فيما تشتعل الحرب بين النصرة وفيلق الرحمان .. جيش الاسلام يذعن للمطالب الروسية
أكد المتحدث باسم “جيش الإسلام” حمزة بيرقدار لفضائية”RT” الروسية التوصل لاتفاق مع روسيا لإجلاء الجرحى من الغوطة الشرقية للعلاج.
وقال “جيش الإسلام”، إنه جرى التوصل مع روسيا عبر الأمم المتحدة للاتفاق.
وأضاف بيرقدار في رد على سؤال عن إمكانية حدوث اتفاقات جديدة مع الطرف الروسي :” هذا الأمر يتوقف على مدى جدية تطبيقهم للاتفاق”.
وجاء في كلام “جيش الإسلام”: “خلصنا إلى القيام بعملية إجلاء المصابين على دفعات للعلاج خارج الغوطة نظرا لظروف الحرب ومنع ادخال الأدوية منذ ست سنوات”.
وأعلن المركز الروسي للمصالحة في وقت سابق اليوم، أن حرب شوارع اندلعت في الغوطة الشرقية بعد مطالب بانفصال “فيلق الرحمن” عن “جبهة النصرة”.
وكان المتحدث باسم مركز المصالحة اللواء فلاديمير زولوتوخين، قد صرح في وقت سابق بأن ممثلي المركز عقدوا لقاء مع قيادة تنظيم “فيلق الرحمن” حيث طلبوا من عناصره النأي بالنفس عن مسلحي تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابية.
ويشار بهذا الخصوص ان التنظيمات الارهابية في الغوطة الشرقية قد باتت محاصرة في ثلاث مناطق منفصلة، الأولى: مدينة دوما وبلدة الريحان، الثانية: مدينة حرستا، والمنطقة الثالثة تضم مدينة عربين وبلدات زملكا وسقبا وحمورية وحزة وعين ترما وجسرين وكفر بطنا وحي جوبر.
وكان الجيش السوري قد تمكن من تطويق التنظيمات الارهابية في مدينة حرستا بشكل الكامل وعزل “حرستا” عن مدينة دوما وبلدة الريحان وذلك بعد التقاء القوات المتقدمة من مواقعها في “كازية الكيلاني” الواقعة على اوتوستراد “دوما _حرستا ” بالقوات المرابطة في محيط ادارة المركبات جنوب حرستا في الغوطة الشرقية لدمشق.
ويوم امس شطر الجيش السوري مناطق تواجد الارهابيين في الغوطة الشرقية لدمشق إلى قسمين جنوبي وشمالي وذلك بعد التقاء قوات الجيش المتقدمة من بلدة مسرابا باتجاه قرية مديرا، بقوات الجيش المتمركزة في إدارة المركبات في مدينة حرستا، عقب السيطرة الكاملة على قرية مديرا.
جدير بالذكر ان دفاعات الجماعات المسلحة الموجودة في الغوطة الشرقية وتحصيناتها التي أعدّتها طيلة السنوات السبع الماضية قد تهاوت خلال وقت قياسي، ذلك لان سرعة تقدم الجيش السوري وسيطرته على بلدات ومناطق الغوطة كان المشهد الميداني لما يجري على هذه الجبهة ذات الموقع الجغرافي الاستراتيجي منذ بدء العملية العسكرية قبل فترة وجيزة.
وقد شرح قائد ميداني في الجيش السوري لوكالة “سبوتنيك” الروسية مجريات العملية العسكرية التي يشنها الجيش في الغوطة الشرقية وخريطة السيطرة التي رسمها خلال تقدمه نحو عمق معاقل التنظيمات التكفيرية هناك وقال إن: “الجيش السوري قد كسر كل التوقعات، إذ لم يكن أحد يتوقع أن يحدث هذا التهاوي الكبير بهذه السرعة والسهولة، كما أن قواته لم تخسر أي موقع جغرافي قد كسبته خلال الأيام الماضية في الغوطة وسط انهيارات بالجملة للتنظيمات التكفيرية، فخسارتها لبلدة الشيفونية شكلت ضربةً قاسمة للإرهابيين كما كانت مفتاح الوصول إلى مسرابا ومديرا ومن ثم إلى مشارف مبنى إدارة المركبات، حيث التقت القوات المهاجمة مع القوات المتمركزة فيه وتم قسم الغوطة لشطرين”.
وأكد المصدر العسكري أن “هذا الالتقاء سيشكل بداية نهاية التنظيمات الإرهابية في الغوطة، حيث ستفصل قوات الجيش بين التجمع الأساسي لتلك التنظيمات وخزانها البشري وأمكنة تواجد مستودعاتها وأسلحتها وبين قاعدة انطلاقها في هجماتها التي شنتها خلال السنوات السبع في البلدات القريبة من أحياء العاصمة مثل حرستا وعين ترما وبالتالي سيكون فصل الغوطة لقسمين كفصل الرأس عن الجسد”.
ولطالما تحدثت تنسيقيات الجماعات التكفيرية عن تحصينات متينة وخنادق وشبكات أنفاق كثيرة لها تستطيع إفشال أية هجمة قد يشنها الجيش السوري على مواقعهم، إلا أن الصعوبة كانت فقط في خرق خطوط دفاعاتهم الأولى حيث كانت المرحلة الحساسة من عمر العملية العسكرية، حسب حديث المصدر الحكومي ذاته، الذي أضاف لـ”سبوتنيك” قائلاً أن “الجماعات الإرهابية يعتمدون في خطوط دفاعهم الخلفية على الممرات المائية الكثيرة التي تعيق تقدم سلاح المدرعات كما المشاة إلا أن الجيش السوري قد عمد إلى وضع الجسور الحديدية في كل منطقة يستعيدها بشكل فوري، الأمر الذي يسمح بعبور المدرعات ومساندتها للمشاة المقاتلين الذين يقتحمون معاقل الإرهابيين ويقومون بتطهير كل منطقة منهم”.
وأشار القائد العسكري ذاته إلى أن “قوات الجيش لم تصل حتى الآن إلى البقع الجغرافية التي حفر المسلحون الأنفاق تحتها، حيث ستكون هناك معركة كبيرة جداً، والجيش يعلم بشكل جيد ما تنويه الجماعات الإرهابية، إذ إنها تحاول سحب الجيش من معارك المزارع إلى أخرى في الشوارع الكبيرة، أي أنها تظن نفسها أنها ستقوم بإغراق الجيش في حرب شوارع طويلة ومكلفة كما فعلت في معركة أحياء شرق حلب حين حاولت جر قوات الجيش إلى داخل تلك الأحياء وذات السيناريو في تدمر أيضاً ودير الزور وفشلت كل خططها كما ستفشل في معركة الغوطة الشرقية فالقادة الميدانيون باتوا على خبرة كبيرة بهذا السيناريو الحربي وأعدوا الخططَ اللازمة لاقتحام معاقل الإرهابيين في حرستا ودوما وباقي المناطق ذات التجمع العمراني كما أعدوا السلاح اللازم لمثل هذه المعركة فهم مصرون على كسب معركة الغوطة بكافة احتمالاتها الميدانية حتى وإن تأخر ذلك لبعض الوقت بسبب حرب المدن والشوارع الآتية”.