الفنانة السورية نادين خوري تعكس حيرة الفنان بين المال والفن والشهرة

تعتبر الفنانة السورية نادين خوري ابنة بيت فني، فهي شقيقة الفنان الراحل جورج لطفي خوري، مدير الإضاءة الشهير في الفن السينمائي والتلفزيوني، حيث انطلقت سينمائياً عبر فيلم “الصحفية الحسناء” في نهاية سبعينات القرن الماضي، لتبدء مشوار عملها الفني، حيث حققت حضورا سينمائيا هاما في سينما القطاع العام والخاص في سوريا.

أما مشاركتها الأحدث، فكانت من خلال دور “أمينة” في فيلم “النورج” من إنتاج المؤسسة العامة للسينما وإخراج النجم السوري أيمن زيدان في أول أعماله السينمائية كمخرج.

وفي “النورج” قدّمت نادين شخصية امرأة تقاوم بقوة تزاحم الأزمات عليها، ابنة مقعد نتيجة إصابة في الحرب، علاوة على مصارعة الحالة المادية في ظل تسلط بعض قوى الظلم في مجتمعها عليها وعلى أسرتها.

وعن التجربة ودورها تقول نادين خوري في حوارها مع “العرب” “أمينة، هي رمز للمرأة والأرض، الخصب، الحب والعطاء، أمينة هي امرأة تلخّص العديد من النساء، فيها نماذج من المرأة في مجتمعنا، وفيها العديد من صفات المرأة كذلك: الصبر، القوة، الإرادة، وسرعة اتخاذ القرار، ولعل أهم ما يميّز أمينة هو طاقة الأمل التي تُقحمها في العمل، فهي تقدّم حالة رمزية عن الأمل الذي يجب أن يكون موجودا في الناس، أمينة امرأة وحالة عمل عليها صناع الفيلم بكل جدية، لكي يقدموا شيئا جديدا ومفيدا في السينما”.

وعن مشاركتها للفنان أيمن زيدان، في أول أعماله كمخرج سينمائي، بعد تعاون تلفزيوني طويل بينهما، قالت نادين خوري “خلال عملي الطويل معه في الجانب التلفزيوني، عرفت عنه أنه يمتلك شيئا خاصا يتميّز به، وهذا الشيء كان دائما مثار اهتمامي، فهو مهموم بالشخصية التي يريد أن يلعبها، وأنا أيضا أفعل نفس الشيء، لطالما تحدّثنا في ذلك أثناء عملنا معا في التلفزيون”.

أما عن اشتغالها معه في مجال الفن السابع، فتقول “هنا في السينما في أول أفلامه كمخرج، لم ينس أنه ممثل أولا. بعض الممثلين تحوّلوا من التمثيل إلى الإخراج، وعندما أصبحوا وراء الكاميرا، نسوا أنهم كانوا ممثلين، فصاروا يعاملون الممثل بعصبية، وهذا ما كان يخلق توترا في أجواء العمل ويضع الممثل في حالة طاقة سلبية. الأستاذ أيمن لم يفعل ذلك، بقي محافظا على هدوئه وبالتالي هدوء المجموعة التي معه، وبذلك كان جو العمل منسجما واستطعنا تقديم العمل بالصورة المطلوبة، وهناك أمر هام عنده أحترمه جدا، وهو التحضير الكبير للفيلم قبل بدء التصوير، وهي مرحلة هامة تضع الجميع في جو العمل الصحيح”.

وعن تقيمها لما قدّمته في حياتها الفنية كاملا، سواء في السينما أو التلفزيون، خاصة بعد نيلها عددا من الجوائز والتكريمات عن بعض الأعمال، وتحديدا المسلسل الشهير “وراء الشمس” والذي دخل عالم ذوي الاحتياجات الخاصة، قالت نادين خوري “لا أرى أنني أستطيع تقييم ما قدّمته، سأترك هذه المهمة للجمهور، أنا يمكنني تقييم أعمال الآخرين كمتابعة، الفن حالة كبيرة جدا وغنية، وما قدمناه لا يتعدى برأيي حدود التجارب”.

وتضيف “مُخطئ ذاك الفنان الذي يعتقد أنه حقّق أهدافه ووصل لما يريد، كفنانة أعتقد أن المهم أولا، هو وضع هدف، فالفنان عليه أن يضع هدفا لما يريد، إما الفن وإما المال وإما الشهرة.. وبعد ذلك عليه الاختيار، بمعنى أن يدّقق فيما يعرض عليه ويختار ما يناسبه ويقدّمه بصورة مناسبة، فمثلا في التلفزيون قد يقدّم الفنان أكثر من عمل في موسم واحد، وعند العرض الرمضاني سيظهر فيها كلّها بشكل مُتشابه، وهذا برأيي غير صحي ومنفر”.

جدير بالذكر ان الفنانة نادين خوري قد قدمت خلال مسيرتها الكثير من الأعمال تجاوزت المئة وخمسين فيلما ومسلسلا، منها “الصحافية الحسناء”، “القلعة الخامسة”، “سمك بلا حسك”، “زواج على الطريقة المحلية”، “قتل عن طريق التسلسل”، “حبيبتي يا حب التوت”، “مرايا”، “بصمات على جدار الزمن”، “لك يا شام”، “تل الرماد”، “يوميات مدير عام”، “الأخوة”، “حمام القيشاني”، “بطل من هذا الزمان”، “رمح النار”، “مبروك”، “البحث عن صلاح الدين”، “رجال ونساء”، “سقف العالم”، “الحصرم الشامي”، “وراء الشمس”، “بانتظار الياسمين”، و”مريم” و”النورج”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى