الصحافة الاسرائيلية تكشف عن اسماء وتكتيكات القادة الفتحاويين المتناحرين على خلافة عباس المرشح قريباً للغياب
توسعت الصحافة الإسرائيلية لليوم الثاني على التوالي في الحديث باستفاضة عن مستقبل السلطة الفلسطينية في اليوم التالي للغياب المتوقع لرئيسها محمود عباس، في ظل ما يشاع عن مرضه وتدهور صحته.
فقد ذكر بنحاس عنبري المستشرق الإسرائيلي أن الحديث عن خلافة عباس من شأنه أن يزيد التوتر والضغط داخل قيادة حركة فتح، زاعما أنها تعيش حالة من البلبلة، لأنه من غير الواضح لها حقيقة أن عباس سيتنحى فعلا أم لا، ومع ذلك فإن قادة المجموعات المسلحة التابعة لفتح في مختلف مناطق الضفة الغربية بدأوا بالتسلح والتنظيم.
وأضاف في مقاله بصحيفة معاريف، أن الأجواء السائدة داخل بعض أوساط قادة حركة فتح تشير إلى ضرورة أن يكون وريث عباس من مواليد الضفة الغربية، وليس قادما من الخارج، ولعل ما يزيد حالة الاستقطاب داخل قيادة الحركة عدم وجود منظومة سياسية إدارية متفق عليه تنظم مسألة الوراثة، ما يزيد حدة الاحتقان داخل الحركة، ويدفع قادتها في الضفة لأخذ زمام المبادرة بأيديهم، كل في منطقته.
وأشار إلى أنه في حين يقوم جبريل الرجوب بتحشيد مدينة الخليل جنوب الضفة خلفه، فإن محمود العالول يقوم في نابلس شمال الضفة بالعمل ذاته، في حين أن مدينة جنين لم يعد لها صلة بالقيادة المقيمة في رام الله، وتتمتع حركة فتح هناك بحالة من الحكم الذاتي.
ورغم أن اللواء ماجد فرج رئيس جهاز المخابرات العامة يعتبر من الأسماء المرشحة لخلافة عباس في ظل ما يحظى به من دعم دولي، كونه يقود عملية التنسيق الأمني مع إسرائيل، فإن الفلسطينيين ينظرون إليه كعميل لإسرائيل، ولكن في حال لم تستطع موازين القوى التنظيمية داخل الحركة حسم الخلافة لأي منها، فقد يقدم فرج على إحداث الفراغ من خلال انقلاب داخلي.
يبقى هناك محمد دحلان الذي ينضم لقائمة المتنافسين لخلافة عباس، ومعه المسلحون بمخيمات اللاجئين في الضفة، حيث أنفق الكثير من الأموال فيها، وخاض مؤيدوه معارك دامية مع رجال الأمن الفلسطيني، انتهت دون حسمها لصالح أي من الطرفين.
آساف غيبور الكاتب بصحيفة مكور ريشون قال إن الفلسطينيين بدأوا يستعدون لليوم التالي لاختفاء عباس عن المشهد في ظل ما يعانيه من مرض وتعب، وتقدمه في السن الآخذ بالتسارع، ورغم أنه كان يطمح في أن يسجل اسمه في خانة الزعيم الذي أقام الدولة الفلسطينية، فإن حلمه لن يتحقق على ما يبدو.
وأضاف في مقاله أن من تابع خطاب عباس الأخير في الأمم المتحدة لا بد أن يلحظ تطورات شخصية على مظهره العام، فقد بدت الكلمات ملتصقة بين شفتيه، ولم يستخدم لغة جسده كما جرت عادته، يحرك يديه ويرفعهما.
وأوضح أن من يعتقد بأن عباس رغم تقدم سنه سيقدم تنازلات جوهرية لتمرير صفقة القرن فهو مخطئ، لأنه لا يريد أن يذكر اسمه في التاريخ كمن أقدم على هذه التنازلات، ولذلك لا يبدي جزعا من مواجهة إدارة الرئيس دونالد ترامب، ولا يتأثر بالضغوط التي تمارس عليه من الزعماء العرب.
وختم بالقول: “في ظل كل ذلك، فإن شهر ايار القادم سيشهد انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني لاختيار خليفة لعباس، بهدف الحيلولة دون حدوث حالة من الفوضى القيادية داخل السلطة الفلسطينية، بحيث يقف على رأسها عدد من كبار القادة الفلسطينيين يقسمون بينهم المهام والمسؤوليات”.
ومن جانبها قالت صحيفة “هآرتس” ، إن هناك مخاوف إسرائيلية تجاه مستقبل التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية في ظل الأنباء عن تردي الوضع الصحي لرئيس السلطة محمود عباس.
وذكرت الصحيفة العبرية اليوم الأربعاء، أن صحة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (83 عامًا) قد تدهورت خلال الأشهر الأخيرة، وأن معلومات عن صحته وأدائه عرضت ونوقشت على المستوى السياسي والأمني في تل أبيب.
ونوهت إلى أنه على الرغم من أن التنسيق الأمني بين تل أبيب ورام الله “يجري بشكل جيد”، إلا أن تل أبيب تستعد لاحتمال أن يؤدي استمرار التدهور في حالة عباس إلى تسريع حرب الخلافة في السلطة الفلسطينية وتقويض الاستقرار النسبي السائد حاليًا في الضفة الغربية.
وأضافت هآرتس: “إسرائيل قلقة من نشوء عدم استقرار خلال هذه الفترة، أي عندما يتجلى بأن فترة عباس قريبة من نهايتها، وهناك مخاوف بأن يؤثر التوتر الداخلي كثيرًا على مدى ضبط النفس الذي تمارسه أجهزة الأمن الفلسطينية للجم أي هجمات ضد اهداف إسرائيلية”.
وفي ذات السياق، زعمت القناة “20” العبرية، أن عباس سيستقيل من الحياة السياسية في غضون أسابيع قليلة.
وتوقعت القناة العبرية، في تقرير لها نقلت عبره تصريحات عن مسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية، أن يعلن عباس في الأيام القادمة عن وريث لمنصب رئيس حركة فتح ورئيس السلطة.
وادعت بأنه “تم إبلاغ عدد من وسائل الإعلام العربية بذلك”. منوهة إلى أن سبب استقالة عباس تعود إلى تدهور حالته الصحية، ومطالبة الأطباء له بأخذ إجازة والعناية بنفسه.