مصرع حاخام قرب نابلس برصاص “القسام” امس يدشن مرحلة ثورية جديدة في الضفة رداً على اعلان القدس عاصمة لاسرائيل

قالت كتائب الشهيد عز الدين القسام: إن عملية نابلس هي أول رد عملي بالنار لتذكير قادة العدو ومن وراءهم بأن ما تخشونه قادم، وأن ضفة العياش والهنود ستبقى خنجرًا في خاصرتكم.

جاء ذلك في تغريدة للناطق باسم القسام أبو عبيدة، عبر تويتر، عقب مقتل مستوطن صهيوني في عملية إطلاق نار وقعت على مدخل البؤرة الاستيطانية “جفات جلعاد” إلى الغرب من قرية تل بنابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.

وكانت حركة حماس قد باركت عملية نابلس، في تصريح صحفي للناطق باسمها فوزي برهوم، وعدتها نتيجة لانتهاكات الاحتلال الصهيوني وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس والمسجد الأقصى.

وشدد برهوم على أن بوصلة الشعب الفلسطيني متوجهة نحو القدس والمسجد الأقصى، وخياره المقاومة في حمايتها والدفاع عنها مهما بلغت التضحيات، مؤكداً أن كل مخططات النيل من مقاوم الفلسطينيين وإرادتهم وكيّ وعيهم ستبوء بالفشل، ولن يكتب لها النجاح.

شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الأربعاء  إجراءاتها على مداخل مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، بعد مقتل مستوطن صهيوني بعملية إطلاق نار غرب المدينة.

وأكد شهود عيان أن اختناقات مرورية شديدة تشهدها الحواجز العسكرية الجنوبية والغربية، بسبب إغلاق الاحتلال للحواجز على مداخل المدينة وعمليات تفتيش دقيقة للمركبات الفلسطينية.

وأوضح الشهود أن الاحتلال أغلق حاجزي حوارة وعورتا جنوب وشرق المدينة، كما أغلق الطريق الواصل بين بلدة تل وطريق “يتسهار” المعروف باسم “المربعة”، بالإضافة إلى إغلاق طريق “يتسهار” ابتداء من دوار “يتسهار” في شارع حوارة وحتى مفترق جيت غربا.

وبحسب الشهود، فإن قوات الاحتلال تسمح بدخول المركبات إلى مدينة نابلس عبر هذه الحواجز بعد إخضاعها للتفتيش الدقيق، لكنها تمنع خرج المركبات من المدينة.

من جانب آخر، واصل جيش الاحتلال الليلة الماضية وفجر اليوم حملات التمشيط والبحث عن منفذي العملية البطولية.

ونفذ جنود  الاحتلال اقتحامات وأعمال التمشيط في بلدات صرة وتل وبيت وزن ومحيط جيت، وأحياء مدينة نابلس الغربية خاصة المخفية، تخللها اعتداءات على المواطنين وعلى مركباتهم وتحطيم زجاجها، إضافة إلى مصادرة كاميرات مراقبة.

وأفاد شهود عيان من بلدة تل غرب نابلس إن عشرات الجنود اقتحموا البلدة وشرعوا بأعمال التمشيط والبحث، وداهموا عدة منازل بينها منزل عبد اللطيف صالح رمضان أبو عاصم وتواجدت على سطح المنزل، ومنزل هاني رمضان وأحمد الظاهر، وأطلق الجنود قنابل الإنارة في سماء البلدة، ومنطادا للمراقبة.

ونفذ مستوطنون عمليات عربدة في مناطق جنوب نابلس، خاصة على مفترق مستوطنة يتسهار ومدخل حوارة الشمالي وشارع القدس، حيث أصيب  الشاب أيمن فاروق عبدات من قرية عورتا بكسر باليد، أثر اعتداء المستوطنين عليه في شارع حوارة جنوب نابلس.

وتعبيرا عن التكاتف الاجتماعي، أعلنت بلدات فلسطينية ومواطنون عن فتح منازلهم لاستقبال العالقين على أطراف مدينة نابلس الجنوبية والغربية، بعد قيام مستوطنين بالعربدة، وإغلاق الطرق.

وانتشرت عبارات على صفحات مواقع التواصل تعلن عن استقبال أي شخص انقطعت به السبل ووجد صعوبة في الوصول إلى منزله، بسبب إغلاقات الطرق، كما نشر مواطنون يقطنون على مفارق الطرق إعلانات مشابهة.

ونشر الإعلامي رومل شحرور السويطي، والذي يقطن على مدخل حوارة الشمالي منشورا على صفحته بأن منازل أبناء المرحوم أبو رومل السويطي مفتوحة لكل من انقطعت به الطرق، منبها إلى أن تلك البيوت موجودة بالقرب من مدرسة ثانوية حوارة للبنين.

ونشرت صفحة عزون بلدنا على الفيس بوك منشورا جاء فيه ” كل بيوتنا مفتوحة لكل العالقين وأهلا وسهلا بكم في عزون”.  أما صفحة دولة بيتا على الفيس بوك فقد أشارت إلى أن عشرات الأهالي يقفون على مدخل البلدة منذ وقوع العملية لاستقبال العالقين”.

وقد شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، حملة اقتحامات ومداهمات في مختلف أنحاء الضفة الغربية المحتلة، أسفرت عن اعتقال 11 مواطنًا فلسطينيًا.

وقال بيان لـ “جيش الاحتلال”، إن قواته اعتقلت 11 فلسطينيًا الليلة الماضية، إضافة إلى مصادرة أموال خلال حملة تفتيش في مدينة الخليل جنوب الضفة.

وقالت مصادر إعلامية فلسطينية إن قوات الاحتلال اقتحمت مخيم الأمعري قرب رام الله، واعتقلت ثلاثة شبان على الأقل وهم؛ محمد المحسيري، جهاد أبو حميد، وديب الترمساني.

وفي جنين، قالت مصادر اعلامية ، إن قوات الاحتلال اعتقلت مواطنا خلال مداهمتها بلدة عرابة جنوب المدينة.

وبحسب مصادر من البلدة، فإن الجنود اعتقلوا الشاب يزيد مغير (27 عاما) وفتشوا منزله في عرابة وانتشروا في الشوارع والأزقة.

كما انتشروا في موقع معسكر عرابة المخلى ونصبوا حواجز على مدخله حتى وقت مبكر من صباح اليوم.

وفي أريحا، اقتحمت قوات الاحتلال فجر اليوم مدينة أريحا ومنطقة مخيم عقبة جبر في الأغوار الفلسطينية واعتقلت شابين قبل انسحابها.

وقالت مصادر محلية إن الجيش اعتقل الشابين أحمد ومحمد براهمة،  خلال اقتحامها لمنطقة كتف الواد في أريحا.

وأضافت المصادر أن الشبان  تصدوا  لقوات الاحتلال عند مدخل مخيم عقبة الجبر في أريحا وأمطروهم بالحجارة والزجاجات الفارغة.

وعرف من بين المعتقلين بالضفة فجراً:

١. محمد المحسيري- مخيم الأمعري برام الله

٢. جهاد أبو حميد- مخيم الأمعري برام الله

٣. ديب الترمساني- مخيم الأمعري برام الله

٤. تامر طاهر- تل غرب نابلس

٥. يزيد مغير- عرابة غرب جنين

٦. محمود سحو- قباطية جنوب جنين

٧. أحمد خميس براهمة- أريحا

٨. محمد خميس براهمة- أريحا

وكان قد قتل صهيوني، مساء امس الثلاثاء، في عملية إطلاق نار وقعت قرب مستوطنة صهيونية محاذية لمدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.

وقالت قناة “12” الصهيونية: إن إصابات وقعت في عملية تجاوز وإطلاق نار باتجاه سيارة مستوطنين، فيما انسحب المنفذون من المكان بأمان.

وحسب القناة؛ فإن المستوطن أصيب بعيار ناري في الرقبة وجرى نقله للمستشفى لتلقي العلاج وهو بحالة حرجة، ليعلن عن مقتله في وقت لاحق

وكان موقع “روتر نت” العبري فقال: إن صهيونياً أصيب إصابة خطيرة في عملية إطلاق نار بالقرب من مستوطنة “حفات جلعاد” المحاذية لمدينة نابلس.

وأفادت مصادر إعلامية عبرية بأن العملية وقعت على مدخل البؤرة الاستيطانية “جفات جلعاد” الى الغربي من قرية تل.

وعن هوية القتيل الصهيوني كشفت مصادر إعلامية عبرية أنه الحاخام رزيئيل شيبح (35 عاماً)، من الموقع الاستيطاني “حڤات جلعاد”، الواقع غرب مدينة نابلس، وهو ابن المستوطن المعروف موشي زار الذي استولى على معظم أراضي المنطقة، ويسكن في بيت وحيد على قمة جبل في المنطقة، وهو من نفذ محاولة اغتيال بسام الشكعة رئيس بلدية نابلس.

وأعلن جيش الاحتلال محيط محافظة نابلس منطقة عسكرية مغلقة، وشروعه بالتحقيق في الحادثة، فيما شرع مستوطنون بالعربدة جنوب نابلس، وأغلقوا الطريق الالتفافي قبالة بلدة بورين، ورشقوا السيارات الفلسطينية بالحجارة.

وفي أعقاب ذلك أفادت مصادر إعلامية فلسطينية بأن قوات الاحتلال انتشرت بشكل مكثف على حاجز زعترة وطريق “يتسهار”، وأغلقت عدداً من مداخل القرى جنوب نابلس.

وأفاد شهود عيان ، بأن قوات الاحتلال اقتحمت بلدتي تل وصرة، القريبتين من موقع العملية، وشرعت بعمليات بحث وتمشيط واسعة.

وأكدت مصادر محلية أن مجموعات من المستوطنين انتشرت على طول الطريق الالتفافي الممتد من مستوطنة “يتسهار” وحتى مفترق جيت- صرة غرب نابلس، ورشقوا المنازل والسيارات المارة بالحجارة.

هذا وقد شكلت هذه العملية، تحولاً نوعياً في العمل المقاوم، عقب أكثر من شهر على رفض الشارع الفلسطيني لقرار ترامب، إذ جاء وقع العملية كالصاعقة على الاحتلال وقادته الأمنيين والسياسيين، في تأكيد على ما كانوا يخشونه من ردة فعل المقاومة في الضفة على القرار الأمريكي بشأن القدس.

العملية التي نفذها مقاومون فلسطينيون جاءت في ظروف أمنية معقدة، في ظل انتشار دائم ومكثف لجنود الاحتلال على كافة الطرق والشوارع الالتفافية التي يقطنها المستوطنون الجاثمون على أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية، حيث تمكن المقاومون من إطلاق 20 رصاصة في غضون دقيقة بواسطة سلاح أتوماتيكي تجاه سيارة مستوطن مسرعة، فأردوه قتيلا قبل أن ينسحبوا من مكان العملية بسلام.

وقد تسببت العملية في إحداث صداع لدى قادة الاحتلال، واستحوذت صباح اليوم على اهتمام كافة الصحف والمواقع العبرية، وبدت ردود الفعل تجاهها تعبر عن مدى الألم من نجاحها، فقد علقت عضو الكنيست تسيبي لفني على العملية بالقول: “أشعر بالألم بعد مقتل الحاخام رازئيل”.

بدوره قال عضو الكنيست الصهيوني ميكي ليفي في رده على العملية “مساء آخر قاتل، أثق بالجيش الذي سيضع يده على منفذي العملية”.

أما رئيس مجلس المستوطنات في الضفة الغربية، فحمل المسؤولية الأولى على مقتل المستوطن على عاتق السلطة الفلسطينية.

وعلى الصعيد الآخر، غمرت الفرحة أركان الشارع الفلسطيني الذي أبدى سعادته من هذه العملية البطولية، واعتبرها جزء مهما في الرد على انتهاكات الاحتلال المتواصلة.

وبدورها باركت فصائل المقاومة الفلسطينية العملية، واعتبرتها ردا طبيعيا من مقاومة شعبنا على انتهاكات الاحتلال المتواصلة بحق القدس وشعبنا.

فقد أعلنت حركة حماس على لسان الناطق باسمها حسام بدران ان العملية جاءت صفعة للاحتلال بعد قرار ترامب، وقال إن شعبنا سيواصل مقاومته حتى دحر الاحتلال عن كافة الأرض الفلسطينية.

حركة الجهاد الإسلامي حيّت في بيان لها منفذي العملية، وأكدت أنها ستكون فاتحة الطريق نحو تطوير الانتفاضة، وستعطي زخما وقوة إضافية للغضب الشعبي الذي يتصاعد في مواجهة السياسات والقرارات العدوانية الصهيو أمريكية.

بدورها باركت لجان المقاومة العملية، واعتبرتها تأكيداً على تمسك شعبنا بخيار المقاومة في مواجهة المؤامرة ضد القضية الفلسطينية.

إلى ذلك حيت كتائب شهداء الأقصى منفذي العملية، ودعت للمزيد من ضربات المجاهدين للعدو الصهيوني في كل بقاع فلسطين المحتلة.

وفي ذات السياق قال حركة الأحرار إن العملية تؤكد على حيوية انتفاضة القدس، وتمثل الرد الفعال على قانون إعدام منفذي العمليات الذي يسعى الاحتلال لإقراره لإرهاب شعبنا، ووقف تنفيذ عمليات جديدة.

أما كتائب الناصر صلاح الدين الجناح العسكري لحركة المقاومة الشعبية في فلسطين، فرأت في العملية تأكيدا على تمسك الشعب الفلسطيني بخيار المقاومة في مواجهة الاحتلال، وردع ممارساته اللاإنسانية بحق الفلسطينيين.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى