نيسان تبتكر سيارة ستقرأ موجات دماغ سائقها وتشاركه القيادة

لقد كثر الحديث مؤخرًا عن السيارات ذاتية القيادة، وأنها ستشكل صناعة السيارات في المستقبل، لتتحول المواصلات العامة في المستقبل القريب إلى وسائل نقل ذاتية القيادة، حينها سيقلك قطار يحوي داخله مئات من المسافرين من مدينة إلى أخرى وأحيانًا من بلد إلى أخرى من دون سائق.

غير ان الكثيرين لا يثقون في الاعتماد على تكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة، وذلك لخوفهم من نسيان كيفية قيادة السيارات التقليدية، بالإضافة إلى قلقهم من مدى قدرتهم على مواكبة تطور تلك السيارات، فالبعض لا يرى في نفسه الخبرة الكافية للتعامل الجيد مع السيارات ذاتية القيادة، ففي حالة خروج الأمر عن السيطرة يعتقد البعض أن حياتهم ستكون في خطر في حالة تسليمها للآلة بهذا الشكل.

ولذلك اذا كنت من محبي مواكبة التطور التكنولوجي ولكن في نفس الوقت تود أن تكون لك الكلمة الأخيرة في صنع القرار بدلًا من الآلة، ستكون سيارة جديدة سوف تنتجها شركة نيسان هي الأنسب لك، حيث اخترعت هذه الشركة اليابانية سيارة تعتمد بشكل أساسي على التواصل بين الدماغ البشري والآلة، وذلك عن طريق تحويل نشاط موجات دماغ السائق إلى أوامر تستجيب لها السيارة أسرع من استجابة السائق في أقل من الثانية.

لن يترك السائق يديه من على عجلة القيادة، وسيستمر في قيادة السيارة كما لو أنه يقودها في الظروف العادية، إلا أن المستشعرات التي تغلف رأسه ستقوم بقراءة تلك الحركات وتستجيب لها بشكل شديد الدقة، وذلك ضمن مشروع شركة نيسان الذي يؤمن بجعل قيادة البشر للسيارات الذكية جزءًا من المستقبل، وليس مجرد فعل تاريخي تقوم الآلة بالسيطرة عليه.

كان التحدي الأكبر أمام شركة نيسان هو اختراع جهاز يتواصل مع أدمغة البشر، بحيث لا يستجيب فقط لأوامرها، بل تكون له القدرة أيضًا على الاستجابة لتعابير الوجه والمشاعر والأفكار، ولهذا كان الحل قراءة تلك الموجات المختلفة من مركز التحكم فيها، من الدماغ نفسه.

لا يكون الأمر سهلًا كما يبدو عليه، وذلك لأن الدماغ البشري مكون من عدد ضخم من الخلايا العصبية النشطة التي إن قمنا بصفها معًا ستحتاج مسافة قدرها 170 ألف كيلومتر، هذه الخلايا العصبية تحفز التفاعل الكيميائي الناقل للسيالات العصبية لتنتج ومضات كهربائية يمكن قياسها، التي تكون أكثر انتشارًا على القشرة الخارجية للدماغ.

لا يكون انتشار تلك الومضات الكهربائية متشابهًا من فرد لآخر، وهنا يكمن تحدي اختراع الشركة اليابانية في اعتراض تلك الومضات ومحاولة قراءة موجاتها، فالأمر في اختلافه يشبه بصمة الإبهام التي من المستحيل أن تتطابق مع شخصين على وجه الأرض، فكان التحدي اختراع خوارزمية تستطيع فك شفرة قشرة الدماغ لكي ترسم خريطة “كهربائية” لتلك الإشارات أو الموجات.

وقد أطلقت نيسان على هذه التكنولوجيا اسم “من الدماغ إلى السيارة” أو (B2V) التي قال عنها نائب رئيس الشركة التنفيذي دانيال سكيلاتشي في تصريح له أنها التكنولوجيا التي ستجعل من القيادة في المستقبل أمر أكثر متعة وأكثر أمانًا، فسيتم استخدامها في السيارات ذاتية القيادة أيضًا، ليكون لدى السائق القدرة على تحويل نظام السيارة على حسب رغبته.

فإذا أراد السائق توجيه عجلة القيادة إلى اليمين، ستقوم خوذة الرأس المثبتة فوق رأسه بمعرفة رغبته تلك قبل أن يستجيب لها جسده، مما يضفي على تجربة القيادة أمانًا أكثر وقدرة على التحكم أكثر، فيشعر السائق بقدرة أكثر احترافية في قيادة السيارة ويشعر بأن السيارة تستجيب لرغباته بشكل أكثر سلاسة ومرونة.

ما تهدف إليه نيسان هو وضع زر التحكم في يد الإنسان أيضًا وليس في يد الآلة فحسب، من خلال خوذة الرأس التي تعد الشركة لها نموذجًا في الوقت الحاليّ على أن تكون التكنولوجيا جاهزة للبيع خلال خمس إلى عشر سنوات من الآن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى