اسرائيل تدق طبول الحرب على لبنان بذريعة صواريخ حزب الله وعطاءات استخراج الغاز من حقل بحري مشترك

أثار كلام وزير الدفاع الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان عن بلوك الغاز في البحر رقم 9 استنكاراً لبنانياً رسمياً، حيث أكد رئيس الجمهورية ميشال عون أن ما قاله ليبرمان عن بلوك الغاز في البحر رقم 9 “يشكل تهديداً مباشراً للبنان ولحقّه في ممارسة سيادته الوطنية على مياهه الاقليمية، ويُضاف الى سلسلة التهديدات والانتهاكات الاسرائيلية المتكررة للقرار 1701 في الجنوب”.

بدوره، نبّه رئيس مجلس النواب نبيه بري من خطورة كلام ليبرمان، معتبراً أن “زيارة نتنياهو الى روسيا هي اكبر من خطيرة مما يتطلب من جميع اللبنانيين التنبه والتشبث بالوحدة”.

من جهته، أصدر رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري البيان الاتي: “يتعمد مسؤولون اسرائيليون منذ أيّام، توجيه رسائل تهديد الى لبنان، آخرها ما ورد على لسان وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، الذي اعتبر ان البلوك رقم 9 الخاص بالتنقيب عن الغاز في المياه الإقليمية اللبنانية، هو بلوك عائد لإسرائيل، وان لبنان بالرغم من ذلك قرر إجراء مناقصة بشأنه.

إن هذا الإدعاء باطل شكلاً ومضموناً، وهو يقع في إطار سياسات اسرائيل التوسعية والاستيطانية لقضم حقوق الآخرين وتهديد الأمن الإقليمي.

ان الحكومة اللبنانية ستتابع خلفيات هذا الكلام مع الجهات الدولية المختصة، للتأكيد على حقها المشروع بالتصرف في مياهها الإقليمية ورفض اَي مساس بحقها من اَي جهة كانت، واعتبار ما جاء على لسان ليبرمان هو الاستفزاز السافر والتحدي الذي يرفضه لبنان”.

كما علّق وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل على كلام وزير الدفاع الإسرائيلي ، وقال في تغريدة عبر حسابه على “تويتر”: “كنت قد قلت في رسالتي الى الامم المتحدة في 18/1/2018 أن الجمهورية اللبنانية تؤكد على حقها في الدفاع بكل الوسائل المتاحة عن نفسها وعن مصالحها الاقتصادية المحقة والموثقة في حال اي اعتداء عليها، والقيام بأي رد ممكن مماثل”.

وكان ليبرمان زعم في تصريح أن “بلوك الغاز في البحر رقم 9 هو لنا ومع ذلك أعلن لبنان مناقصة بشأنه”.

وقال: “الجميع يدرك أن الجبهة الداخلية هي التحدي الأكبر الذي نواجهه في الحرب المقبلة”، مضيفاً: “ممنوع أن يكون هناك أشخاص يلهون على البحر في بيروت وأشخاص ينامون في الملاجئ في تل أبيب”.

وأضاف: “عندما نتحدث عن جبهة الشمال فهي لا تشمل لبنان فقط بل سوريا أيضاً”.

ومن جانبه أكد حزب الله في بيان صادر عنه على أن تصريحات وزير الحرب في حكومة العدو الصهيوني (أفيغدور ليبرمان) هي تعبير جديد عن الأطماع الإسرائيلية المتواصلة في ثروات لبنان وأرضه ومياهه، وتندرج في إطار السياسة العدوانية ضد لبنان وسيادته وحقوقه المشروعة.

وإذ عبّر عن تأييده لمواقف الرؤساء الثلاثة وبقية المسؤولين اللبنانيين ضد هذا العدوان الجديد، جدّد حزب الله تأكيد موقفه الثابت والصريح في التصدي الحازم لأي اعتداء على حقوقنا النفطية والغازية والدفاع عن منشآت لبنان وحماية ثرواته.

ولم يكتف الوزير الإسرائيلي، نفتالي بينت، يوم امس الأربعاء، بدق طبول الحرب على لبنان فقط، بل انتقد في كلمة أمام جمهور المؤتمر السنوي لمعهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب، سياسة إسرائيل إزاء التهديد الإيراني، مشددا على أن العمل العسكري يجب أن يكون ضد إيران، “ضرب رأس الأخطبوط” حسب تعرفيه، وعدم الاكتفاء بضرب حزب الله.

وقال الوزير وهو عضو في المجلس الوزاري المصغر، “الكابينيت”، إن على إسرائيل ضرب إيران وليس فقط حزب الله في المواجهة القادمة على الحدود الشمالية”. “لقد تحسّننا على صعيد التكتيك، لكن الاستراتيجية ظلت ضيقة. نحن نقاتل الرسول بدلا من المرسل” قال بينيت ونادى إلى تغيير الاستراتيجية في مواجهة إيران وأذرعها في المنطقة.

“رأس الأخطبوط يجلس في طهران ويمد أذرعه، واحدة في لبنان وهي حزب لله، وواحدة في غزة وهي حماس. الآن هناك ذراع أخرى في سوريا. لن نسمح بذلك. حتى الآن أصبنا الرسول أي حزب الله ولم نصب المرسل إيران”.

وحذر من أن إسرائيل لن تكتفي بضرب حزب الله هذه المرة، وإنما ستشمل ضرب لبنان بموجب المعادلة التي كان اقترحها في الماضي وهي: حزب الله يساوي لبنان.

وتلا بينيت وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليرمان، والذي قال إن إسرائيل لن تتردد في المواجهة القادمة وإن الضربة ستكون قوية جدا. “لن يكون هناك صور مثل حرب لبنان عام 2006 حين شاهدنا سكان بيروت يتجولون على شاطئ البحر وسكان تل أبيب في الملاجئ. المرة في تل أبيب وفي بيروت سيكونون في الملاجئ”.

غير ان صحيفة “هآرتس” قد طالبت في افتتاحية عددها الصادر امس، الحكومة الإسرائيلية، بالتوضيح لمواطنينها إن كانت تعتزم شن حرب قريبة في لبنان على خلفية التهديدات التي أطلقها المتحدث باسم الجيش ورئيس الحكومة الإسرائيلي في موسكو.

وقالت الصحيفة أن الحكومة والجيش يحذران مواطني لبنان والعالم من مغبة حرب في لبنان على خلفية مصنع الصواريخ الذي تقيمه إيران هناك، متساءلة إن كان هذا التهديد يدعي شن حرب عواقبها ستكون مؤلمة للجانبين.

وتابعت “هآرتس” تقول: أن الحديث من قبل مسؤولين عسكريين وسياسيين عن تحويل لبنان إلى مصنع صواريخ إيراني، ازداد في الآونة الأخيرة، وتبعا لذلك التهديدات بحرب قاسية في لبنان.

كما أشارت إلى المقالة التي نشرها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، العميد رونين منليس، عن “خيار اللبنانيين” وإلى تطرق رئيس الحكومة الإسرائيلي في روسيا إلى نفس التهديد.

وتابعت تقول: أن على الحكومة أن تقدم لمواطني إسرائيل شرحا مقنعا وواضحا “لماذا يجب علينا أن نخرج لحرب في لبنان بسبب مصنع صواريخ؟” متساءلة “هل هذا المصنع سيغيّر الميزان الاستراتيجي في المنطقة أكثر من التهديدات الأخرى”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى