بشرى الفتياني تؤكد ان أرض السفارة الأمريكية بالقدس تعود لعائلتها

سبعون عامًا من النكبة، لم تنس الفلسطينيين أرضهم وإيمانهم بحتمية العودة إليها. فالشعب الذي يتوارث الحلم والأمل، كما مفاتيح بيوته العتيقة في القدس، في حيفا ويافا وطولكرم ونابلس والناصرة وصفد، يستهل قريبا جيل نكبته الرابع.

في العاصمة السورية دمشق، ولدت ودرست وتعمل الآن بشرى الفتياني، فتاة فلسطينية مقدسية من الجيل الثالث للنكبة. قد يكون الاسم عاديا، فتاة فلسطينية ولدت وتعيش في المهجر، لكن عائلة الفتياني تحديدا هي العائلة التي تعود لها النسبة الأكبر من ملكية الأرض التي من المحتمل أن تكون مكاناً لبناء السفارة الأمريكية في القدس.

ولدت بشرى في دمشق لأبوين فلسطينيين، الأب من القدس والأم من صفد، والفتياني عائلة مقدسية عريقة تقطن منطقة وادي الجوز، لكن منزل والدها يقع داخل الحرم القدسي الشريف.

بقيت العائلة داخل فلسطين بعد نكبة عام 1948 وحتى بعد نكسة عام 1967، إلا من غادر بغية الدراسة والعمل.

والدها محمد شريف الفتياني، كان مدرباً في منظمة التحرير الفلسطينية، اعتقلته السلطات الإسرائيلية عام 1967 وحكمت عليه بالسجن لمدة خمس سنوات، قبل أن يرحّل خارج فلسطين ويستقر به المطاف في دمشق.

وعن معرفتها بقصّة الأرض والمعلومات التي تملكها حول الموضوع، قالت بشرى في تصريح لوكالة “سبوتنيك”: فوجئت منذ فترة وأنا أتصفح المواقع الإخبارية عبر الشبكة، بخبر عن ملكية عائلة الفتياني المقدسية لأرض السفارة الأمريكية المحتملة في القدس المحتلة، صدمت بدايةً وتملكني إحساس بالحزن والقهر.

وأضافت: “سألت والدي عن حقيقة الموضوع، فأكد لي ذلك، وأخبرني أن الأرض كانت معسكرا للجيش البريطاني أثناء الانتداب البريطاني على فلسطين، وبعد عام 1948 استولى الصهاينة على الأرض، وحاولوا طوال سنوات اعتبارها (أملاك غائبين)، بمعنى أنها تعود إلى الفلسطينيين اللاجئين في الخارج، الأمر الذي لم يستطيعوا تحقيقه بسبب وجود الورثة الشرعيين للأرض والذين يمثلهم عن عائلتنا الآن داوود الفتياني، الذي يملك وثائق تؤكد ملكية العائلة للأرض. مساحة الأرض الإجمالية 32 ألف متر مربع، تملك عائلة الفتياني منها ما نسبته سبعين بالمئة، فيما تعود الثلاثين بالمئة الباقية لوقف ديني لعائلة الخليلي المقدسية”.

تضيف بشرى أن الأرض مؤجرة للأمريكان منذ أواخر ثمانينات القرن الماضي، لمدّة تسع وتسعين عاماً، وبقيمة دولار واحد فقط للعام. تصمت قليلا وتتابع بألم: “كيف لهم أن يؤجروا أرضاً لا يملكوها؟! أصحاب الأرض موجودون، ويملكون صكوك ملكيتها، وما زالت القضية التي رفعها الورثة قائمة إن كان أمام محاكم الاحتلال وإن كان أمام المحاكم الدولية”.

وبسبب المشاكل حولها، تتوقع بشرى ألا تكون الأرض مكاناً للسفارة الأمريكية المحتملة، بل مبنى القنصلية الأمريكية الحالي، الذي يقع هو الآخر في منطقة تعرف (بالأرض الحرام)، وهي الأرض الواقعة بين أراضي العام 1948 وأراضي العام 1967، بمعنى أن هذا البناء هو أيضاً في مكان مخالف للقوانين، إن كان هناك من قوانين يلتزم بها الكيان الإسرائيلي.

تستذكر بشرى الفتياني بألم عمّتها السبعينية، التي تقيم وحيدةً في منزل أخيها بالقدس المحتلة، والتي تتعرّض لمضايقات سلطات الاحتلال والتي تهددها بإخلاء المنزل والاستيلاء عليه، وهو الأمر الذي تتوقعه بشرى في حال وفاة عمّتها.

الفلسطينية الهوى، المقدسية الروح، والتي لم تزر فلسطين يوماً، ترى حجارة القدس العتيقة مرتسمة في تجاعيد وجه أبيها، ذلك المناضل العتيق. ترى كروم العنب في صفد متلألئة في عيني والدتها.

الآن وبعد سبعين عاماً من نكبة شعبها وتغريبته، ما تزال بشرى مؤمنة بالعودة إلى أرض أبيها وأجدادها، وتناجي في سرها كل صباح:

سنرجع يوماً إلى حيّنا… سنرجع خبرني العندليب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى