هند رستم فنانة مبدعة نافست فاتن حمامة بالتمثيل وتفوقت في الاغراء

تعتبر الفنانة هند رستم من اشهر واجمل الممثلات المصريات في القرن الماضي، وقد روى الناقد والكاتب الصحفي محمود معروف فى كتابه “روائع النجوم” فقال : أثناء وقوف هند مع مجموعة من البنات أثناء تصوير فيلم للمخرج حسن الإمام، حدثت مشادة بينها وبين مساعد المخرج وقتها عاطف سالم، بسبب ضحكها بصوت عال، فقال لها: “إيه قلة الأدب دي”، لكنها لم تسكت، رغم أنها كانت مجرد كومبارس، فردت عليه: “أهو أنت اللي قليل الأدب، إحنا ولاد ناس مش جايين من الشارع”، وكان هذا الموقف سبباً في إعجاب المخرج حسن رضا بها، الذي حياها على ما فعلته، والذي أصبح زوجها فيما بعد وأنجب منها ابنتها الوحيدة “بسنت”.

يحكي أيضاً الكاتب في موضع آخر حكاية أخرى تكشف عن قوتها، عندما بصقت على وجه أحد العاملين بالوسط الفني اسمه محمد زكي، حاول أن يستخف ظله معها، إلا أنه لم يسكت فحاول التحرش بها في مبنى نقابة الممثلين، فخلعت الحذاء وضربته على وجهه، ثم فر منها هارباً.

وهذه الفنانة الجميلة.. استثنائية في كل شيء، لدرجة أن عباس العقاد، أهم مفكر في التاريخ العربي، طلب مقابلتها كي يجري حواراً معها، ليكون حواراً استثنائياً بين أهم مفكر وفنانة مثل هند رستم، نشرته مجلة “آخر ساعة” عام 1962.

ولأنها هند رستم، وقف عباس العقاد ينتظرها أمام باب شقته، وعندما جاءت قال لها: “لقد التقى الهلال مع النجوم”، ثم وصفها أثناء الحوار بأنها “ملكة التعبير”، وأخبرها بأنها نجمته المفضلة.

هي وفاتن حمامة

لم تحب فاتن حمامة للحظة واحدة، وفي أغلب حواراتها الصحفية كانت تسيء إليها، ففى حوار لها أجرته مع مجلة الجيل عام 1998، أعربت هند عن غضبها من اختيار فاتن حمامة، كأحسن ممثلة مصرية في القرن العشرين، وقالت إنها لا تستحق لقب سيدة الشاشة العربية، وإنها حصلت عليه بمحض الصدفة، وبررت ذلك بأن فاتن حمامة، لم تكن فنانة شاملة تقدم كل الأدوار، وأنها انحصرت فقط في شكل ولون معين لم تخرج عنه.

لم تقف هند رستم عند هذا الحد، بل قالت إنها ليست أقل من فاتن حمامة، وتتحداها أن تقوم بنفس أدوارها التي قامت بها.

سبب اعتزالها

أما عن سبب اعتزال هند رستم عام 1979 وهي في قمة النجومية، فيمكن أن نقول إن السبب هي فاتن حمامة، لكن بشكل غير مباشر؛ فعندما تلقت هند عرضاً للقيام ببطولة مسلسل من إنتاج التليفزيون المصري، طلبت مبلغ خمسة آلاف دولار عند توقيع العقد، وسبعة آلاف جنيه في الحلقة الواحدة، إلا أن المنتج طلب منها أن تخفض أجرها إلى أربعة آلاف أسوة بفاتن حمامة، لكنها أصرت، فرفض المنتج، واعتزلت بعدها هند رستم، في قرار مفاجئ هز كل الأوساط الفنية وقتها، لتتفرغ إلى بيتها وزوجها الأخير الدكتور محمد فياض، ولم تظهر في أي عمل فني بعد ذلك، وقالت فيما بعد في حوارات صحفية، إنها كانت تود أن تهاجر من مصر بلا رجعة بسبب فاتن حمامة، وإنها قررت أن تتفرغ لزوجها الدكتور؛ لأنه في رأيها يحتاج إلى السيدة ناريمان حسين مراد رستم، وليست الفنانة الشهيرة التي يعرفها الناس بـ”هند رستم”، التي تقضي طوال الوقت في بلاتوهات التصوير.

وكان هذا الزوج سبباً رئيسياً في تغيير أفكارها ومبادئها، فبعد أن كانت تقدم أدوار الإغراء بمعلَمة لا ينافسها أحد فيها، رفضت أن تشارك عبد الحليم حافظ في فيلمه “أبي فوق الشجرة”؛ نظراً لوجود بعض المشاهد الساخنة، وغضب منها العندليب وقتها، وقالت فيما بعد إنها كانت تحترم زوجها وبنتها التي كبرت في السن والتي لا يجوز أن ترى أمها في وضع مثل ذلك.

جميلة حتى النهاية

وماتت هند فى 8 آب 2011 عن عمر ناهز 82 عاماً، وحتى في آخر أيامها عندما ظهرت مع الإعلامي المصري محمود سعد، كانت شديدة الجمال، ولم تجن الشيخوخة منها شيئاً، فشعرها الذهبي كان كما هو، وتجاعيد وجهها كانت تحكي فصولاً عن شموخها وكبريائها وذكرياتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى