بين “حانا” الامريكية و”مانا” الروسية ضاعت الحقيقة حول الانتخابات الرئاسية الامريكية

اتهم المحقق الخاص في شأن التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية الرئاسية، روبرت مولر 13 مواطنا روسيا في قضية تدخل موسكو في انتخابات الرئاسة الأمريكية.

اعلن المدعي العام الاميركي المكلف بالتجسس الروسي المحتمل، توجيه الاتهام الى 13 روسيا وثلاثة كيانات روسية، بالتدخل في الانتخابات وبالعملية السياسية الأمريكية.

واوضح روبرت مولر في بيان أن الجميع اتهموا بالتآمر بهدف خداع الولايات المتحدة، كما اتهم ثلاثة بالاختلاس المصرفي، وخمسة آخرون بانتحال صفة.

وأكد مولر أن المتهمين الروس كلفوا بتركيز نشاطهم في ولايات متأرجحة مثل كولورادو وفرجينيا وفلوريدا، معتبرا أن المتهمين الروس نشطوا بعد منتصف عام 2016 لإقناع الناخبين بعدم التصويت.

ويتضح من التحقيق أن الروس المتهمين استخدموا هويات أمريكية مسروقة أو وهمية، واثنان منهم وصلوا الولايات المتحدة عام 2014 لجمع معلومات استخباراتية.

وأكد مولر أن المتهمين كانوا يعملون لدعم مرشح معين في الانتخابات الرئاسية على حساب المرشح الآخر، ولكن التحقيق الذي اجرته وزارة العدل الأمريكية خلص الى أن “نشاطات المتهمين الروس لم تؤثر على نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة”!

من جانبه نفى الكرملين أي علم له بلائحة الاتهام الأمريكية ضد مواطنين روس بشان التدخل في الانتخابات. ووصفت روسيا هذا الاتهام بأنه “هراء”!

وكتبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على حساب الوزارة في فيسبوك أن “13 شخصا تدخلوا في الانتخابات الأمريكية؟ 13 ضد ميزانيات بمليارات الدولارات” لاجهزة الاستخبارات الأمريكية. وتساءلت “هل هذا هراء؟ نعم إنه كذلك”.

وأشارت إلى أن ذلك يعكس “الواقع السياسي الأمريكي الحالي”.

اما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد كرر امس الجمعة التشديد على أن حملته الانتخابية لم تقم باي عمل غير شرعي، وبأنه لم يحصل اي تواطؤ مع موسكو، وذلك بعد ساعات على اعلان توجيه الاتهام في الولايات المتحدة ل13 روسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية عام 2016.

وقال ترامب في تغريدة “بدأت روسيا حملتها المعادية للولايات المتحدة عام 2014 قبل اعلان ترشحي للانتخابات الرئاسية بوقت طويل. ان نتائج الانتخابات الرئاسية لم تتأثر بذلك، وحملة ترامب لم تقم باي عمل غير شرعي- ولا يوجد تواطؤ”.

وقد أبلغ مسؤولون من موقع “فيسبوك” الكونغرس أن نحو 126 مليون مستخدم في الولايات المتحدة، وهو ما يشكل شريحة كبيرة من الناخبين، لربما شاهدوا مواضيع أو منشورات أو غيرها من المحتوى من مصادر روسية.

من جهتها، وجدت “غوغل” أن حسابين تابعين لـ”وكالة البحث على الانترنت” الروسية أنفقا 4700 دولار على إعلانات خلال فترة الانتخابات العام 2016، لكن الإعلانات لم تستهدف أشخاصا يعيشون في ولايات معينة أو لهم ميولا سياسية محددة.

وبحسب المنشورات السابقة لم يجد التحقيق أي دليل يشير إلى أن شبكة التلفزيون الروسية الرسمية “آر تي” قد تلاعبت بمحتوى “يوتيوب” أو انتهكت قوانينه.

وأفاد مصدر مطلع على شهادة “تويتر” أمام الكونغرس أن الخدمة تعرفت على 36746 حسابا “نشرت بشكل آلي محتوى متعلق بالانتخابات” خلال الأشهر الثلاثة التي سبقت الانتخابات حيث بدت مرتبطة بحساب روسي.

ونشرت هذه الحسابات حوالي 1.4 مليون تغريدة آلية مرتبطة بالانتخابات حصلت بمجموعها على 288 مليون رد فعل على شكل تعليقات أو غيرها من أشكال التفاعل من قبل الجمهور.

وتم اكتشاف 18 قناة على موقع يوتيوب “يرجح أنها مرتبطة” بالحملة اذ انها نشرت مقاطع مصورة باللغة الانكليزية يبدو أنها تضمنت لقطات موجهة سياسيا.

وتم نشر 1108 تسجيلات من هذا النوع، ما يعادل 43 ساعة من المحتوى بلغ عدد مشاهداتها 309 ألفا خلال الأشهر الـ18 التي سبقت الانتخابات التي فاز فيها دونالد ترامب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى