اسباب امتناع اسرائيل عن الرد على الصواريخ العراقية عام 1991

في الذكرى الـ27 لإطلاق سلسلة صواريخ عراقية على إسرائيل، كشفت وزارة الحرب  الإسرائيلية عن وثائق تؤكد أن تل أبيب كانت قاب قوسين او ادنى من توجيه ضربات جوابية لبغداد.

وتشير تصريحات أدلى بها كل من موشي آرنس وزير الحرب  الإسرائيلي، ودان شمرون رئيس الأركان آنذاك، بفترة وجيزة بعد الحرب، ونشرها أرشيف وزارة الحرب أمس الاول الخميس، إلى أن احتمال الرد الإسرائيلي على العراق كان واردا جدا.

وذكر شمرون في حديثه: “اتصل آرنس وزير الدفاع الأمريكي ديك تشيني وقال له: حسنا، نحن بصدد شن الهجوم، فحركوا طائراتكم”.

وفي بداية حرب الخليج الأولى، كان الجيش العراقي قد اطلق يوم 18 كانون ثاني عام 1991 أول ثمانية صواريخ من نوع سكود على إسرائيل أصابت تل أبيب وحيفا، قبل أن تضيف إليها 30 صاروخا آخر خلال الأيام التالية، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى.

وأكد آرنس في شهادته هذه الرواية، مشيرا إلى أنه كان يصر في اتصالاته شبه اليومية مع تشيني عبر خط خاص، على ضرورة الرد العسكري الإسرائيلي وتنسيقه مع واشنطن، غير أن تشيني حاول دائما التهرب من ذلك، قائلا إن التنسيق يتطلب إذنا من الرئيس، وهو لا يعطيه.

وقد عارضت الولايات المتحدة تدخل إسرائيل في الحرب خوفا من أن يتسبب ذلك في مشاكل لبعض ألاعضاء العرب في التحالف بقيادة واشنطن، حيث لا يريدون الظهور على أنهم يقاتلون في خندق واحد مع إسرائيل.

وبدأ التحالف بما كان يعرف بـ”صيد سكود”، بحثا عن منصات للصواريخ التي كان الجيش العراقي يطلقها ليس فقط على إسرائيل، وبل وعلى السعودية أيضا، حيث أدت إصابة ثكنة الجيش الأمريكي هناك إلى مقتل 28 جنديا.

كما بدأت أنظمة “باتريوت” الأمريكية المضادة للصواريخ بحماية سماء إسرائيل، غير أن أداءها كان ضعيفا جدا، بدليل أنها تمكنت من اعتراض صاروخ عراقي واحد فقط، بحسب شهادة الطيار العسكري الإسرائيلي السابق روفن بيداتسور أمام الكونغرس الأمريكي في وقت لاحق.

بدوره، ذكر آرنس أنه رد على مزاعم الأمريكيين بأن باتريوت تتسم بفعالية عالية، بقوله لتشيني شخصيا: “اسمعنا، أقول لك إنها ليست كذلك.. لم تعترض ولا صاروخا”.

ومما زاد من رغبة القيادات الإسرائيلية في ضرب العراق، هي مخاوفهم من أن يكون أحد الصواريخ العراقية القادمة يحمل ذخيرة كيميائية.

وأشار آرنس إلى أن خطة الهجوم التي وضعها شمرون، لم تكتف بتوجيه ضربات جوية، بل وتحدثت عن إنزال قوات برية غرب العراق.

من جانبه، ذكر شمرون، أن المنشآت التي تقرر استهدافها، تضمنت أحد قصور صدام حسين ومقر هيئة الأركان العامة للجيش العراقي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى