الإجتثـاث بصيغـة الافتـراء

بسم الله الرحمن الرحيم

(وقد خاب من إفترى).. صدق الله العظيم

بعد أن خاب مسعى ألأمريكان والصهاينة ومن والاهم من عملاء ومرتزقة في إجتثاث البعث وإستئصاله ، وعجزوا عن إقصاء هذا الحزب العظيم من ساحات الكفاح والمواجهة ، وبعد فشل محاولاتهم الحثيثة في إنهاء دوره وتأثيره ، بقتل قيادته وعشرات الالاف من أعضائه وأنصاره ومؤيديه ، وإعتقال وتعذيب وملاحقة وحرمان وتهجير الملايين منهم ، وبعد أن بقي هذا الحزب الاصيل شاخصاً في الميدان وفي ساحات النضال داخل العراق والوطن العربي وخارجه يمثل العنوان الأهم في معادلة الصراع مع قوى الاحتلال والعدوان والشر والارهاب والطائفية ، يقوده رجل من أعز الرجال وأتقاهم وأصدقهم وأنقاهم خُلُقاً وسريرة وضميراً وانتماءاً هو الرفيق المجاهد العزيز أبو أحمد عزة إبراهيم أمين عام الحزب ، ومعه ثلة من رجال مؤمنين مناضلين لم تنتكس لهم راية ، ولم يثلم لهم مبدأ ، ولم ينحنِ لهم رأس الا لله الواحد الاحد ، هم سيف من سيوف الحق وراية من رايات الايمان والفضيلة، يبذلون الدماء رخيصة في الشدائد ، ولم تأخذهم يوماً في قول الحق والانتصار له لومة لائم ولو جمع أهل الارض ضدهم جميعا. بهؤلاء الصادقين المضحين المبادرين الشجعان بقي البعث الحركة السياسية الوحيدة التي صمدت وقاومت وإستمرت بعطائها وثباتها على العهد الذي قطعته لشعبها العظيم وأمتها المجيدة ، عهد التمسك بالحقوق والنضال العنيد من أجل إنتزاعها ، وسيبقى البعث كذلك الى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا .

نقول بعد أن فشل هؤلاء الخائبون في قتل البعث وإنهاء دوره وتزوير تاريخه وتشويه صورته وتشويش مواقفه ، لجأوا الى الصفحة الثانية من عملية الإجتثاث ، صفحة (( الأجنحة المتعددة )) ، هذه الصفحة التي كانت سوداء بوجه كل من إرتضى لنفسه في أن يكون جزءاً منها ، وقد سقطت من غير رجعة أمام إرادة البعث وموقف قيادته الصلب الذي لم يعرف المساومة والمهادنة ، وكان مصير من أنخرط في هذه الردة مزبلة التاريخ والى يوم يبعثون ، ولم يكسب هؤلاء البائسون الاّ الْخِزْي والعار الابديين .

لتبدأ معها وبعدها صفحة جديدة من الإجتثاث بعناوين وأغطية متعددة ، أبرزها (( الإفتراء )) وما يحمله من معانٍ خطيرة وأضرار عميقة تدق في وجدان الانسانية ، ولخطورة وشدة أذاها على الفرد والحياة والمجتمع ، فقد ورد ذكرها في القرآن الكريم في عدد من الآيات ومنها قوله تعالى ( إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ ) ، فنفى سبحانه وتعالى عن المفترين صفة الإيمان ، ووصفهم بالكذب والبهتان ، كما ونفى عنهم قيمة الفلاح ووعدهم بالخيبة والخسران في قوله سبحانه ( قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ) ، وقوله تعالى ( وقد خاب من أفترى ) صدق الله العظيم .

هذا تأكيد على شدة الوعيد لمن إفترى وكذب وزوّر ، وعلى قوة الأحكام الإلهية والدنيوية عليه بسبب عِظَمْ هذه الجريمة وخطورتها ، ولما تشتمل عليه من أفعال مشينة وموبقات كبيرة وأضرار خطيرة . فإلإفتراء إضافة إلى إنه محرم شرعاً ، ومنبوذ عرفاً ، وممقوت أدباً وأخلاقاً ، لايلجأ إليه إلا دنيء ، ولا يمارسه إلاّ وضيع ، ولن يسلك طريقه إلاّ من ليس في قلبه رقة ولين ، لديه شرخ في المروءة ، ونقص في الجاه ، وانفراط في الضمير ، لايخاف الله ، ولا يخشى حرمة إنسان ، لن يتورع عن قول الباطل وإرتكابه ولو هلك ألناس جميعاً ، ليفتري على الله والناس ، ويختلق التهم وينسبها لهم ويلصقها بهم دون حق أو وازع من ضمير ، ويسند لهم قولاً أو فعلاً لم يقوموا به بهدف تشويه صورتهم وسمعتهم والنيل من كرامتهم.

هذه الصفحة تعد الأخطر والأهم من بين صفحات الاجتثاث المتداخلة مع بعضها والتي لم تتوقف منذ أن وقع الاحتلال البغيض ولحد الآن . فالافتراء والبهتان والكذب والبطلان ، والتبلي على الناس وعلى عدد من أعضاء الحزب المتميزين المنتجين المخلصين والملتزمين ، وإتهامهم بما ليس فيهم ووصفهم بما لايستأهلون وبما لايليق ، ولم يكن من صفاتهم وسيرتهم وأخلاقهم ، ومن قبل عناصر (( ملثّمة )) بأسماء وصور وهمية تدعي إنتمائها للحزب وتتظاهر بالحرص عليه ، وتتباكى على مستقبله ومصيره ، وتذرف ( دموع التماسيح ) على بعض من رموزه ، فإن ذلك يمثل أعلى درجات الاجتثاث والعدوان في تشويه صورة الحزب وزرع الشكوك حول مناضليه وزعزعة الثقة فيما بينهم وبين الناس ، وتفكيك العلاقة الانسانية المتينة التي يتميز بها البعثيون في محاولة لإرباك الحزب وإشغاله عن أداء دوره الوطني والقومي والانساني تمهيداً لضرب وحدته التنظيمية وطعن فكره وعقيدته وإيقاف حركته وإنهائه .

من يتابع هذه الحملة يجد إنها تسير وفق مخطط مدروس معد بإحكام ، وإذا كان هناك من يفترض إن الأمر يحصل صدفة ، أو إن هؤلاء ( الملثّمون ) يبغضون فلاناً أو علاّناً من الحزب ، فهذا قد يصح فقط عندما يحصل الإستهداف لمرة أو مرتين أو ثلاث وينتهي الأمر ، أما أن يستمر العدوان والافتراء بطرق وأساليب شتى ولسنوات عديدة متواصلة ويكاد يكون العمل يومياً دون كلل أو ملل ، بمنهج ومفردات مسيئة تعجز قواميس اللغة من الإتيان بمثلها ، وبتنسيق وتبادل محكم للأدوار ، فإن ذلك يؤكد بيقين أن هذه الصفحة الخبيثة يقودها قطيع من أدوات رخيصة تقف ورائها جهات مشبوهة معادية ومُوجِّهة ومُموِّلة .

وهنا يجب أن لايتوهّم أحد من مكشوفي الرأس ومعلومي الاسم والعنوان ممن تورطوا في هذه اللعبة الخطيرة بقصد أو بدون قصد ، بالعدوان والافتراء والبهتان ضد الناس الأبرياء وضد عدد من أعضاء الحزب ومناضليه ، بأن حرية الرأي والرأي الآخر ، وحرية التفكير والكتابة والنشر ، وحرية النقد والنقد الذاتي ، وحق الحوار والنقاش ، والادعاء بالاختلاف المختلق إختلاقاً مع الاخرين والذي لاوجود له الإّ في مخيلة مريضة لمن يفتش عن غريم يسد به نقصاً في عقله وتكوينه وشخصه .

أقول يجب أن لايتوهم هؤلاء بأن ذلك يمكن أن يبيح لهم أو لغيرهم المساهمة في العدوان والإساءة والافتراء والكذب والتزوير والتشويش والتشويه ، لأن للحوار البنّاء شروطه وآدابه وأخلاقه ، فهو عادة ودائماً مايتم بمستوى عالٍ من الاحترام ، ودرجة رفيعة من الاخلاق ، والالتزام بشرف الكلمة والموقف ، وتحكيم الضمير ومراعاة الذمة ، والحرص على حفظ كرامة الآخرين وإعتبارهم . وعلينا أن نعلم إن سمعة الناس ليست سلعة للبيع والشراء وليست لعبة بيد جاهل عابث أو معتوه أو مغرض أو مكلّف مشبوه . مما يقتضي من الأنقياء الحذر الحذر من هذه الصفحة الخبيثة التي تشترك فيها أطراف قريبة وبعيدة ، وتشخيص المفترين وعزلهم وتعريتهم تمهيداً لمحاسبتهم ولو بعد حين مهما كانت أسماؤهم وعناوينهم ومواقعهم ، للتخلص من هذه الآفة التي تستهدف الحزب في أخلاقه وقيمه وفكره وعقيدته وتاريخه ودستوره ونظامه .

من المؤكد إن هذه الصفحة الخبيثة ستسقط كسابقاتها والافتراءات ستنتهي وتزول لأن عمرها قصير ولن تدوم طويلاً ، شرط التصدي لها ولمرتكبيها ،،،

تصديقاً لقوله تعالى ( انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ) . صدق الله العظيم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى