واقفاً ومتحدياً .. استشهاد البطل القسامي احمد جرار صباح اليوم في مواجهة قوة اسرائيلية ضخمة

اغتالت قوات الاحتلال “الإسرائيلي”، المطارد القسامي أحمد نصر جرار، صباح اليوم الثلاثاء، عقب اشتباك مسلح وعملية عسكرية معقدة في بلدة اليامون غرب مدينة جنين، شمال الضفة الغربية.

وقال مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” نقلا عن شهود عيان، إن اشتباكا مسلحا وقع وسمع دوي انفجارات في محيط المنطقة المحاصرة.

وأضاف مراسلنا أن قوات الاحتلال انتشلت جثمان من داخل أحد البيوت التي حاصرتها وهدمت جزء منها، ثم نقلت الجثمان لجهة مجهولة.

بدورها أصدرت عائلة آل جرار بيانا نعت به شهيدها أحمد، وقالت بكل فخر واعتزاز وشموخ وكبرياء تزف لكم عشيرة ال جرار في فلسطين والمهجر ابنها الشهيد البطل ( احمد نصر جرار ) الذي استشهد بعد اشتباك مسلح مع قوات الأحتلال الصهيوني في بلدة اليامون غرب مدينة جنين، وإننا على دربك يا احمد لسائرون الخزي والعار للعملاء والمتخاذلين.

ونشر موقع واللا العبري، رواية جهاز الشاباك الإسرائيلي، التي تفيد أنه في ساعات الصباح الباكر وصلت معلومات بوجود جرار في مبنى قرب مدينة جنين، حيث استدعيت قوة من الوحدة الخاصة “يمام” المكلفة بعمليات الاغتيال، وقامت بتطويق المبنى.

وأضاف الموقع أن القوة الخاصة لاحظت حركة لاحمد نصر جرار في المبنى، حيث كان مسلحاً، وعلى جسمه حقيبة كبيرة، في هذه اللحظة صدرت التعليمات للوحدة بإطلاق النار خوفاً من أن يبادر جرار بإطلاق النار.

ووفقا لرواية الاحتلال فقد عثر بداخل الحقيبة التي كانت بحوزته على كمية كبيرة من الرصاص، ومن المتفجرات، مما أشار إلى إنه كان يستعد لعملية اشتباك كبيرة مع قوات الاحتلال.

كما عثر بداخلها على مصحف كان يحمله وأهدته إليه والدته.

وتتهم “إسرائيل” جرار بقيادة خلية عسكرية قسامية نفذت عملية بطولية بالقرب من مستوطنة “حفات جلعاد” قبل نحو شهر قتل فيها حاخام إسرائيلي وأصيب آخر.

ومنذ قرابة شهر تقوم قوات الاحتلال بمطاردة القسامي جرار وحيدا، وأكثر من مرة، حاول الاحتلال اعتقاله أو اغتياله، كان آخرها العملية العسكرية التي نفذت في برقين الليلة الماضية.

وتتواصل منذ ساعات منتصف الليل عملية عسكرية واسعة وعنيفة في بلدتي السيلة الحارثية واليامون غرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية.

وقالت مصادر محلية لمراسلنا إن جنود الاحتلال هدموا فجر اليوم غرفة وسور بعد أن داهمت عشرات الآليات مدعومة بالجرافات العسكرية منطقة الخمايسة التحتا والتي تعرف بمنطقة (الغفر) في بلدة اليامون غربي المدينة.

وأشارت إلى أن الهدم جاء استكمالا لليلة ساخنة وعنيفة في المنطقة كان عنوانها البحث عن المطارد أحمد جرار حيث طالبته قوات الاحتلال عبر مكبرات الصوت في بلدة السيلة الحارثية المجاورة بتسليم نفسه ثم انتشرت على وقع أصوات انفجارات وإطلاق نار في حي الغفر القريب من السيلة الحارثية في اليامون وشرعت بعملية الهدم.

وأضافت المصادر أن المئات من جنود الاحتلال ما زالوا ينتشرون في محيط السيلة الحارثية وتلك المنطقة من بلدة اليامون وعلى شارع جنين –حيفا.

وكانت بلدة السيلة الحارثية مسرح العملية العسكرية الرئيسي الليلة حيث تم إغلاق البلدة وسط استدعاء لثلاث جرافات عسكرية وأعداد ضخمة من الآليات.

واقتحمت قوات الاحتلال المنازل وخربت محتوياتها واستجوبت المواطنين ميدانيا في عدد منها واعتقلت كلا من : محمود مسعود جرادات، طلال محمود جرادات، زكريا صالح جرادات ،محمد محمود جرادات ، معن يحيى طحاينة.

هذا وقد نعت عائلة جرار شهيدها البطل أحمد وقالت في بيان لها فجر اليوم الثلاثاء:

بسم الله الرحمن الرحيم

وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ

بكل فخر واعتزاز وشموخ وكبرياء تزف لكم عشيرة ال جرار في فلسطين والمهجر ابنها الشهيد البطل ( احمد نصر جرار ) الذي استشهد بعد اشتباك مسلح مع قوات الأحتلال الصهيوني قبل قليل في بلدة اليامون غرب مدينة جنين اننا على دربك يا احمد لسائرون الخزي والعار للعملاء والمتخاذلين.

كما عثرت عائلة الشهيد جرار على بعض مقتنياته، وهي عبارة عن مصحف صغير، بالاضافة الى دفتر مذكرات صغير، وبعض ملابسه الملطخة بالدماء”.

وتظهر في الصور الغرفة التي أمضى بها أيامه ما قبل الاستشهاد وسلاحه الذي رافقه في رحلة المواجهة الطويلة..وبعض من طعام ومشروبات لمقاوم شجاع رفع شأن وطنه.

وقد عرضت عائلته ايضا فيديو صور لمكان استشهاده وبقايا اجزاء من جسده.

هذا وقد زفّت كتائب “عز الدين القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس” وحركة “الجهاد الإسلامي” و”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، الشهيد أحمد نصر جرار، مؤكدة أنه مثَّل النهج المقاوم الأصيل والمعبر عن طبيعة الظروف التي يحياها الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال الغاصب والمعتدي”.

فقد قالت كتائب الشهيد “عز الدين القسام” في بيانها إن “الشهيد أحمد نجل القائد القسامي نصر جرار ارتقى إلى ربه بعد أن دوخ جيشًا بأكمله، وبات أنموذجًا يحتذى لكل الأحرار في مقارعة الاحتلال وتبديد أسطورته الكاذبة بأنه لا يهزم”.

وشددت الكتائب في بيانها على أن “الملحمة البطولية التي سطرها أبطالها في الضفة المحتلة قضت مضاجع الصهاينة”، وأضافت”في نابلس زغردت رصاصات القسام لتردي أحد عتاة المغتصبين، وفي جنين كانت البطولة منقطعة النظير في التخفي عن عيون الاحتلال وأذنابه وإفشال عمليات الاحتلال الهادفة إلى النيل من المقاومين ليرتقي البطل المجاهد ابن العائلة المجاهدة أحمد اسماعيل جرّار”.

وبشّرت الكتائب المحتلّ بما يسوؤه في كل الميادين، وأكدت أن عمليات “إيتمار” و”عبد الحميد أبو سرور” و”حفات جلعاد” وغيرها ما هي إلا أمثلة على ذلك، ووعدت الاحتلال بأن “الباب مفتوح على مصراعيه أمام أبطال شعبنا ليسددوا للعدو المزيد من الضربات المؤلمة”

وبدوره، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش أن “الطريق لاستعادة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني هي طريق الشهيد جرار والشهداء محمود طوالبة قائد ملحمة جنين، والشهداء رياض بدير وأبو جندل، وراغب جرادات، وهنادي جرادات، ولؤي السعدي”،

وأعرب في منشور عبر صفحته على “فايسبوك” عن عدم مفاجأته بخبر استشهاد المجاهد البطل في كتائب القسام في قرية اليامون أحمد جرار، وقال” من يختار طريق الحق والانحياز إليه يعرف أنه بانتظار احدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة”.

وقال البطش “ما يجب التأكيد عليه هو أن كل رصاصات جرار التي أصابت كبد المستوطن الصهيوني رزيئيل أرعبت كل من يحاول إجهاض المقاومة والاستسلام للمشيئة الصهيونية والأميركية، والتمهيد لصفقة القرن وتشريع وترسيم التطبيع العربي مع العدو المركزي للأمة”.

ومن جانبها فقد اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن “البطل جرار الذي خاض معركة بطولية مع الوحدات الصهيونية الخاصة بعد مطاردة واسعة استمرت أسابيع، أصبح مأثرة وطنية وصفحة مضيئة من تاريخنا الوطني يفتخر بها شعبنا، وستبقى روحه منارة ودليلًا لكل المقاومين الذين سلكوا طريق المقاومة، كما وستبقى دماؤه لعنة تطارد كل الذين انحرفت بوصلتهم وانتهجوا سياسة التنسيق الأمني وحُيدّت بنادقهم عن الدفاع عن أبناء شعبنا”.

وإذ أشادت الجبهة بالحاضنة الشعبية في مدينة جنين التي شكّلت ملاذاً للبطل جرار وللمقاومين، دعت الشعب الفلسطيني “للالتزام بالإضراب الشامل على امتداد مدن الضفة الغربية المحتلة، وذلك احتراماً وإجلالاً لقدسية دماء الشهيد البطل”.

وأكدت الجبهة أن استشهاد البطل جرار لن يكون نهاية المطاف، بل سيكون حافزًا ودافعًا لشعبنا وشبابه للاستمرار في المقاومة، وتحويل كل الطرقات الالتفافية والمواقع العسكرية والمغتصبات الصهيونية إلى كابوس ولعنة تطارد جنود الاحتلال والمستوطنين”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى