في ذكرى رحيلها .. قصة ام كلثوم مع محمد الموجي في اغنية “اسأل روحك “

فى ذكرى رحيلها الـ43 لا تزال فصول حياة كوكب الشرق ام كلثوم نابضة بالتفاصيل، وفنها يملأ الوجدان، فقد تركت تراثا غنائيا شديد التنوع، وكانت هناك محطات مهمة فى مشوارها الفنى تعاونت مع رياض السنباطى والقصبجى وزكريا أحمد ومحمد عبدالوهاب وبليغ حمدى، ومع كل منهم أضافت وقدمت شيئا جديدا حمل إضافة للموسيقى وهناك أيضا تجربتها مع الملحن المتميز محمد الموجى “الأسطى”، الذى يتعامل مع ألحانه بمنطق صانع الأرابيسك مشغول ومتعشق فى بعضه بإحساس وجمال لا تخطئه العين والأذن.

نعم نستطيع أن نرى جمل الموجى الموسيقية وهى تتراقص من فرط جمالها وتذيب الآذان والوجدان، لما تحمله من صدق مفرط ومعبر، وهى لا تختلف كثيرا عن شخصية الموجى “الفلاح” ابن كفر الشيخ، البسيط جداً وعزيز النفس، والعنيد والموهوب لدرجة نادراً ما تتكرر، وإذا كان الموجى رفيق درب عبد الحليم وصنعا نجاحاتهما معا، إلا أن تجربة (أم كلثوم – الموجى) أيضاً تجربة ثرية رغم محدوديتها فى عدد من الأغانى أشهرها “للصبر حدود” عام 1963، و”اسأل روحك” عام 1970، وكلاهما من تأليف عبد الوهاب محمد، و”حانة الأقدار” و”أوقدوا الشموس” وكلاهما من تأليف طاهر أبو فاشا، أما باقى الأغانى فهى أغان وطنية مثل “يا صوت بلدنا”، “يإسلام ع الأمة”، وكلاهما من تأليف عبد الفتاح مصطفى، و”أنشودة الجلاء” لأحمد رامى، و”محلاك يا مصرى” لصلاح جاهين.

وهى جميعها أغنيات متميزة ومتنوعة، إلا أن “اسأل روحك” فى ظنى تعتبر “أيقونة” التعاون بين الموجى وأم كلثوم، خصوصا بعد الخلاف الذى وقع بينهما عند تلحينه أغنية “للصبر حدود”، حيث كان الموجى يرى أن أم كلثوم أرغمته على تلحين كلمات لم يكن يريدها، وظل هناك موقف نفسى بين الموجى وأم كلثوم لم يستطع تجاوزه.

كالعادة عام 1967 قدمت أم كلثوم لمحمد الموجى أغنيتى “ليه كل ما أنظر إليك” لأحمد رامى، والثانية “اسأل روحك” لعبد الوهاب محمد، لكنه رفض الأغنيتين، وجاء ومعه أغنية “الحب ومواعيده”، لكن أم كلثوم رفضتها، وظل الخلاف بينهما كالمعتاد، هو يرغب فى تلحين “الحب فى مواعيده”، وهى تريد “اسأل روحك”، أو “كل ما انظر إليك”، عامان كاملان ظل الخلاف قائما بين الست والموجى ولم تحسمه وقتها إلا الصحافة الفنية، حيث أخذت بعض الجرائد مقاطع الأغنيات الثلاث – بحسب ما نشرت بعض المواقع نقلا عن مصادر وصحف قديمة – وكان الجمهور هو الحكم حيث اختار كلمات أغنية “اسأل روحك”.

وبدأ الموجى العمل على اللحن إلا أنه كان يصر ألا تسمعه أم كلثوم إلا بعد أن ينتهى منه، وفى عام 1969 ذهب إلى أم كلثوم فى منزلها ومعه لحن “اسأل روحك” كاملا، وظلت أم كلثوم تطالبه بالإعادة وفى كل مرة ينفعل الموجى ويتوتر، وفى إحدى مرات الإعادة سألها بحدة، “أنتى عايزة تحذفى أو تغيرى؟”، فردت عليه الست بهدوء وبذكاء شديد “بقولك عيد يا موجى من حلاوة اللحن وجماله”، وهى بالطبع محقة فهو لحن يروى من يسمعه ويجعل روحه تحلق فى منطقة أخرى، وهو اللحن الذى تجلت معه أم كلثوم ونوعت فى أدائها مع كل مقطع تعيد فيه “كوبيليه اسأل روحك.. اسأل قلبك أنا غيرنى عذابى فى حبك”.

وقدمت أم كلثوم الأغنية فى كانون ثاني 1970، ونجحت نجاحا كبيرا وقتها، سؤل الموجى عن تجربته مع الست فى “اسأل روحك” فأجاب “الست “كلمتنى” فى “للصبر حدود بس أنا “موّجتها” فى اسأل روحك؟، لكن لأنها أم كلثوم فقد أصرت على حذف مقطع من الأغنية وهو واحد من أجمل مقاطعها ولكن الموجى سجله بصوته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى