هل تحول الفيسبوك من موقع تواصل اجتماعي إلى عنصر مخابراتي ؟
قال موقع “وورلد سوشاليست” الامريكي امس الاول الجمعة في مقال له إن الرئيس التنفيذي لشركة الفيسبوك “مارك زوكربيرج” قد أعلن قرارا جديدا حدد من خلاله خططا استثنائية من قبل شركة وسائل الإعلام الاجتماعية لمراقبة جميع المشاركات ورسائل المستخدمين والرقابة على الصحافة المستقلة، والإبلاغ عن المستخدمين إلى أجهزة الشرطة والاستخبارات.
وقال الموقع في قراره إن زوكربيرج بدأ منصبه، بإصدار تقرير الأرباح الفصلية للشركة، من خلال إعلان أن عام 2017 كان “عاما صعبا” للفيسبوك، بينما وفي واقع الامر يتحمل الفيسبوك مسؤولية “تضخيم الاحداث ونشر الاكاذيب بغية التلاعب بعقول الناس.”
ووصف الموقع القرار الجديد لادارة الفيسبوك بـ “الفوضى الجديدة” وهذا يعني أن الشركة سوف تعمل بقوة هذا العام لقمع انتشار المعلومات على الانترنت والرقابة على المحتوى، تحت ستار مكافحة “الأخبار الوهمية” و”التدخل الروسي”.
وقد تم توضيح الآثار المشؤومة حقا لهذا المشروع في مبادرات الفيسبوك، عن طريق “تكنولوجيا جديدة للكشف عن العمليات الانتحارية وابلاغ منظمة العفو الدولية للإبلاغ عن السلوك المشبوه حول الانتخابات في الوقت الحقيقي وإزالة المحتوى الإرهابي “.
وبعبارة أخرى، أدخلت فيسبوك أنظمة منظمة العفو الدولية لجمع ورصد وتفسير جميع المعلومات المنشورة على منصة وسائل التواصل الاجتماعية. وكما هو الحال دائما، فإن تطبيق نظام كهذا للمراقبة الجماعية له ما يبرره بدوافع تبدو جديرة بالثناء، ولكن من يستطيع الاعتراض على التدابير الرامية إلى وقف حالات الانتحار أو الهجمات الإرهابية؟ غير أن الغرض الفعلي من النظم الجديدة مختلف جدا.
حيث يشير زوكربيرج إلى النطاق الشامل لخطط الذكاء الاصطناعي للشركة في وقت لاحق: “هدفنا مع منظمة العفو الدولية هو أن نفهم معنى كل محتوى في الفيسبوك”. سيتم فحص كل صورة وفيديو ورسالة وتعليق ورد في أنظمة الكمبيوتر القوية على نحو متزايد ليتم تحليلها وان كانت تحتوي على محتوى “ضار”، سيتم إبلاغ الشرطة وأجهزة الاستخبارات حسب الضرورة.
كما أن الهدف الحقيقي والشرير من أعمال فيسبوك يتضح أيضا من خلال المبادرات الأخرى التي تتخذها الشركة، والأهم من ذلك، أن زوكربيرج أكد على عزم الشركة على التأكد من أن “المعلومات التي تراها في الفيسبوك تأتي من مصادر موثوقة وعالية الجودة، من أجل مكافحة التضليل والاستقطاب”.
وبعبارة أخرى، سيتم الترويج لمصادر وسائل الإعلام للشركات، في حين سيتم تخفيض عدد المنشورات الأخرى، وبكل بساطة سيتم تسييس المنشورات وستخضع للرقابة.
بالإضافة إلى مراقبة الأخبار ذكر زوكربيرج في بداية منصبه أن الفيسبوك يعمل على “إظهار عدد أقل من مقاطع الفيديو الفيروسية” لأن هذا المحتوى ليس “جيدا للناس وللمجتمع”.
وقال الموقع ساخرا إن مقاطع الفيديو الفيروسية بالنسبة لزوكربيرج تشمل لقطات عنف الشرطة، والإبلاغات عن جحيم برج غرينفيل العام الماضي الذي كشف عن عدم المساواة الاجتماعية في لندن، وتوثيق جرائم الحرب التي ارتكبها الجيش الأمريكي، أي محتوى من هذا القبيل سيتم “خفض رتبته”.
وفي الواقع، وفقا لاستطلاع غالوب الذي نشر في العام الماضي، فإن ثقة الأمريكيين في وسائل الإعلام “للإبلاغ عن الأخبار بشكل كامل ودقيق وعادل” وصلت إلى أدنى مستوى لها في تاريخ هذا الاستطلاع، وفي الوقت نفسه، فإن استخدام وسائل الاعلام الاجتماعية لقراءة الأخبار تنمو بشكل كبير، لتصل إلى ثلثي سكان الولايات المتحدة وفقا لاستطلاع للرأي الذي أجراه مركز بيو للبحوث.
وكان النمو في شعبية الفيسبوك وغيرها من شبكات وسائل الاعلام الاجتماعية قد وصل إلى حد كبير يرجع إلى حقيقة أنها سمحت للمستخدمين بالوصول إلى المعلومات ووجهات النظر غير المتوافرة من خلال وسائل الإعلام الرئيسية.