جدّدت المملكة العربية السعودية على لسان مندوبها بالجامعة العربية، أحمد قطان، موقفها الصارم بشأن رفضها القطعي لتسييس فريضة الحج، وتدويل البقاع المقدّسة الواقعة على أراضيها.
وجاء ذلك كجزء من سلسلة ردود المملكة على إثارة هذه المسألة من قبل قطر في سياق حملتها على الدول المقاطعة لها بسبب دعم نظامها للإرهاب واحتضانها لجماعاته.
وبدا لمراجع خليجية أن الخطوة القطرية انطوت على انحياز واضع لإيران ضدّ المملكة، بالنظر إلى أنّ الدعوة إلى تدويل البقاع المقدّسة هي بالأساس دعوة إيرانية ظلت تتردّد منذ قيام نظام “إسلامي” على أنقاض نظام الشاه سنة 1979.
وتجاوزت طهران مجرّد الدعوة إلى الفعل عبر تحريض الحجاج الإيرانيين على تسيير مظاهرات خلال مواسم الحج ورفع شعارات مساندة للنظام الإيراني ومعادية لخصومه، وهو ما تصدّت له السلطات السعودية بصرامة وأحبطته.
ولم يغب هذا المعطى عن ذهن السفير قطان وهو يوجّه خلال حديثة عن القضية تحذيرا شديد اللهجة لـ”من سيسير وراء طهران” قائلا إنه “سيندم في يوم لا ينفع فيه الندم”.
واعتبر قطان الذي يشغل أيضا منصب سفير لبلاده في القاهرة، في تغريدات عبر حسابه الرسمي بموقع تويتر أنّ “محاولة الترويج لتدويل الأماكن المقدسة؛ مكة المكرمة والمدينة المنورة، مؤامرة خطيرة”.
وأوضح أن هذه المحاولة “تدل على سير بعض الدول وراء الشريفة إيران، التي ما انفكت تحاول الترويج لهذه الأطروحات الخبيثة والبائسة”.
وعبارة “الشريفة إيران” إشارة إلى وصف مسؤول قطري بالجامعة العربية لسياسيات طهران بأنها “شريفة”.
وأضاف قطان “أقول لكل من يحاولون إثارة هذا الأمر بين الحين والآخر: عودوا إلى رشدكم”.
وتابع أن “تسييس وتدويل الأماكن المقدسة خط أحمر، ولعب بالنار لا يجب الاقتراب منه.. وكل المحاولات اليائسة في سبيل ذلك هي انتحار سياسي مؤكد”.
وأوضح أن “العالم كله يقرّ ويلمس ويرى الجهود الجبارة التي تبذلها المملكة، لخدمة ضيوف الرحمن”، مشيرا إلى أن “المتخصّصين يعتبرون تجربة المملكة في إدارة مواسم الحج والعمرة وخدمة ضيوف الحرمين الشريفين، نموذجا فريدا يستحق التأمل والدراسة”.