اصدارات جديدة .. دعوة إلى الزمن الجميل

حين تتبدد الأشياء الجميلة، وتمضي بنا السنون على عجل، هل نستطيع إعادة الزمن إلى الوراء والقبض على إحساسنا اللحظي به؟ هذا السؤال تطرحه رواية “عودة إلى الزمن الجميل” للروائي السعودي عمر حسين سراج (الدار العربية للعلوم ناشرون، 2017)، وتحاول الإجابة عنه من خلال تحريك الذاكرة والخيال وتجاوز التعاطي مع الماضي الجميل ككتلة ممتلئة ومنتهية، بل النظر إليه في حركته وتواصله واستمراريته، ذلك أن أصعب لحظة نفسية يمكن أن يتعرض لها الإنسان، بعد تأرجح ذاكرته، وحنينه إلى زمنٍ آفل؛ هو التوقف عند اللحظة الفعلية (الآن)، فهي لحظة تجمع النقيضين، فالماضي يتلاشى في الآن والمستقبل يولد في الآن، والزمن الجميل هو لحظتنا الحاضرة التي نعيشها الآن.

– عبر منظومة الجدل هذه يجري السرد ويستدعي شخصيات ستينية عاشت الزمن الجميل ونجحت في الحياة ولكنها بقيت تحمل أحلاماً لم تتحقق بعد وربما تحتاج زمناً آخر لتحقيقها وهؤلاء الذين تحيل إليهم الرواية هم أعضاء في نادي هليوبوليس الرياضي بمصر الجديدة، أولى هذه الشخصيات: الدكتور فهمي فودة/أستاذ علم الحشرات ومُطلع على مجال الطب النفسي. وثاني هذه الشخصيات: زينب الدرملي، زوجة فهمي فودة،؛ عملت في إحدى شركات الأدوية الاستثمارية قبل التقاعد، وثالث الشخصيات: سعد الشواربي؛ الثري والعاطل عن العمل بالوراثة، متزوج من أميرة أبو الفتوح التي تشاركه في الكثير من الصفات، ومن أهمها الميل للكسل والجنوح للراحة. وآخر عضوين في شلة الستين هما فريد صاحب مكتب للمحاماة، أو بيتر كما يحلو للجميع مناداته، وزوجته روز غبريـال سيدة البيت التي اكتفت بخدمة زوجها وابنها الوحيد سامي خلال عمل زوجها في إمارة أبو ظبي، وقبل أن يقرر العودة إلى القاهرة.

هؤلاء الستة سيخضعهم الدكتور فهمي فودة إلى تجربة يريد من خلالها معرفة العلاقة بين العقل والبدن، ويفعل ذلك من خلال دعوتهم جميعاً لقضاء أسبوع كامل في دار صغيرةٍ مطلّةٍ على النيل، وقريبة من ضريح الآغا خان في مدينة أسوان التي هي أهم مدن النوبة، والبوابة التاريخية لمصر. وأما عن قواعد التجربة فتتأسس على نظام خاص يتعهد الجميع بتنفيذه، وهو أن يتصرفوا وكأنهم في الزمن الجميل، فيعودون بإرادتهم لعيشه نفسياً، بجديةٍ ومصداقيةٍ تامّةٍ، ليروا ما سيحدث بأبدانهم، في حال عاشوا كما وكأنهم في عام 1967، وبما يمكّنهم من الإجابة عن التساؤل الرئيسي لهذه التجربة ألا وهو: هل إذا عدنا بعقولنا إلى مرحلة الزمن الجميل، سيظهر على أجسامنا أثر هذه العودة؟

إلى أي مدى سينجح أعضاء شلة الستين في عيش أجواء الزمن الجميل والعودة به إلى زمننا الحاضر.. هذا ما ستكشف عنه هذه الرواية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى