المناورات العسكرية الصهيوامريكية الكبرى شمال فلسطين المحتلة

 

يقول بعض الخبراء عندما تلجا بعض الدول إلى المناورات في بيئة غير مستقرة فهذا يعني أن هناك عدو افتراضي وأنها اتخذت قرار الحرب وعندما توجه رسائل التطمينات إلى دول محددة فهي تحتمل التأويل , فإما تحاول تحييدها مرحليا , وإما تتعمد تضليلها , وفي كلا الحالتين الهدف الاستراتيجي واحد وهو توجيه الضربة العسكرية في اللحظة المناسبة .

لذلك فان مسلسل المناورات الصهيونية سواء كانت للوحدات العسكرية الصهيوامريكية أو لجيش عصابات المستوطنين في الجبهة الداخلية فهي وجهين لعملة واحدة لاختبار جاهزية قوات الاحتلال في مواجهة اي حرب افتراضية سواء من الجبهة الشمالية مع لبنان وسورية او من جبهة الجنوب في قطاع غزة واستهداف عمق الكيان الصهيوني بأعداد كبيرة من الصواريخ وربما من طائرات للمقاومة قد تستهدف مواقع عسكرية وأمنية او صناعية كيماوية وعسكرية او اقتصادية ومنصات بترولية عائمة وتجمعات استيطانية وغيرها وخاصة بعدما فشلت المنظومات الصاروخية الصهيوامريكية بالتصدي لصواريخ المقاومة التي ستصل لعمق الكيان الصهيوني المحتل .

لكن هذه المناورات العسكرية الصهيوامريكية الاخيرة الكبرى والتي لم يشهد الكيان الصهيوني مثلا لها منذ عشرين عاما والتي ستشارك بها مختلف صنوف الاسلحة البرية والبحرية والجوية والتي تم اختيار مسرحها وميدانها شمال فلسطين المحتلة في المناطق الجليلية على الحدود اللبنانية الفلسطينية او في الجولان العربي السوري المحتل تعتبر المناورات الأضخم والأوسع والتي ستحاكي حرب مع مقاتلي حزب الله على جبهتي سوريا ولبنان او جبهة قطاع غزة وهدفها الأساسي المعلن والمزعوم هو الحفاظ على أمن “الكيان الصهيوني المصطنع في فلسطين المحتلة” بالإضافة لمحاكاة سيناريوهات الحرب المقبلة مع محور المقاومة  وخاصة بعد الانتصارات الكبرى التي شهدتها معظم الجغرافية في سورية والتي لم ولن تكن الغوطة الشرقية القريبة من العاصمة السورية دمشق اخرها .

لذلك فان هذه المناورة الصهيوامريكية الكبرى تحمل في طياتها رسائل داخلية وخارجية بعد الانتصارات الكبرى على العصابات الوهابية التكفيرية على معظم الجغرافية السورية ودحرها وخاصة بعد اسقاط اكثر من طائرة صهيونية معادية وفي مقدمتها ال ف16 في عمق الاراضي الفلسطينية المحتلة بصواريخ سورية وصلت للجليل وما بعد الجليل مما ارعب قطعان المستوطنين وقياداتهم التي تسعى اليوم من خلال هذه المناورات العسكرية المشتركة الكبرى استعراض قوتها لتوجه عدة رسال للداخل الصهيوني بشكل خاص ولسورية وحلفائها الروس والايرانيين والمقاومة في لبنان وفلسطين بشل عام من اهمها :

– استعادة شيء من الثقة المفقودة والمعنويات المنهارة لقطعان المستوطنين بجيشهم المزعوم الذي لا يقهر لطمأنتهم بان هذا الجيش قادر على مواجهة صواريخ محور المقاومة على عدة جبهات في حال وقوع الحرب بالتعاون مع حلفائه في الادارة الامريكية .

– اما الرسالة الصهيونية الثانية فهي تؤكد على اهمية العلاقة الاستراتيجية الصهيوامريكية وخاصة بعدما تعمدت الادارة الامريكية نشر منظومات صاروخية امريكية مضادة للصواريخ لحماية امن الكيان الصهيوني في حال وقوع أي حرب في المستقبل .

– اما الرسالة الخارجية المهمة فهي موجهة للروس والإيرانيين والاقليم بشكل عام وللمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والمقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله ولسورية وايران بشكل خاص وتحذرهما من أن اعلان الحرب على الكيان الصهيوني سيكون اعلان حرب على الولايات المتحدة التي تعتبر ” اسرائيل ” جزء لا يتجزأ من الامن القومي الامريكي .

اما الرسالة الاخيرة فقد جاءت في سياق الاوضاع المتوترة جداً التي تشهدها المنطقة بشكل عام وسورية بشكل خاص بعد خطاب الرئيس الروسي بوتين الذي وجه رسائل قوية للإدارة الامريكية وحلفائها في الحلف الاطلسي اكد من خلالها ان روسيا اليوم اصبحت قطبا عالميا ولم ولن تسمح بالعدوان عليها او على حلفائها وخاصة بعد التهديدات الامريكية باستخدام السلاح الكيماوي المحدود اذا هدد الروس وحلفائهم المصالح الامريكية في المنطقة وقد ترافق هذا الخطاب الروسي القوي مع قرار القيادة السورية بحسم المعركة في غوطة دمشق مما ارعب الادارة الامريكية وشركائها مجرمي الحرب الصهاينة وحلفائهم بالغرب وخاصة بعد الانتصارات المتسارعة للجيش العربي السوري وحلفائه الروس ومحور المقاومة التي قطعت الطريق على المخططات العسكرية الصهيوامريكية التي حاولوا الدخول الى الغوطة عن طريق البادية من التنف لقطع الطريق على سورية وحلفائها مت تحرير الغوطة واستعادتها لحضن الوطن لكنهم فشلوا وانهزموا بهزيمة عصاباتهم الوهابية التكفيرية واصبح ثلثي الغوطة حتى هذه اللحظات بيد الجيش العربي السوري وحلفائه فتعمد العدو الصهيوامريكي بهذه المناورات العسكرية الكبرى شمال فلسطين المحتلة استعراض القوة من خلال الإجراءات والتحركات العسكرية التي لم تشهد فلسطين المحتلة مثيلا لها وارسال رسالة قوية للقيادة السورية المنتصرة وحلفائها الروس والايرانيين وقوى المقاومة في لبنان وفلسطين تقول بصريح العبارة ” لو فكرتم بأي تحرك عسكري ضد الكيان الصهيوني فلن يكون لوحده في الحرب وسيكون الجيش الأمريكي لكم بالمرصاد الى جانب ” اسرائيل “.

وبالرغم من سياسة التهديد والوعيد للقيادات الصهيونية العسكرية والسياسية والامنية تعمد البعض من هذه القيادات اطلاق بعض رسائل التهدئة التي تؤكد ان الجيش الصهيوني لن يتجاوز حدود المناورة فقط شمال فلسطين المحتلة .

وانطلاقا من هذه المعادلة الصعبة تعمدت القيادات الصهيونية الاستفادة من دروس الهزيمة في عدوان تموز على المقاومة في لبنان والحروب العدوانية على قطاع غزة الصامد بالإضافة لانتصارات الجيش العربي السوري وحلفائه بعد سبع سنوات من الحرب الكونية على تحالف الشر الغربي بقيادة العدو الصهيوامريكي وعصاباتهم الذي يحاول في هذه المرحلة إضافة استراتيجية جديدة للعقيدة العسكرية الصهيونية تسعى من خلالها لترويض التجمع العسكري الاستيطاني الصهيوني في المستعمرات المحتلة  للعيش في أجواء الحرب المفترضة بعد أن سقطت نظرية المعركة على ارض الخصم في الحروب السابقة ضد العرب والتي اثبت بشكل علمي وعملي انكشاف الجغرافيا العسكرية للداخل الصهيوني  لصواريخ المقاومة ومحورها وشكلن نقطة ضعف يدركها العدو قبل الصديق .

لهذا السبب تسعى سلطات الاحتلال الصهيوني قراءة دروس الهزيمة ومحاكاة المتغيرات والمستجدات في الحروب المقبلة وفي مقدمتها مشاركة قطاعات المستوطنين على امتداد الكيان الصهيوني الى جانب المناورات العسكرية المشتركة بين جيش الاحتلال والجيش الامريكي .

وفي الحقيقة تتسم هذه المناورة الصهيونية الكبرى بأهمية مميزة في ظل حالة الرعب الصهيوني وخاصة بعد التهديدات المتبادلة بين القيادات الصهيونية والقيادة السورية والرسائل القوية بين الروس والادارة الامريكية  والتهديدات للجمهورية الاسلامية الايرانية .

وقد أكد العديد من الخبراء المحللين العسكريين المتخصصين بشؤون المنطقة أن أي حرب عدوانية صهيونية على سورية أو على المقاومة في لبنان او قطاع غزة ستكون مختلفة بعد اعلن محور المقاومة ان أي عدوان صهيوني يستهد أي طرف من اطراف محور المقاومة ستتكامل الجبهات بالرد القوي والغير مسبوق على العدوان الصهيوني على امتداد الاراضي الفلسطينية المحتلة التي ستشهد وابلا من الصواريخ الذي سيغرق مجرمي الحرب الصهاينة في شر عدوانهم وقد تكون بداية النهاية لهذا الكيان واستئصال الغدة السرطانية من قلب الامة والى الابد.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى