لانها فشلت في ترويج الخطاب الامريكي .. اغلاق اذاعة سوا وتطوير فضائية الحرة
كشفت مصادر من داخل قناة الحرة الأميركية أن تغييرات كبيرة ستظهر في الأسابيع المقبلة تشمل كافة المنابر الإعلامية التلفزيونية والإذاعية والإلكترونية التابعة لـ”شبكة الشرق الأوسط للإرسال” التي تتولى إدارة قناة الحرة والحرة العراق وإذاعة “راديو سوا” والمواقع الإلكترونية التابعة أو الرديفة.
وقالت هذه المصادر إن السياسة النشطة التي تمارسها الإدارة الأميركية في الشرق الأوسط باتت تتطلب مواكبة إعلامية لشبكة الحرة المفترض أنها الذراع الإعلامية الناطقة بالعربية للولايات المتحدة.
وكانت واشنطن قد أدركت فشل قناة الحرة في إحداث أثر لدى الجمهور العربي وفق ما كان مأمولا منذ انطلاق الشبكة عام 2004.
وقالت المصادر إن دراسات متخصصة أظهرت إحصاءات هزيلة في نسب المشاهدة على نحو أثار ضجيجا لدى القيمين على الشبكة الإعلامية الأميركية العربية، ما استدعى تعيين الدبلوماسي الأميركي المعروف عربيا ألبرتو فرنانديز على رأس هذه الشبكة، في محاولة لإحداث انقلاب يعيد القناة إلى مستويات مقبولة تنافس بقية الفضائيات العربية والأجنبية الناطقة باللغة العربية.
وقد أفادت أنباء مؤخرا بأن فرنانديز قد قرّر إغلاق إذاعة “راديو سوا”، في أكتوبر المقبل فيما تحدثت أنباء أخرى أن الإذاعة ستتوقف عن البث في شهر سبتمبر المقبل. وفيما أكدت مصادر من داخل الإذاعة بأنه قد تم بالفعل إبلاغ الموظفين بقرار الإغلاق، شاعت لدى بقية موظفي الشبكة مخاوف من إمكانية أن تطالهم إجراءات فرنانديز، خصوصا وأن “راديو سوا” يعتبر حجر الأساس الأول الذي أسس للشبكة العربية بعد اعتداءات 11 سبتمبر.
فقد تأسست الإذاعة في اذار 2002 على مدى 24 ساعة يوميا ولسبعة أيام في الأسبوع. وتعدّ أخبار وبرامج الإذاعة في أستديوهات “راديو سوا” في واشنطن العاصمة، فضلا عن شبكة واسعة من المراسلين في مختلف أنحاء الشرق الأوسط. ويتبع “راديو سوا” لمكتب الإذاعات الدولية الأميركية ويمول من قبل الكونغرس الأميركي.
وتقول مصادر الشبكة إن المدير الجديد يسعى للتركيز على الأولويات الإعلامية التي تخدم السياسة الأميركية، وإن التخلي عن الإذاعة جاء بعد دراسات أظهرت تراجع اهتمام الجمهور بالعروض الإذاعية مقابل تلك التي تبث من خلال الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي.
وتضيف المصادر أن الإدارة الجديدة ستركز على تطوير قناة الحرة والمنابر الإلكترونية الرديفة، فيما ستعمل على توفير الخدمات الصوتية عبر وسائل أخرى بديلة عن المنبر الإذاعي التقليدي.
ويرى متخصصون أن التوجهات الجديدة لإدارة الشبكة الأميركية الناطقة بالعربية لا تخضع لمعايير تقنية فقط، بل إن وجود دبلوماسي أميركي يتقن اللغة العربية وخدم أثناء وجوده في السلك الدبلوماسي في عدد من الدول العربية، يتيح له رؤية الإعلام الأميركي من منظار ميداني مختلف عما يمكن أن تقرره المكاتب في واشنطن.
ويضيف هؤلاء أن فرنانديز أطاح بعدد من المسؤولين الكبار في الشبكة وأعاد ترشيق شبكة المكاتب والمراسلين في العالم وفتح الموقع الإلكتروني لقناة الحرة أمام أعداد جديدة من الكتاب العرب المعروفين، بما ينهي “الغربة” التي كانت تفصل الشبكة عن الواقع والجمهور العربيين. وفي ما عدا قناة الحرة العراق التي لا تزال تحظى بنسب مشاهدة عالية في العراق، فإن قناة الحرة العامة تكاد تكون غائبة عن المشهد الإعلامي العربي.
وتقول مصادر أميركية معنية إن أمر القناة التي يشرف عليها الكونغرس لم يكن أولوية داخل السياسة الأميركية في الشرق الأوسط وإنه تُرك لإدارة بيروقراطية عانت من الركود وفضائح الفساد، وسط غياب أي إرادة بمعالجة الخلل البنيوي الذي غيّب القناة عن الجمهور الواسع الناطق بالعربية، وإن مهمة المدير الجديد ستكون صعبة رغم ما يعد به من تغييرات قادمة.
ويرى المتخصصون في شؤون الإعلام العربي أن القناة الأميركية خسرت المنافسة أمام الفضائيات العربية الكبرى، لكنها أيضا خسرتها أمام القنوات الدولية الناطقة بالعربية، خصوصا أن بعضها قد انطلق بعد سنوات من انطلاق قناة الحرة.