المحقق مولر يرغم ترامب على الخضوع قريباً للاستجواب حول التدخل الروسي لصالحه في الانتخابات الرئاسية الامريكية الاخيرة
أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأول مرة استعداده للاستجواب تحت القسم أمام روبرت مولر، المحقق الخاص الذي ينظر في مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
وقال ترامب إنه “يتطلع” للقاء مولر في إطار التحقيق الجاري، موضحا أنه يتوقع أن يحدث ذلك خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.
وأضاف الرئيس الأمريكي في لقاء بالبيت الأبيض، الأربعاء :”أحب أن أفعل ذلك في أقرب وقت ممكن”.
وكان ترامب قد استبعد في وقت سابق أن يلتقي المحقق الخاص، ولكنه عاد الأن ليؤكد على أنه “مستعد تماما” للاستجواب تحت القسم.
وشدد ترامب على أنه “لم يكن هناك تواطؤ على الإطلاق، لا توجد أية عراقيل على الإطلاق”.
وخلصت المخابرات الأمريكية بالفعل إلى أن موسكو حاولت التأثير على الانتخابات الرئاسية لصالح الرئيس ترامب، على الرغم من نفي روسيا ذلك.
وحول كيفية استجواب ترامب تحدث محاموه مع فريق مولر حول المقابلة، والشكل الذي ستجري به، فقد يجري الاستجواب وجها لوجه بين ترامب ومولر، أو كتابة أو يمكن أن يكون مزيجا من الاثنين معا.
وحول موعد حدوث ذلك، قال ترامب:”بالأمس كانوا يتحدثون عن أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع”.
وردا على سؤال حول ما إذا كان يعتقد أن مولر سيكون نزيها، رد الرئيس قائلا “سوف نكتشف…آمل ذلك”.
وعلى هذا الصعيد نقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، عن مصدرين وصفتهما بـ«المطلعين» أن مولر يسعى ايضا إلى استجواب الرئيس ترامب فى الأسابيع المقبلة حول قراراته بإقالة مستشار الأمن القومى مايكل فلين ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالى جيمس كومى.
واعتبرت الصحيفة أن اهتمام مولر بالأحداث التى دفعت ترامب إلى إقالة فلين وكومى يشير إلى أن تحقيقه يدقق بقوة فى الجهود الممكنة التى يبذلها الرئيس أو غيره لإعاقة سير العدالة، مشيرة إلى أن مولر يوجه انتباهه إلى ترامب وشهود رئيسيين فى الدائرة المحيطة به، مما يزيد الضغط على البيت الأبيض مع دخول إدارة ترامب عامها الثانى فى الحكم.
ولفتت الصحيفة إلى أن المناقشات حول استجواب ترامب تأتى وسط تحقيق أوسع نطاقا حول التدخل الروسى فى الانتخابات الرئاسية عام 2016، وهو تحقيق واسع النطاق أدى بالفعل إلى توجيه اتهامات إلى أربعة من مستشارى ترامب السابقين.
ونقلت واشنطن بوست عن المصدرين قولهما إن محامى ترامب وضعوا بعض الشروط للتفاوض عليها بشأن خضوع الرئيس للاستجواب، وقد يتم تقديمها إلى مولر فى الاسبوع القادم.
ويأمل الفريق القانونى للرئيس الأمريكى، حسب الصحيفة، فى أن يدلى ترامب بإفادته عبر الإجابة على بعض الأسئلة وجها لوجه والبعض الآخر فى بيان مكتوب.
بدوره، رفض المتحدث باسم مكتب المدعى الخاص، بيتر كار التعليق. كما رفض محاميا ترامب وهما جاى سيكولو وجون دود التعليق على الأمر.
من جانبها، قالت المتحدثة باسم الرئيس الأمريكى، سارة ساندرز إن «البيت الأبيض سيكون متعاونا بشكل كامل مع المدعى خاص ويواصل القيام بذلك طيلة مراحل التحقيقات»، لكنها رفضت الإجابة على أسئلة حول مقابلات محددة.
فى غضون ذلك، أكدت وزارة العدل الأمريكية، أمس، أن فريق مولر استجوب وزير العدل الأمريكى جيف سيشنز ساعات عدة الأسبوع الماضى فى إطار التحقيقات فى قضية «التدخل الروسى».
ويعد سيشنز أول وزير فى إدارة ترامب يخضع لاستجواب من محققى المدعى الخاص روبرت مولر، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال الرئيس ترامب إنه «لا يشعر بالقلق إطلاقا» حول ما يمكن أن يكون سيشنز قاله أمام المحققين. ولم تصدر وزارة العدل أى تفاصيل فى شأن المقابلة، لكن سيشنز أحد كبار مستشارى الحملة الانتخابية لترامب الذين أثارت اتصالاتهم بالروس الاهتمام.
وكان سيشنز التقى السفير الروسى السابق لدى واشنطن سيرجى كيسلياك فى ثلاث مناسبات خلال الحملة. كما أنه كان مسئولا عن فريق مستشارى السياسة الخارجية فى الحملة بمن فيهم جورج بابادوبولوس الذى أجرى اتصالات مكثفة مع الروس وحاول ترتيب لقاء بين ترامب والرئيس الروسى فلاديمير بوتين.
واعترف بابادوبولوس بأنه كذب فى شأن هذه الاتصالات لدى سؤاله عنها من قبل «إف.بى.آى».
ويشمل اهتمام مولر بسيشنز المعلومات التى قد تكون لدى الأخير فى شأن محاولات يشتبه أن يكون ترامب قام بها لعرقلة التحقيق الروسى، إذ لعب سيشنز دورا رئيسا فى إقالة مدير «إف. بى. آى» جيمس كومى الذى أغضب ترامب عبر ملاحقته قضية التدخل الروسى.