الملك عبدالله يدعو بوتين للضغط على ايران لتفادي الحرب مع اسرائيل
ذكرت مصادر دبلوماسية غربية أن المخاوف الأردنية من حرب إقليمية شاملة وراء توجّه الملك عبدالله الثاني إلى موسكو للقاء الرئيس فلاديمير بوتين اليوم الخميس وإجراء محادثات معه.
وأوضحت أن الهدف من هذه المحادثات هو إقناع الرئيس الروسي بضرورة ضبط إيران التي تبدو مستعدة لتفجير الموقف في سوريا والدفع إلى حرب في المنطقة من أجل تأكيد أنّها لاعب إقليمي وأن ليس في الإمكان إخراجها عسكريا من هذا البلد.
واعتبرت المصادر الدبلوماسية الغربية أن إيران لا يمكن أن تقبل بالخروج من سوريا بعد كلّ ما قدمته من مساعدات عسكرية ومالية وبعد أن باتت تعتبر نفسها وراء بقاء الأسد في دمشق.
وأشارت في هذا المجال إلى أنّ إيران كشفت أنّها على استعداد للذهاب إلى أبعد حدود، حتّى لو تطلب الأمر تفجير الوضع السوري بكامله والمنطقة كلّها، عندما أرسلت طائرة من دون طيّار في اتجاه الأراضي الإسرائيلية السبت الماضي.
وكشفت هذه المصادر أن الطائرة الإيرانية كانت من النوع المتطور الذي يصعب على الرادارات كشفه. وهذا ما حمل إسرائيل بعد التيقن من خطر مثل هذا النوع من الطائرات إلى استنفار كامل لسلاحها الجوّي وإسقاط الطائرة الإيرانية.
وقالت إن إسرائيل اعتبرت أن ما تعرّضت له كان من الخطورة إلى درجة دفعها إلى تدمير القاعدة التي انطلقت منها الطائرة الإيرانية وهي قريبة من حمص وإلى إلحاق أضرار كبيرة بمنظومة الدفاع الجوّي السورية في منطقة سرغايا وذلك إثر إسقاط هذه المنظومة طائرة إف-16 شاركت في الغارات على القاعدة التي يستخدمها الإيرانيون قرب حمص.
وأفادت المصادر نفسها أن الملك عبدالله الثاني، الذي يدرك خطورة الانفجار الكبير في سوريا وتحوّله إلى حرب شاملة، طلب على عجل موعدا مع بوتين كي تتدخل روسيا وتوقف التصعيد المتبادل بين إيران وإسرائيل نظرا إلى أن استمراره سيهدد كلّ دولة من دول المنطقة، بما في ذلك الأردن المعني مباشرة بما يجري في منطقة الجنوب السوري.
وتوقعت أن يعمل الملك على إقناع الرئيس الروسي بأنّه من الضروري إفهام إيران أن عليها الدخول في مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل من أجل تفادي أي حرب إقليمية ستكلّف المنطقة ودولها، التي من بينها الأردن، الكثير.
وذكرت أن الأردن يرى أنّ روسيا هي الطرف الوحيد الذي يستطيع التأثير على إيران وذلك بسبب الوجود العسكري الروسي في سوريا من جهة ولأن الصواريخ المستخدمة في حماية المجال الجوّي السوري روسية الصنع من جهة أخرى.
وأعلن الكرملين أن الرئيس الروسي سيبحث مع الملك عبدالله الثاني، اليوم الخميس، الوضع في سوريا والتسوية في الشرق الأوسط وقضايا التعاون الثنائي.
وأوضحت الدائرة الصحافية في الكرملين في بيان، أن “الزعيمين سيناقشان تعزيز التعاون الروسي- الأردني في المجالات التجارية والاقتصادية والثقافية والإنسانية، فضلا عن بحث القضايا الراهنة على الساحتين الدولية والإقليمية، بما في ذلك الوضع في سوريا ومشاكل التسوية في الشرق الأوسط”.