فضيحة .. حكام السعودية يغازلون اسرائيل ويهاجمون حركة حماس

لا تزال المملكة السعودية تقود حملة التحريض ضد حركة حماس، في وقت تتعرض فيه الحركة بقطاع غزة لأحنك الظروف الإنسانية والاقتصادية التي غذتها حملات التحريض الأمريكية والإسرائيلية حتى وصلت للتهديد المباشر وتشديد الحصار ووضع قادة الحركة على قائمة “الإرهاب الدولية”.

فقبل أشهر هاجم السفير السعودي في الجزائر سامي بن عبد الله الصالح، حركة حماس ووصفها “بالإرهابية”، ويوم الخميس الماضي صدرت تصريحات جديدة عن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، ضد الحركة ليستكمل بها مشهد التحريض المتصاعد الذي تتبعه الرياض منذ زمن ضد الحركة، ليشعل غضب الفلسطينيين مجددًا، ويضع علامات استفهام كبيرة بخصوص دور السعودية القادم بالمنطقة وخطره على المقاومة وأهداف “صفقة القرن” التي تبنتها رغم غموضها والشكوك التي تحوم حولها.

بالنسبة لحركة حماس ومن خلال التصريحات التي صدرت عن قادتها، فإن الرياض كشفت عن وجهها الحقيقي في التعامل معها، وذلك تماشيًا مع التعليمات الأمريكية والإسرائيلية بسبب علاقتها “القوية” مع قطر التي تحاول مساندة المقاومة ونشل غزة من حصارها وأزماتها بعد تخلي الجميع عنها.

وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قد قال: “وقف تمويل دولة قطر لحركة حماس سمح للحكومة الفلسطينية بالسيطرة على قطاع غزة”، واصفًا حركة حماس بـ”المتطرفة” بعد وصفها بـ”الإرهابية” مؤخرًا، مضيفًا في كلمة له أمام البرلمان الأوروبي ببروكسل في 18 من فبراير الحاليّ: “ما لا ترونه هو الوجه المظلم لقطر، عبر سماحها للمنظمات المتطرفة بجمع الأموال ونشر الكراهية”.

وكان الوزير السعودي قد قال: ” طفح الكيل من سياسات قطر، وعليها وقف دعمها لجماعات كحماس والإخوان “، معتبرًا أن الهدف من قطع العلاقات مع قطر ليس الإضرار بها بل بحركة حماس وجماعة الاخوان.

تحالف عربي ضد حماس

حركة “حماس” سارعت بإصدار بيان رسمي تستنكر فيه استمرار هجوم الجبير والتحريض عليها، ودأبه على وصفها بالمتطرفة، وقالت في بيانها “وصف الجبير لها بالحركة المتطرفة يعد تضليلاً للرأي العام وتشويهًا لمقاومة الشعب الفلسطيني المشروعة، وذلك لا يعكس مزاج الشعب السعودي ولا يتوافق مع مواقف المملكة العربية السعودية المعلنة الداعمة للقضية الفلسطينية”.

وأضافت أن تصريحات الجبير من شأنها تشجيع الاحتلال الإسرائيلي على الاستمرار في ارتكاب مزيد من الجرائم والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني ورموزه وعناوين نضاله، داعيةً لوقف مثل هذه التصريحات المسيئة للمملكة ولمواقفها المساندة للقضية الفلسطينية، ووضع حدّ لهذا التحريض غير المبرر والمخالف للتوجهات العربية والإسلامية والدولية في التعامل مع الحركة.

نايف الرجوب أحد قادة حركة حماس البارزين في الضفة الغربية المحتلة، رفض التعامل مع الهجوم السعودي ضد حركته بـ”الدبلوماسية المتعارف عليها”، مؤكدًا أن “الرياض تجاوزت كل الخطوط الحمراء في عدائها لحركات المقاومة الفلسطينية”.

واتهم الرجوب، السعودية بقيادة تحالف عربي يشمل “الإمارات ومصر والسعودية”، ضد القضية الفلسطينية ومقاومتها لتصفيتهم لصالح الاحتلال، وتماشيًا مع التعليمات الأمريكية لتجهيز المنطقة لـ”صفقة القرن” المنتظرة.

ويعتبر القيادي في حركة حماس أن هجوم الرياض الحاد ضد الحركة، مجرد نفاق للإدارة الأمريكية لبقاء حكم الرياض قائمًا، قائلًا: “للأسف، الرياض تهرول نحو أمريكا و”إسرائيل” بشكل متسارع حتى يحافظ النظام الحاكم هناك على بقائه، وتعمل على خطب الود الأمريكي على حساب القضايا العربية والإسلامية وعلى رأسها الفلسطينية”.

ويشير أن الرياض ومن خلال حملات التحريض ضد المقاومة والهجوم على باقي الفصائل الفلسطينية، مهدت الطريق للإدارة الأمريكية التي يترأسها دونالد ترامب، لترتيب المنطقة وفق أجندتهم الخاصة بما يتعارض مع المصالح الفلسطينية ويهدد القضية.

ورغم الغضب الفلسطيني من القرار الأمريكي إزاء القدس واعتبار السلطة الفلسطينية أن واشنطن وسيط غير نزيه، دافع الوزير السعودي قبل أيام في تصريحات لصحيفة فرنسية عن أمريكا واعتبرها وسيطًا نزيهًا في مفاوضات عملية السلام.

ولم تنحصر هذه المواقف بالوزير، بل انتقلت إلى صحيفة الوطن السعودية التي وصفت الحركة في نوفمبر الماضي بالإرهابية، وقالت في خبر عن حضور وفد من قيادة حركة حماس مراسم تنصيب الرئيس الإيراني حسن روحاني: “تعد حماس مجموعة إرهابية حسب تصنيف كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي”.

حجر الرحى

قراءة المشهد السياسي الحاصل وتطور علاقات حركة حماس مع الدول العربية وخاصة السعودية، دفع بالمحليين السياسيين إلى التحذير من الخطر القادم على القضية الفلسطينية والمقاومة وخاصة في غزة، والدور العربي المشارك بالحصار.

وقال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور فايز أبو شمالة: “تصريحات وزير الخارجية السعودي ضد حركات المقاومة الفلسطينية واتهامها بالإرهاب، قدم فيها أكبر هدية للعدو الإسرائيلي الذي لا يرى خطرًا حقيقًا محدقًا به غير المقاومة”.

وأضاف أبو شمالة، أن الرياض أصبحت “حجر الرحى” للسياسة الأمريكية في المنطقة وباتت المدخل السهل لتمرير مخططاتها بما في ذلك “صفقة القرن” التي ستتحمل السعودية مسؤولية تمويلها ماليًا.

رأى المحلل السياسي والمقرب من حركة حماس إياد القرا، أن تصريحات الجبير ضد الحركة جاءت عربونا يُقدم للإدارة الأمريكية لتحسين العلاقات معها، والتودد للجانب “الإسرائيلي”، حيث تطمح الرياض في القفز على قضية “التطبيع” بعلاقات أكبر من ذلك.

ويضف المحلل السياسي “تصريحات الجبير تضع مبررًا من عدم دعم الرياض للمقاومة، وتصعيده ضدها كأنه يقدم البراءة من ذلك، ويبرر الحصار المفروض على قطاع غزة وسكانه الذي تقوم فيه السعودية بدور الصامت الموافق على بقائه”.

ويشير إلى أن نهج الرياض في اتهام حركة حماس والضغط عليها ومحاربة المقاومة، ينسجم تمامًا مع سياسة جاريد كوشنير، صهر دونالد ترامب، وتتماشى مع تصريحات جيسي جرينبلات المبعوث الأمريكي الذي اتهم حركة حماس قبل يومين بالإرهاب ومحاصرة سكان غزة، معتبرًا أن تلك تصريحات “تدق ناقوس الخطر وتعكس حالة التمزق العربي القائمة”.

ولم يستبعد القرا أن تكون اتهامات الجبير الجديدة لحماس، جزءًا من “صفقة القرن” القائمة على تصفية القضية الفلسطينية وتعارضها الحركة الفلسطينية بكل قوة ووعدت بالتصدي لها، كاشفًا وجود تحالفات عربية لإخضاع الفلسطينيين للموافقة على المطالب الأمريكية والقبول بالصفقة.

ويقول مسؤولون أمريكيون إن الرئيس دونالد ترامب سيكشف قبل منتصف العام المقبل عن خطة لتسوية الصراع الفلسطيني، والرياض تلعب دورًا أساسيًا في توفير الأجواء وتسويقها في المنطقة رغم رفض أصحاب القضية الفلسطينية لها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى