وصلت الأوضاع في قطاع غزة لدرجة غير مسبوقة من التدهور لا تستطيع كل الأرقام التي تُنشر هنا وهناك أن تصفه.
الوضع مأساوي بكل معنى الكلمة ويشبه حالة الشلل الرباعي.
قبل ايام فقط أُعلن أن 325 شاحنة فقط دخلت قطاع غزة بدلاً من 800-1000 شاحنة كانت تدخل لتغطي جزء من احتياجات السكان هناك، هذه المرة لعدم وجود سيولة مالية لدى الغزيين لشراء المواد!
ما تحملته وتتحمله غزة من 12 عاماً لا تستطيع أن تتحمله دول عظمى، ولنا مثال ببريطانيا التي اقتربت من حالة الشلل الاقتصادي التام والركوع في سبتمبر/ايلول 2000 عندما تظاهر المحتجون على أسعار الوقود ومنعوا شاحنات الوقود من مغادرة المصافي لأيام فقط، اختفت خلالها المواد الأساسية كالحليب والخبز والبيض من أرفف المحال التجارية، وتوفي فيها مرضى لعجز سيارات الإسعاف من الوصول إليهم.
شعر الغزيون بأن هناك أملاً – وإن كان زائفاً – بعد انطلاق موجة اللقاءات تحت عنون المصالحة في القاهرة، ومنّوا أنفسهم بالانفراج، خاصة بعد التنازلات التي قدمتها حماس من أجل رفع المعاناة عن الغزيين.
لم يعد هناك وجود للمصالحة – حالها حال سابقاتها من الجولات – وزادت السلطة في رام الله من الضغوط والقيود على قطاع غزة، ورفضت أي تخفيف عن أهله.
كانت جولة المصالحة المفترضة الأخيرة نوع من المخدر المؤقت، والتأجيل المدروس استعداداً للانقضاض على قطاع غزة المنهك المتعب المتهالك، أو هكذا يريدون.
انعدمت الخيارات تماماً أمام الغزيين، فلم نعد نسمع إلا كلمات الانهيار أو الانفجار.
وبالفعل فلا خيارات ولا بدائل ولا حلول وسط تكالب الجميع على مليوني فلسطيني يرفضون التسليم بما يحاك لحقوقهم وقضيتهم.
يصاحب ذلك حالة من “غضب اليائس” الذي لم يعد يملك ما يخسره، يأمل من يحاصرون القطاع أن ينفجر داخلياً، لينفجر الناس في وجه بعضهم البعض، وليلوموا الجهة غير المسؤولة عن معاناتهم.
باختصار فإن خيار الانفجار بات هو الخيار الوحيد أمام الغزيين، وعلى قاعدة: إن لم يكن من الموت بدٌ فمن العار أن تموت جباناً.
أي اختيار طريقة الموت – إن كان لابد منها – بدلاً من إطالة حالة الاحتضار والموت البطيء الذي تعيشه غزة هذه الأيام، بل والخروج منها.
لكن…
وهنا لكن كبيرة جداً…
الانفجار القادم لا محالة يمكن أن يكون سلبياً للغاية ويؤدي إلى دمار مطلق…
أو يمكن أن يكون حلاً لمعاناة القطاع…
وعليه ولتفعيل الحل الايجابي والخيار الاخير.. ولتحقيق الهدف برفع الظلم والمعاناة عن قطاع غزة…
يجب التفكير خارج الصندوق لمنع الانفجار المدمّر لصالح حراك جماهيري منظم ومدروس…
* بخطوات واضحة وتفصيلية
* بتوقيت زمني محدد
* بآليات معلنة
* بأهداف متفق عليها لا يختلف عليها فلسطيني
* بمشاركة الجميع وكل الفئات
* شعبي جماهيري حقوقي سياسي إعلامي
* ميداني
* لا يُعادي أي فلسطيني ويُخاطب الجميع
تفكير يتجاوز التقليدي لما هو إبداعي ثوري يضع الجميع أمام مسؤولياتهم، ويحشر في الزاوية من يتآمرون على غزة وأهلها…
حراك عماده خروج مئات الالاف من الغزيين في مسيرة تكسر الحصار…
موجة بشرية هائلة تتجه شرقاً…
#في مسيرة_الحرية
* مسيرة العودة للاجئين تدعمهم الشرعية الدولية
* مسيرة المحاصرين لكسر حصارهم تدعمهم الشرعية الإنسانية والأخلاقية
* مسيرة المسجونين في أكبر سجن على وجه الأرض نحو حريتهم تدعمهم الشرعية القانونية
* مسيرة يتوحد فيها الكل الفلسطيني بمختلف أطيافه وفئاته العمرية
هذا هو الخيار ربما الأخير بعد أن سُدت كل الخيارات أمام شعبنا الفلسطيني…
لا يمكن لحالة الموت البطيء أن تستمر…
ولا يمكن للوضع الحالي أن يطول…
هل يمكن أن يتحقق ذلك؟
نعم
بصدق النوايا، والتخطيط الجيد، والإعداد المحكم، وتوحد الجهود، وإخلاص العمل، ومشاركة الجميع…
كيف ومتى وأين؟
هو ما يجب أن يعمل عليه المخلصون…
هو ما يعمل عليه المخلصون…
ندعو الله أن تكون نهاية المعاناة لأهلنا في قطاع غزة قريبة، وأن يرفع الظلم والغبن، ويضع حداً لجريمة الحصار والوضع المأساوي هناك…
امين