خدعوك فقالوا ان اللبن الزبادي يحارب السمنة ويخفف الوزن
يعتقد الكثيرون بأن اللبن (الزبادي)، وبحِمية محددة، يمتلك القدرة على حرق الدهون وتخفيض الوزن، وتستند حمية اللبن إلى تقليل السعرات الحرارية الى حدها الأدنى، وتقتصر الوجبات الثلاث على قطعة من اللحم أو الدجاج، وسَلطة، وثلاث حبات من الفواكه، بالإضافة إلى تناول اللبن مع كل وجبة ممزوجاً بملعقة من العسل.
ومن دون شك، فإن اللبن به فوائد غذائية ممتازة؛ فهو غني بالبروتينات، والفيتامينات، والمعادن، والكالسيوم، وفيه بكتيريا جيدة تساعد على الهضم. لذلك، فتناوله بكميات كبيرة ضمن برنامج غذائي متوازن له آثار إيجابية. لكن، هل يمتلك اللبن خصائص محددة تجعل منه مادة حارقة للدهون؟
في مقال له منشور بموقع “هيلث لاين”، يقول اختصاصي التغذية الأمريكي آندي بيلاتي: “تشير الكاتبة ميراي جوليانو في كتابها (المرأة الفرنسية لا تسمن)، إلى أن اللبن هو (السر الفرنسي) الذي يعزز فقدان الوزن. كما أن العديد من الشركات التي تنتج أنواعاً مختلفة من اللبن تروج لمنتجاتها هذه باعتبارها توفر غذاء متكاملاً، وتساعد في إنقاص الوزن. هذا الأمر دفع بعض اللجان التجارية المختصة لمطالبة هذه الشركات بوقف دعايتها؛ لأن الأدلة العلمية لا تدعم هذا الادعاء بشكل كافٍ”.
يضيف بيلاتي: “يستند المروِّجون لهذه الحِمية على فكرتين أساسيتين؛ وهما: توافر الكالسيوم والبروتين بمقدار عالٍ في اللبن. ويقولون إن نقص الكالسيوم بالجسم يرسل عادةً، إشارات بضرورة تناول الطعام. وفي المقابل، فإن تناول كمية أكبر من الكالسيوم يقلل من طلب الأكل. والواقع أنه لا توجد حقيقة علمية تسند هذا الادعاء. هذا فضلاً عن أن الكالسيوم يتوافر في مواد غذائية أخرى مثل بعض الورقيات الخضراء، وبعض المكسرات. فلماذا إذن، الحديث عن اللبن بالذات؟!”.
ويتابع بيلاتي في مقالته: “الأمر ذاته ينسحب على البروتين. صحيح أن تناول المواد الغنية بالبروتين يمنح الإحساس بالشبع والامتلاء، وصحيح أن اللبن غني بهذه المادة، لكن هناك أيضاً بروتين بنسب عالية في الكثير من المنتجات النباتية، مثل البقوليات والحبوب الكاملة والمكسرات”.
يعلق بيلاتي على الدراسات التي تشير إلى فوائد خاصة باللبن في إنقاص الوزن، موضحاً أنها دراسات أُجريت على عدد محدود من الأشخاص، ومن قِبل باحثين على صلة بشركات تصنيع الألبان، كما أنها كانت تطلب من المشاركين التقيد بعدد محدود من السعرات الحرارية؛ وهو أمر “سيؤدي بطبيعة الحال إلى فقدان الوزن”. ويضيف: “يستطيع أي شخص تناول البطاطا المقلية يومياً، ومع ذلك سيظل بإمكانه خسارة الوزن إذا قلَّل السعرات الحرارية الإجمالية”.
وبعيداً عن قدرات اللبن السحرية، غير المدعومة بحقائق علمية، فإن هذه الحمية شديدة الانخفاض في السعرات الحرارية لها آثارها السلبية على الجسم؛ إذ تؤدي إلى تخفيض معدلات الأيض (معدلات الحرق)، ما يقود إلى توقف خسارة.
كما أن هذه الحِمية خالية تماماً من الدهون، وهي مادة أساسية ومهمة للجسم، والامتناع عن تناولها تماماً يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، علماً أن الشخص العادي يجب أن يتناول 15-20% من سعراته الحرارية من الدهون.
وافتقار هذه الحمية إلى الكثير من الفيتامينات والمعادن والألياف المهمة، واحدة من أبرز سلبياتها؛ فغياب هذه العناصر عن أي برنامج غذائي يكون عادةً سبباً في الشعور بالتعب المتواصل، والدوران، والأرق والاكتئاب، والإحباط، فضلاً عن إضعاف مناعة الجسم.