلسطيني؛ فقد ذكرت  مجلة ” فورين بوليسي ” أن نيكي هيلي ممثلة الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة وطاقمها قد تقدّموا بمذكرة لحكومتهم، مكوّنة من 53 صفحة عنوانها ” سياسة المساعدات الأمريكية أمريكا أولا ” تشمل اقتراحات بقطع المساعدات الأمريكية عن الدول التي لا تدعم سياسات أمريكا في الأمم المتحدة، وخاصة تلك التي تصوت ضدّ إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة والمحافل الدولية.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد تبنّت قرارا بتاريخ 21-12-2017 رفض قرار ترامب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل؛ ودعا الدول الأعضاء إلى عدم اتّخاذها مقرّا لبعثاتها الدبلوماسية؛ فقد صوّتت 128 دولة لصالح القرار، فيما صوتت سبع دول ضدّه، وامتنعت 40 دولة عن التصويت، وكان نجاح القرار صفعة مدوّية لترامب وإدارته؛ لكن هيلي لم تتعلّم الدرس، ولم تفهم أن كرامة شعوب العالم لا تباع ولا تشترى، وما زالت تعتقد أن بإمكان أمريكا فرض إرادتها وسياساتها على المجتمع الدولي من خلال التهديد والوعيد وفرض العقوبات الاقتصادية.

نيكي هيلي هي إحدى تلميذات مدرسة دونالد ترامب السياسيّة العنصريّة؛ فتشابيهها ومقارناتها وتصريحاتها تتسم بالضحالة، ومليئة بالمغالطات، ولا تخفي ولاءها لإسرائيل وحماسها في الدفاع عنها؛ لقد قالت بعد استلامها منصبها مباشرة ” أنأ أرتدي حذاء كعب عال ليس من أجل الموضة ولكن لركل أيّ شخص يوجّه انتقادا خاطئا لإسرائيل.” والقت كلمة أمام مؤتمر لجنة الشؤون العامّة الأمريكية الإسرائيلية ” إيباك ” الذي عقد في نيويورك قبل أسبوعين قالت فيها ” لن ننسى هذا التصويت كما قلت حينها: في هذا التصويت نحن نسجّل الأسماء .” مشيرة بذلك إلى نواياها هي ورئيسها على معاقبة الدول التي صوتت ضدّ تهويد القدس.

ما تريد هايلي وطاقمها تحقيقه في المنظمة الدولية هو جزء من رغبة ترامب بمراجعة المساعدات الأمريكية للدول الأجنبية وربطها بدخول بيت الطاعة الأمريكي والتصويت إلى جانب الولايات المتحدة في الأمم المتحدة ودعم قراراتها المتعلقة بإسرائيل ومسائل الشرق الأوسط؛ مذكرة هيلي تطاب بقطع المساعدات عن ما يزيد عن أربعين دولة من دول العالم الثالث، لكنها تبقي المساعدات للدول الداعمة  للسياسة الأمريكية واسرائيل، ومن ضمنها بعض الدول العربية .. التي تصوّت ضدّ اسرائيل في الأمم المتحدة ..  لأن هذه الدول تخدم سياسات الولايات المتحدة وأمن إسرائيل !

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى