لاول مرة في تاريخ مصر .. عبد الناصر يتيح للمرأة دوراً سياسياً

إيمان الزعيم جمال عبد الناصر بالمرأة، لم يكن مشروطًا، وكان يؤمن أن المرأة المصرية هي الركيزة الأساسية في حربه ضد الفقر، من أجل التحرر ولتحقيق مجتمع منفتح متقدم، فكانت لأول مرة من حق المرأة الترشح والانتخاب في المجالس النيابية، وأول وزيرة في التاريخ المصري الحديث.

«حكمت» أول وزيرة فى مصر

أطلق عليها عبد الناصر «قلب الثورة الرحيم» وهي أول سيدة تتقلد منصب وزيرة في مصر عندما اختارها ناصر كأول وزيرة للشئون الاجتماعية فى25 سبتمبر1962، ولدت عام 1922 بمركز القوصية بقرية تخلو نهائيًا من المدارس وقتها في الثلاثينيات من القرن الماضي، كان والدها ناظرًا بالسكك الحديدية اهتم بابنته ووفر لها إمكانية السفر يوميًا من قريتها لبندر ديروط لتتلقي التعليم بالمدارس الابتدائية والإعدادية حتى جاءت المرحلة الثانوية فتغربت الدكتورة حكمت أبو زيد عن أسرتها لتكمل مسيرتها التعليمية بمدرسة حلوان الثانوية بالثلاثينيات من القرن الماضي.

في أوائل الستينات أصدر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر قرارًا جمهوريًا بتعيين الدكتورة حكمت أبو زيد وزيرة للدولة للشئون الاجتماعية لتصبح أول سيدة في مصر تتولي منصب وزير، ومن خلال منصبها حولت الوزارة إلي وزارة مجتمع وأسرة كما نقلت نشاطها لكافة القرى والنجوع بالجمهورية بإنشاء فروع لها ، وأقامت للمرة الأولي عدة مشروعات ما زالت مستمرة منها مشروع الأسر المنتجة ومشروع الرائدات الريفيات ومشروع النهوض بالمرأة الريفية كما قامت بحصر الجمعيات الأهلية وتوسعت أنشطتها وخدماتها التنموية.

في عام 1964م ساهمت بوضع قانون 64 وهو أول قانون ينظم الجمعيات الأهلية ، فلها يعود الفضل في تطوير العمل الاجتماعي والرعاية الأسرية من خلال توليها منصب الوزارة ما جعلت للمرة الأولي من مهام وزارتها ضمن رعاية مؤسسة الأحداث بكل مشاكلها مما يعد خطوة حاسمة وفعالة في العناية بهؤلاء الأحداث.

عندما حدثت هزيمة 1967م ونظرًا للثقة الكبيرة من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في وطنيتها كلفها بالاهتمام الكامل بالرعاية الاجتماعية لأسر الجنود المتواجدين على الجبهة المصرية.

وبالفعل حققت نجاح منقطع النظير في هذا المجال، وفي عام 1969 قامت الدكتورة حكمت أبو زيد بالإشراف على مشروع تهجير أهالي النوبة بعد تعرضها للغرق عدة مرات من مشروع كامل في القرى النوبية الجديدة ما بين كوم أمبو وأسوان وحرصت على نقل النسيج والبنيان النوبي كما كان قبل الغرق وتفاعلت إنسانيًا مع أهالي النوبة مما جعل الزعيم جمال عبد الناصر يطلق عليها لقب “قلب الثورة الرحيم”

راوية عطية أول نائبة بالبرلمان

هي أول امرأة عربية تدخل البرلمان، حدث ذلك عام 1957 أي بعد عام واحد من منحها حق التصويت والترشيح رسميًا (عام 1956). ففي هذا العام منح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حق الانتخاب والترشح للمرأة المصرية بموجب دستور 1956 وفتح باب الترشح، وتقدمت 8 سيدات للترشح بعد هذا القرار، وفازت المصرية راوية عطية وكانت أول امرأة عربية تدخل إلى البرلمان.

وكانت راوية عطية أول نائبة تدخل البرلمان المصري عن دائرة القاهرة عام 1957، فكان لراوية عطية عند دخولها البرلمان المصري مطالب عدة ناقشتها خلال الجلسات، فطلبت من وزير الشئون الاجتماعية تنفيذ المشروع الخاص بإنشاء مكاتب للتوجيه الأسري والاستشارات الزوجية، وذلك لحل مشكلات الأسرة الاقتصادية والاجتماعية والنفسية . بالإضافة إلى ذلك كانت راوية عطية أول امرأة تعمل ضابطةً في الجيش المصري و ذلك بعدما حصل العدوان الثلاثي على مصر، فقامت بتدريب 4000 امرأة على الإسعافات الأولية والتمريض لجرحى الحرب ووصلت لرتبة نقيب  .

أمينة السعيد أول رئيسة تحرير

من أولى السيدات اللاتي اشتغلن بالصحافة، حملت على عاتقها قضية تحرير المرأة ومساواتها بالرجل، وتعرضت خلال رحلتها لحملات هجوم واسعة من ذوي المرجعيات الدينية والإسلامية، لأن تبقى قامة صحفية، وصاحبة الألقاب الأولى في بلاط ”صاحبة الجلالة”.

الدكتورة أمينة السعيد، المولودة في (20 مايو 1910)، والدها هو الطبيب ”أحمد السعيد” القادم من ”المنصورة” للعمل بأسيوط، كان لديه ميول أوروبية وربى ابنته على الحرية والانطلاق السائد لدى الغرب، وشجعها على العلم والقراءة وألحقها بالمدارس الأجنبية، ثم بمدرسة ”الحلمية للبنات” بعد رجوعهم للقاهرة.

أثناء دراستها بالجامعة عملت بالصحافة تحت اسم مستعار، وانتقلت بين مجلات ”الأمل، كوكب الشرق، آخر ساعة، المصور”، وفي 1954 أصدر ”أمين زيدان” مجلة ”حواء”، وكانت ”أمينة السعيد” رئيسة التحرير، لتكون (أول رئيسة تحرير امرأة).

وبعد رحيل الكاتب ”فكري أباظة” عن رئاسة تحرير ”المصور”، تولت ”أمينة” رئاسة تحريرها، ثم ترأست مجلس إدارة ”دار الهلال”، ووفقًا لقوانين الصحافة المصرية دخلت مجلس إدارة نقابة الصحفيين، وكانت (أول سيدة عضو منتخبة في مجلس نقابة الصحفيين)، وفي 1959 كانت (أول سيدة تتولى منصب وكيل نقابة الصحفيين)، كما كانت عضوًا بمجلس الشورى، وتولت منصب ”سكرتير عام الاتحاد النسائي” الذي أنشأته ”هدى شعراوي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى